يكون جهاد النفس في كلّ ما يمكن أن يُلحقَ الضّرر بها، مثل اتّباع الأهواء، وسوء الظنّ بالله سبحانه وتعالى، والحسد، والغيرة، وآفات اللّسان، كالكذب، والنميمة، والغيبة، وكذلك الكِبر، والطّمع، وغيرها الكثير، والهدف من جهاد النّفس هو الوصول إلى نعيم الجنّة.قد وردَ في جهاد النّفس العديد من النّصوص الدينية، منها الصحيحُ، ومنها غيرُ ذلك، ومن هذه النصوص:
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداعِ: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ)،قال ابنُ القيِّم في جهاد النفس إنّه أصلُ جهاد الأعداء، وهو مُقَّدم عليه، لأنّ الإنسانَ الذي لم يجاهد نفسه أولاً، حتى تفعلَ ما أُمِرت به، وتتركَ ما نُهيت عنه لن يتمكنَ من جهاد العدوّ، ولن يستطيعَ الخروجَ إلى العدوّ حتى يجاهدَ نفسه على الخروج، وقال ابن رجب إنّ النوع الثاني من الجهاد هو جهاد النّفس في طاعة الله سبحانه وتعالى، وهذا النّوع من الجهاد يحتاج الصبر.
ممّا وردَ عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهو من الأحاديث التي لا تصِحُّ عنه، ولا أصلَ له، هو الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال لأصحابه لما رجعوا من الغزو: (رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وهل هناك جهاد أعظم من جهاد الكفار؟ قال: نعم . جهاد النفس)، ولا شكّ بأنّ جهادَ النّفس يسبق جهادَ الكفّار، والأعداء، فلن يجاهدَ الأعداء، ولن يخرجَ لقتالهم من لم يجاهد نفسه أولاً، ليحثّها على الخروج، إلا أنّ هذا الحديث لا أصلَ له عن الرسول، وقالَ ابنُ القيم عن الجهاد إنّه أربعُ مراتب، وهي: جهاد النّفس، وجهاد الشياطين، وجهاد الكفّار، وجهاد المنافقين، ويكون جهاد النفس بحثِّها على تعلّم الهدى، والعمل به، وكذلك يكون بالدعوة إليه، والصبر على متاعب الدعوة، وجهاد الشياطين يكون بدفع كلّ ما يمكن أن يدفعَ الإنسان إلى الشبهات، والشهوات، والشكّ في الإيمان، وجهاد الكفّار والمنافقين يكون بالقلب واللّسان والمال والنفس، ويكون جهاد الكفّار أقربَ لليد ، ويكون جهاد المنافقين أقربَ للّسان.
موسوعة موضوع