أبرز المنتجات والأنشطة داخل القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 أبرز المنتجات والأنشطة داخل القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

 أبرز المنتجات والأنشطة داخل القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
(جدول 19) يوضح المصانع المنتجة والمرخصة بموجب نظامي حماية الصناعات الوطنية وتشجيعها واستثمار رأس المال الأجنبي في منطقة المدينة المنورة حتى نهاية عام 1425هـ / 2005م.
يتضح من الجدول أن صناعات المواد الغذائية، وصناعات مواد البناء، والصيني، والخزف، والزجاج، والصناعات الكيميائية والبلاستيكية تتصدر قائمة الأنشطة الصناعية في منطقة المدينة المنورة، من حيث عدد المصانع وتمويلها، وحجم العمالة، وتشير البيانات إلى أن الصناعات الإنتاجية الأساسية، وهي صناعات المواد الغذائية، وصناعات مواد البناء، والصيني، والخزف، والزجاج، والصناعات الكيميائية والبلاستيكية تستحوذ على أكثر من 69.37% من عدد المصانع، وأكثر من 97.41% من قيمة التمويل، ونحو 76.86% من حجم العمالة في القطاع الصناعي 
وعلى الرغم من أن قطاع الصناعات الكيميائية والبلاستيكية يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد المصانع، إلا أنه يجتذب أعلى نسبة من إجمالي رأس المال المستثمر الذي يمثل 88.69%، وبالنسبة إلى حجم العمالة فإنه يستوعب نحو 45.73% من إجمالي العمالة الصناعية. ويمكن أن يكون سبب ذلك طبيعة الصناعات الكيميائية، حيث كبر حجم المشروعات الصناعية مقارنةً بغيرها من الصناعات الاستهلاكية الموجودة في المنطقة. واعتماد هذه المشروعات الصناعية على رأس المال والتكنولوجيا بشكل كبير لكون معظمها يتمثل في أنشطة إنتاجية أساسية وثانوية ضخمة تعكس أهمية صناعية ذات أهداف تنموية على المستوى الوطني.
 
ومن (جدول 19) ، يمكن تحديد أنواع الصناعات في المدينة المنورة كما يأتي:
 

صناعة المواد الغذائية والمشروبات

 
تزدهر في المدينة المنورة الصناعات الغذائية نتيجة لازدهار القطاع الزراعي ظهيرها المباشر، وقد سبقت الإشارة إلى أن هذا النوع من الصناعة قد مارسه سكان المدينة منذ القدم، غير أن التقنية الحديثة التي زادت وسائل الإنتاج فعالية دفعت بالأهمية النسبية لهذا القطاع في المدينة المنورة إلى درجة أكبر من أهميته على المستوى الوطني، إذ استأثر بنحو 27.21% من عدد المصانع، و 9.73% من العمالة الصناعية، و 1.13% من إجمالي الاستثمارات المالية. ولا ننسى أن التصنيع الغذائي كان البوابة التي دخلت منها الصناعة الحديثة إلى المدينة المنورة، إذ إن المصنع الأهلي النموذجي لتعبئة التمور قد بدأ الإنتاج منذ ما يزيد على ثلاثين سنة بوصفه أول مصنع يبدأ الإنتاج هناك. وتتمثل الصناعات الغذائية في المدينة المنورة بـ40 مصنعًا تدخل ضمنها صناعات تخزين المواد الغذائية، ويعمل في هذه المصانع 1686 عاملاً، وتزيد جملة استثماراتها على 542 مليون ريال. وحسب التصنيف المعياري الدولي للأنشطة الصناعية تقسم الصناعات الغذائية في المدينة المنورة إلى مجموعات فرعية كالتالي:  
 
أ) مجموعة صناعة منتجات الألبان:
 
ازدهرت هذه الصناعة في المدينة المنورة وفي عموم المملكة لخدمة السوق المحلية المتنامية، وكانت تعتمد على استخدام الحليب الجاف المستورد من الخارج بصفة رئيسة حتى السبعينيات الميلادية التي شهدت بداية التطور في مزارع تربية الأبقار، بعد ذلك أخذت كمية الإنتاج المحلي من الحليب الخام اللازم لصناعة الألبان ومنتجاتها في التزايد، وذلك نتيجة لبرامج التشجيع الحكومي للقطاع الزراعي التي اشتملت عليها خطط التنمية المتتابعة.
 
