هو نوع من أنواع إضطراب الشخصيَّة الذي يتمحور حول إتباع الشَّخص أفكارًا غريبة، شخصيَّة تفتقر للوثوق بالآخرين، والإكثار من الشكوك نحوهم. يبدأ هذا النوع من إضطراب الشخصيَّة في أوائل العشرينات من العمر، وهو شائع عند الرِّجال أكثر من النِّساء.
يصعب على هؤلاء الأشخاص بناء الثقة مع الآخرين، فهم يعيشون في شكوكٍ دائمة، ويعتقدون أنَّ الآخرين يحاولون إلحاق الضرر بهم أو خداعهم. هذه المعتقدات لا تعتمد على تجارب ولا تمت للواقع بصلة، كما أنها تضر في قدرتهم على بناء علاقات متينة مع الآخرين. من ميزات هذه الشَّخصيَّة :
لا تُعرف أسباب الإصابة بهذا الإضطراب لكن يُعتقد أنَّ عوامل الخطر تدمج بين عوامل وراثيَّة بيولوجيَّة وبين عوامل نفسيَّة، فمثلاً وجود شخص مريض بفصام الشخصيَّة (Schizophrenia) في العائلة يزيد من فرص الإصابة بهذا الإضطراب لكن من جهة أخرى يُعتقد أنَّ التعرض لتجارب وأحداث سيئة خلال فترة الطفولة يزيد أيضًا من فرص الإصابة.
إذا شكَّ الطَّبيب بوجود عوارض الشَّخصيَّة الزَّورانيَّة يقوم بتوجيه الأسئلة للشَّخص بحثًا عن المزيد من العوارض، كما أنَّه يقوم بفحص المريض أو إجراء الفحوصات المخبريَّة أو الصُّوريَّة إذا شكَّ أنَّ هذه العوارض ثانويَّة لمرض جسدي.
ليس هناك أيَّة فحوصات لتشخيص الإضطراب، لكن أطباء النفس يستطيعون تشخيصه بواسطة لقاء المريض وإتباع معايير معيَّنة متفق عليها للتشخيص.
ليس هناك علاج شافٍ لإضطراب الشخصيِّة الزَّورانيَّة كغيرها من إضطرابات الشَّخصيَّة الأخرى, لكن الخضوع لعلاج نفسي (Psychotheraphy) يساعد هؤلاء الأشخاص على إتباع نمط حياة أفضل، يساعدهم على بناء ثقة مع من حولهم، وتحسين ثقتهم بأنفسهم.
ليس هناك أدوية قادرة على التقليل من العوارض لكن في حالات معيَّنة يمكن الإستعانة بأدوية مضادَّة للهوس، الإكتئاب أو الخوف في حالة وجود إحداها الأمر غير النَّادر عند هؤلاء الأشخاص.
بسبب طبيعة الشَّخصيَّة المليئة بالشكوك وبسبب عدم إيمان الأشخاص بأنهم لا يعانون من أي مشكلة نفسيَّة فنادرًا ما يبحث هؤلاء عن حلول طبيَّة وغالبًا ما يرفضون الإستجابة والتعاون مع العلاج وهذا عائق آخر يحول دون إيصال العلاج الملائم لهم.
"