الرّحمة لغةً هي التعطّف، والرّأفة، والرقّة، والمغفرة، واللّين، والشّفقة، والرّزق، أمّا تعريف الرّحمة اصطلاحاً هي صفة تقتضي إيصال الإحسان والمعروف، والمصلحة، والمنفعة إلى العبد بغض النظر إذا رضي بها العبد وفرح بها أو كرهها وشقّت على نفسه.
أطلق الله عزّ وجل على نفسه صفتيّ الرّحمن والرّحيم، واقترن ذكر هاتين الصّفتين بمطلع سورة الفاتحة في القرآن الكريم التي يُردّدها المُسلم يوميّاً في جميع صلواته، ربما كانت الحكمة من ذلك هي التّذكير دائماً برحمة الله التي وَسِعَت كل شيء في هذا الكون، وأن الأحكام وصلت للنّاس عن طريق الرّحمة واليُسر، ومن الجدير بالذكر أن لفظ الرّحمن هو الاسم الوحيد الذي قد يأتي منفرداً دون اتباعه باسم آخر كما هو الحال مع باقي أسماء الله الحسنى، فلفظ الرّحمن لفظ مكتفٍ ومُستغنٍ عن أي اسم آخر، ربما لأنّ الرحمة التي كتبها الله هي أظهر صفاته وأكثرها بروزاً، والرّحمة هي عامة لكلّ البشر، وليس مُخصّصة فقط للمؤمنين كما في لفظ الرحيم. قال الله تعالى: (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
موسوعة موضوع