وعلى ذلك قامت في المدينة المنورة مصانع حديثة تنتج كميات هائلة من منتجات الألبان سنويًا، ويأتي أكثر هذه الكميات من مصنع واحد، هو مصنع المدينة الدنماركية للألبان الذي ينتج ما يزيد على 70%، ويعمل في هذه المصانع 254 عاملاً، أي نحو 28% من إجمالي العاملين في الصناعات الغذائية، كما أن الاستثمارات المالية في مصانع الألبان شكلت أكثر من 26% من استثمارات الصناعات الغذائية بالمدينة، والجدير ذكره أن نحو نصف هذه الاستثمارات أجنبية المصدر، وتتمثل في حصة الشريك الكويتي والبالغة 73% في رأسمال مصنع المدينة الدنماركية. وتتوزع هذه المصانع في أنحاء مختلفة من منطقة المدينة المنورة، إذ يقع اثنان منها في آبار علي على طريق جدة، واثنان في المساجد السبعة وواحد في منطقة قباء.
 
ب) مجموعة صناعة تعبئة الخضار والفواكه:
 
تتمثل في صناعة تعبئة التمور التي ازدهرت كثيرًا في المدينة المنورة نظرًا لغزارة إنتاجها من التمور عالية الجودة، ولذلك يوجد بها 15 مصنعًا من بين 56 مصنعًا في المملكة، وبلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية لمصانع المدينة المنورة نحو 13 ألف طن سنويًا وهو ما يمثل نحو 18.2% من إجمالي إنتاج مصانع المملكة في عام 1425هـ / 2004م  .  وإن المصنع الأهلي النموذجي لتعبئة التمور هو المصنع الأقدم بين مصانع المدينة وأكبر مصانع هذه المجموعة هو مصنع شركة المدينة المنورة ومشتقاتها (تمور الذي ينتج نحو 3250 طنًا سنويًا، ويبلغ عدد عماله 70 عاملاً وجملة استثماراته نحو 22 مليون ريال، وما يجدر ذكره أن هذا المصنع الذي بدأ الإنتاج عام 1406هـ / 1986م يصدر جزءًا من إنتاجه إلى بعض الدول كإندونيسيا وكندا وبريطانيا. وتتمثل أهمية السوق المحلية المزدهرة في المدينة المنورة في عدد سكانها المتنامي والمرتفع في مستوى المعيشة، وفي التدفق المستمر لزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يقبلون على شراء تمور المدينة المنورة ويحملونها معهم إلى بلدانهم.
 
ج) مجموعة صناعة الخبز ومنتجات المخابز:
 
تطورت صناعة الخبز في المدينة المنورة - وفي عموم أنحاء المملكة - نتيجة عاملين مهمين أحدهما اتساع السوق المحلية بسبب زيادة السكان وارتفاع مستوى معيشتهم، والثاني الزيادة المطردة في إنتاج المملكة من القمح وهو المادة الخام الرئيسة في صناعة الخبز، وتزيد قوة هذه الصناعة العاملة على 110 عُمَّالٍ، وتتجاوز استثماراتها المالية 50 مليون ريال، ويأتي أكثر من نصف إنتاج هذه المجموعة من مصنع مؤسسة طيبة للمواد الغذائية الواقع في الحرة الشرقية الذي بدأ إنتاجه عام 1399هـ / 1979م.
 
