شهر رمضان هو الشهر التاسع من الشهور الهجرية، ويأتي بعد شهر شعبان، وقبل شهر شوال، وعدد أيامه تسعة وعشرين، أو ثلاثين يوماً، ومن الجدير بالذكر أن شهر رمضان من الأشهر المعظّمة في الإسلام، فقد ميّزه الله -تعالى- عن سائر شهور العام بالعديد من الخصائص، حيث فرض صيامه على المسلمين، وجعله ركناً من أركان الإسلام، مصداقاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)، وكان ذلك في العام الثاني للهجرة، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع سنواتٍ قبل أن يتوفّاه الله في العام الحادي عشر للهجرة.
يثبت دخول شهر رمضان المبارك بأحد أمرين؛ أوّلهما رؤية هلال رمضان، وثانيهما تمام شهر شعبان، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)، وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على رؤية هلال رمضان، وذهب عددٌ من أهل العلم منهم الشافعية والحنابلة إلى أن رؤية هلال رمضان تثبت بشهادة رجلٍ مسلمٍ عدلٍ، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (تراءَى النَّاسُ الهلالَ فأخبرتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أنِّي رأيتُه فَصامَه وأمر النَّاسَ بصيامِهِ)، وأما في حال عدم رؤية الهلال في التاسع والعشرين من شعبان، فيثبت دخول شهر رمضان بإكمال عدّة شعبان ثلاثين يوماً
شهر رمضان من الأزمنة المباركة التي أكرم الله -تعالى- عباده بها، ولذلك ينبغي على المسلم استغلال هذا الشهر المبارك بالأعمال الصالحة، ويمكن بيان أفضل الأعمال فيما يأتي:
جاء عند أهل اللغة عدّة أقوالٍ في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، فمنهم من قال إن التسمية مُشتقة من الرميض وهو السحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف، وأن سبب التسمية يرجع إلى أن شهر رمضان يرمض الذنوب أي يغسلها بالأعمال الصالحة، وقال فريق آخر إن التسمية مشتقة من الرمض وهو شدّة الحرّ، وأن سبب التسمية يرجع إلى ارتماض الصائمين فيه من حرّ الجوع والعطش، أو لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة كما تأخذ الرمال والحجارة من حرّ الشمس، أو لأنه غالباً ما يصادف مجيئه زمن الرمضاء وهو وقت اشتداد الحرارة في الجزيرة العربية، وقيل إن سبب التسمية يرجع إلى أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه، أي يجهّزونها ويحضّرونها استعداداً للحرب في شوال.
ومن خصائص شهر رمضان نزول القرآن الكريم فيه، مصداقاً لقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وكان جبريل -عليه السلام- يُدارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم في كل ليلةٍ من رمضان، وقد جعل الله -تعالى- صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً سبباً لمغفرة الذنوب، وفيه ليلةٌ خيرُ من ألف شهر؛ وهي ليلة القدر.
موسوعة موضوع