د) بقية الصناعات الغذائية والتخزين:
 
يوجد في المدينة المنورة أحد عشر مصنعًا للمنتجات الغذائية الأخرى، تنتشر في أنحاء مختلفة من المدينة، وأهم منتجات هذه المصانع: الحلويات والسكاكر والثلج، إلى جانب ثلاث منشآت صناعية لتخزين المواد الغذائية وتسويقها، وأهم هذه المصانع مصنع مياه المدينة المنورة (مياه طيبة) الذي يعد واحدًا من أكبر مصانع تعبئة المياه العذبة في المملكة، وقد بدأ إنتاج هذا المصنع الواقع في منطقة قباء أوائل عام 1401هـ / 1981م، ويعمل في هذا المصنع نحو 130 عاملاً وتزيد استثماراته المالية على 36 مليون ريال  
 

صناعة المنسوجات والملابس

 
تمتاز صناعة النسيج بتنوع موادها الخام، فهي إما خامات زراعية مثل: القطن والكتان، أو حيوانية مثل: الصوف والحرير الطبيعي، أو خامات مصنعة مثل: الحرير الصناعي والألياف الصناعية المشتقة من المواد البتروكيميائية. وفي المدينة المنورة 8 مصانع متطورة تنتج المنسوجات والملابس الجاهزة، ويعمل بها نحو 1057 عاملاً بإجمالي تمويل فاق 185 مليون ريال عام 1426هـ / 2005م  ،  وأحد هذه المصانع متخصص في إنتاج الخيوط بأنواعها، وهو مصنع المؤسسة الصناعية للعقادة، يقع في منطقة العمرانية، ويعد واحدًا من أقدم مصانع المدينة المنورة، وتبلغ طاقته الإنتاجية 58 طنًا. أما الملابس الجاهزة فيتم إنتاجها من خلال أربعة مصانع بمعدل سنوي يزيد على200 ألف قطعة منوعة، على أن أهم المصانع وأحدثها مصنع شمسية للملابس الجاهزة الواقع في سيد الشهداء شمال المدينة المنورة الذي بدأ الإنتاج في منتصف عام 1412هـ أواخر عام 1991م وينتج ما يزيد على 72% من إجمالي طاقة هذه المجموعة الصناعية، حيث يقبل سكان المدينة المنورة وزوارها على منتجات هذه المصانع، وما زالت كميات كبيرة من الملابس الجاهزة تستورد من الخارج لسد حاجة السوق المحلية والوطنية، الأمر الذي يسمح بقيام المزيد من هذه الصناعات لتغطية هذا العجز 
 

 صناعات الجلود والمنتجات الجلدية

 
تعد الصناعات الجلدية من الصناعات التي سادت بشكلها البدائي فترة طويلة من الزمن في أقاليم مختلفة من المملكة، كالأحساء ومعظم المدن الحجازية ومنها المدينة المنورة، وكانت هذه الصناعة اليدوية التقليدية تنتج الخفاف والأحذية الشعبية والقرب ونحوها معتمدة على الموارد المحلية المتمثلة في الحيوانات التي تذبح أوقات المناسبات، خصوصًا عيد الأضحى من كل عام.
 
أما الصناعات الجلدية الحديثة في المدينة المنورة - وفي عموم المملكة - فتنتج الجلود المدبوغة بالكامل ونصف المدبوغة والجلود المخللة بالإضافة إلى المنتجات الأخرى للجلود والمتمثلة في الأصواف والوبر والشعر والمصران، لكن استخدام تلك الجلود يتم في مصانع أخرى كإنتاج الحقائب بأنواعها، كحقائب السفر والحقائب المدرسية والنسائية، فضلاً عن إنتاج الأحذية المتنوعة الرجالية والنسائية والرياضية والعسكرية، وكذلك لوازم الجيش والشرطة والحرس الوطني والكليات العسكرية من الأحزمة.
 
ويعد مصنع الدقل لدباغة الجلود في الخليل أكبر هذه المصانع، إذ أسس عام 1402هـ / 1982م بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 3000 طن، 80% منها جلود مدبوغة تصدر إلى سورية ولبنان وبعض الدول الأوروبية والآسيوية، أما الباقي الذي يشكل نسبة 20% فهو جلود ملونة جاهزة تستهلك في الصناعات المحلية، لكن الإنتاج الفعلي في حدود ثلث الطاقة المرخصة للمصنع بسبب محدودية الخامات المحلية ومنافسة التجار الذين يصدرونها للخارج بشكلها الخام. وهناك مصنعان آخران افتتحا الإنتاج عام 1413هـ / 1992م بطاقة سنوية تبلغ 150 ألف حقيبة منوعة، ونحو 600 ألف زوج من الأحذية، أي ما يعادل 18% من إنتاج المملكة من الحقائب و 20% من إنتاجها من الأحذية الجلدية، وبذلك تبوأت المدينة المنورة موقعًا مهمًا للصناعات الجلدية بين مدن المملكة.
 

صناعة الأخشاب والأثاث

 
هذه الصناعات مصدرها الأشجار من المزارع والغابات القريبة، ومن أهم الصناعات الخشبية صناعة أبواب البيوت والنوافذ وأخشاب المحاريث والرحال التي توضع على الجمال والصناديق والكراسي والمناضد وغير ذلك من الأثاث المنـزلي، وقد تقدمت هذه الصناعة منذ القدم ووصلت إلى مكانة عالية تمثلت في الزخرفة التي ظهرت في أبواب بيوت الأثرياء وسقوفها، وبعض أثاثهم.
 
وتتخصص 7 من مصانع المدينة المنورة في الأخشاب والأثاث، ويعمل فيها 502 عامل، بنسبة 2.89% من عدد العمالة في المنطقة، واستثماراتها تزيد على 96 مليون ريال، تشكل نسبة 0.20% من إجمالي التمويل في المنطقة  
 

صناعة الكيماويات والمنتجات البلاستيكية

 
ما زال هذا القطاع صغير الحجم، ولم يتطور بالدرجة التي تسمح بها مقوماته من مواد أولية متوافرة بالجوار في ينبع ودعم حكومي سخي وسوق محلية واسعة وغنية، فعدد المصانع يتجاوز الثلاثين مصنعًا يعمل فيها 7921 عاملاً بإجمالي تمويل قدره 42256.04 مليون ريال  ،  فمصنع الدخيل للغازات الصناعية الواقع في آبار علي ينتج نحو 3500 طن سنويًا من الغازات الصناعية والطبية، فيما ينتج مصنع أب ربعة في نـزلة الجبور) نحو 525 طنًا من العطور والزيوت، ويختص ثالث في إنتاج الخلطات الإسفلتية المستخدمة في مشروعات الطاقة والمساكن بطاقة تقارب 43 ألف طن، وبالإضافة إلى ذلك توجد خمسة مصانع تنتج المواد البلاستيكية المختلفة من بيوت زراعية ومواد تعبئة ولوازم منـزلية ونحوها بطاقة سنوية وقدرها 8400 طن  
 

الصناعات الورقية والطباعة والنشر

 
تكاد المدينة المنورة في الإحصاءات الرسمية تخلو من الصناعات الورقية على الرغم من أنها كانت واحدة من المدن الرائدة في المملكة في مجال الطباعة والنشر، فقد أنشئت هناك واحدة من أقدم المطابع في الجزيرة العربية وهي المطبعة العلمية، وكان ذلك عام 1329هـ / 1910م أي قبل قيام المملكة العربية السعودية، وفي عام 1355هـ / 1936م تأسست (مطبعة طيبة الفيحاء) التي تغير اسمها فيما بعد إلى (مطبعة المدينة المنورة)، وقد كانت صحيفة المدينة المنورة تطبع فيها منذ تأسيسها في محرم 1356هـ / إبريل 1937م حتى انتقلت إلى جدة، كما أن مجلة المنهل الأدبية الشهرية التي أسست عام 1355هـ / 1937م كانت تصدر وتطبع في المدينة المنورة قبل انتقالها هي الأخرى إلى جدة. فضلاً عن ذلك فقد كانت المدينة المنورة تحتضن ما لا يقل عن إحدى عشرة مطبعة، وكان معظمها يقع في المنطقة المركزية قريبًا من الحرم النبوي الشريف إلى أن قامت مشروعات توسعة الحرم وتطويره، ما دفع بها للانتقال إلى أطراف المدينة، وبخاصة في آبار علي في الجنوب وسيد الشهداء في الشمال  . 
 

صناعات مواد البناء والصيني والخزف والزجاج 

 
كان للمدينة المنورة نصيب طيب من تلك المشروعات ما دعا إلى قيام قطاع صناعات إنشائية لا يستهان به، يتألف من 31 مصنعًا يعمل بها نحو 3707 عمال يمثلون نحو 21.40% من العمالة الصناعية بالمدينة، كما أن الاستثمارات في هذا القطاع تجاوزت 3617 مليون ريال، وهي تعادل نحو 7.59% من جملة الاستثمارات الصناعية  ،  ومن بين هذه المصانع يقوم مصنعان ضخمان بإنتاج نحو 200 ألف طن من الطوب الأحمر والمنتوجات الفخارية كل عام، وهذا النوع من الطوب مرغوب ويحظى بمزيد من الإقبال نظرًا لما يتمتع به من قوة وعزل حراري ما جعل له دورًا كبيرًا في خفض تكلفة تكييف المباني، وفي ترشيد الاستهلاك من الطاقة الكهربائية، وهو مطلب اقتصادي ووطني مهم. وفي المدينة المنورة أيضًا يوجد 16 مصنعًا متخصصًا في المنتجات الأسمنتية والرخام بطاقة سنوية إجمالية قدرها 238 ألف طن، ويتألف إنتاج هذه المصانع من البلك الأسمنتي والبلاط والخرسانة الجاهزة والأنابيب الأسمنتية والمباني الجاهزة ونحوها، في حين يتخصص مصنع حديث في إنتاج الصوف الصخري، وهو مادة عازلة بطاقة سنوية تناهز 5000 طن. ويأتي في طليعة مصانع هذا القطاع من ناحية الحجم كل من مصانع الميمني للطوب الأحمر الواقعة في ميدان باب الشامي، ومصنعي بن لادن والأمين للمباني الخرسانية الجاهزة. هذه المصانع الثلاثة تستأثر بنحو 45% من العمالة وما يزيد على 57% من الاستثمارات المالية بالنسبة إلى قطاع الصناعات الإنشائية، وتنتشر مصانع هذا القطاع بشكل رئيس في أحياء سكنية معينة مثل آبار علي وسيد الشهداء والحرتين الشرقية والغربية وحي الهجرة وغيرها 
 
وتعد خطط التنمية الخمسية صناعة الأسمنت مشروعًا تعدينيًا صناعيًا يهدف إلى توفير مادة استهلاكية أساسية تنافس مثيلاتها المستوردة على اعتبار أن استهلاك مادة الأسمنت ما هو إلا مقياس يعكس مدى النهضة العمرانية التي تشهدها المملكة. وقد قامت المملكة بتشجيع المساهمة الوطنية في الاستثمار في صناعة الأسمنت، وعلى ضوء المؤشرات الإيجابية تأسست شركة أسمنت ينبع، وبدأ إنتاج مصنع ينبع عام 1401هـ / 1981م في منطقة رأس بريدي، وقد وصل إنتاج المصنع في عام 1419هـ / 1998م إلى 202 مليون طن ونسبة الطاقة المستغلة تقدر بنحو 109% وتم تصدير 77 ألف طن من إنتاج هذا المصنع إلى السودان  
 
ولقد أثبتت الدراسات توافر رواسب مهمة من الجبس بمحاذاة ساحل البحر الأحمر في شرم الخور الذي يقع على بعد 25كم شمال غرب ينبع البحر. وقد أظهرت نتائج تلك المسوحات الجدوى الاقتصادية لهذه الرواسب وصلاحيتها للاستغلال في صناعة جص باريس، وعلى ضوء ذلك منحت شركة الجبس الأهلية امتيازًا لاستغلال تلك الرواسب، وقد بدأ إنتاج المصنع عام 1401هـ / 1981م، وتقدر الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع بنحو 23.9 ألف طن جبس تلييس و 2.3 ألف طن بودرة طرطشة  
 

الصناعات المعدنية

 
تشمل الصناعات المعدنية صناعة المنتجات المعدنية المصنعة والماكينات والمعدات، ويوجد في المدينة المنورة 19 مصنعًا، وهي من المصانع الصغيرة والمتوسطة التي كان لعامل السوق أكبر الأثر في توطنها، ويعمل في هذه المصانع ما يزيد على 1691 عاملاً، ويصل مجموع استثماراتها إلى أكثر من 189 مليون ريال  . 
 
ويمكن تقسيم هذه المصانع تبعًا لنوعية إنتاجها إلى مجموعات فرعية، أهمها:  
 
أ) مجموعة الأثاث المعدني وأدوات المائدة:
 
ويمثلها أربعة مصانع أكبرها مصنع إحسان للمفروشات المعدنية.
 
ب) مجموعة الصناعات المعدنية الإنشائية:
 
وهي ثلاثة مصانع تسهم بإنتاج نحو 10 آلاف طن من لوازم البناء المعدنية، وهذا يمثل أكثر من 60% من طاقة الصناعات المعدنية بالمدينة المنورة.
 
ج) مجموعة الصناعات المعدنية الزراعية:
 
تشمل مصنعين يلبيان حاجة المشروعات الزراعية من المضخات اللازمة لاستخراج المياه الجوفية، وهما مصنع طيبة للمضخات التوربينية في الحرة الشرقية، ومصنع الدخيل للمضخات في طريق عروة، بطاقة إنتاجية تربو على 1000 مضخة، بالإضافة إلى مصنع ثالث هو مصنع المطلق لأسلاك التسوير.
 
د) صناعة الحلي والمجوهرات: 
 
وهي صناعة عريقة في المدينة المنورة تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام، وترتبط بالسوق المزدهرة خصوصًا خلال مواسم الحج والزيارة، وتوجد خمسة مصانع متطورة يشغلها 256 عاملاً وتناهز استثماراتها المالية 44 مليون ريال، أما إجمالي الإنتاج فيبلغ نحو 8880 كغ من الحلي والمشغولات الذهبية والمجوهرات سنويًا، يقف في مقدمة المجموعة من ناحية الحجم مصنعان هما: مصنع الرحيلي وشركة هاشم الصايغ الواقعان في العنبرية، وينتجان ما يزيد على نصف كمية الإنتاج المذكورة.
 

الصناعات المتنوعة الأخرى

 
بلغ عدد هذه المصانع 4 مصانع بإجمالي تمويل 49.70 مليون ريال، يشكل ما نسبته 0.10% من إجمالي التمويل في المنطقة، أما عدد العمالة فقد بلغ 256 عاملاً، يشكلون 1.47% من عدد العمال في المنطقة حسب إحصائية 1426هـ / 2005م  . 
 
تؤمن هذه الصناعات كثيرًا مما يحتاجه الناس في حياتهم العامة وأهمها: صناعة المنسوجات والملابس والبسط ونحوها من صوف الغنم ووبر الجمال (الحياكة)، وصناعة الأثاث واللوازم الخشبية (النجارة)، ودباغة الجلود وعمل القرب ونحوها، وصناعة الفخار التقليدية المهمة التي ازدهرت فترات طويلة من الزمن في المدينة المنورة، وفي حين انقرضت هذه الصناعة من معظم مناطق المملكة إلا أن المدينة المنورة ما زالت الوحيدة التي تحافظ على هذا النشاط معتمدة على خاماتها من الطين الأحمر المتوافر بكميات كبيرة في آبار علي  . 
 

 

شارك المقالة:
771 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook