ظهرت السلاحف قبل نحو 200000000 سنة وانتشرت في العديد من البيئات الأرضية والمائية وبخاصة في المياه الدافئة، ويوجد نحو 230 نوعًا من السلاحف في الوقت الحاضر، وتشمل السلاحف البحرية وسلاحف المياه العذبة والسلاحف الأرضية، وتتميز السلاحف بوجود أحجام كبيرة منها مثل السلحفاة الجلدية التي يصل طولها إلى مترين، وهناك أنواع صغيرة الحجم لا يتجاوز طولها 35سم مثل السلحفاة الأمريكية، كما تتميز السلاحف بطول العمر إذ تعمر السلاحف الأرضية إلى أكثر من 150 سنة. وأكثر ما يميز السلاحف وبخاصة الأرضية الدرع العظمي أو اللحمي في بعض الأحيان الذي يوفر لها الحماية، كما أنها تمتاز بأطراف قصيرة وقوية قد تتحور إلى مجدافية في الأنواع البحرية، ويوجد في الجزيرة العربية عشرة أنواع: ثلاثة أنواع من سلاحف المياه العذبة ونوعان من السلاحف الأرضية وخمسة أنواع من السلاحف البحرية  ،  ومن الأنواع الموجودة في منطقة مكة المكرمة ما يأتي:

 

- السلحفاة جانبية الرقبة (Pelomedusa subrufa): 

 

ويعود أصل هذه السلحفاة الأرضية إلى المناطق المدارية وجزيرة مالاجاشي، كما أنها توجد في اليمن وجنوب غرب المملكة حتى نواحي القنفذة شمالاً، لون الرأس رمادي والظهر أخضر زيتوني وقد تكون رمادية مائلة إلى السواد، الرأس عريض ولها خطم قصير والدرع الظهري أكبر من الدرع البطني، ويبلغ طول الدرع الظهري لها 21سم وعرضه 15سم، وعادة ما تكون الذكور أكبر قليلاً من الإناث كما أن ذيل الذكر يكون أطول من ذيل الأنثى.

 

تتغذى السلحفاة جانبية الرقبة على الجراد والضفادع وأسماك المياه العذبة والقشريات، وقد تأكل كذلك بعض النباتات، وهي تتكاثر بوضع البيض في حُفَر عميقة تقوم بحفرها، إذ تضع ما بين 10 و 14 بيضة وتغطيها بالتراب، وبعد ثلاثة أشهر تقريبًا يفقس ذلك البيض، وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض وذلك لقلة أعدادها وتدهور البيئات التي تعيش فيها، إضافة إلى الصيد المستمر لها.

 

- السلحفاة الخضراء (Chelonia mydas): 

 

وهي أحد أنواع السلاحف البحرية الموجودة في الخليج العربي والبحر الأحمر، لون جسمها بني مخضر من ناحية الظهر ومصفر من ناحية البطن، يبلغ طول درقتها 170سم، وتعيش السلحفاة الخضراء قريبًا من السواحل الرملية، كما توجد في المياه الضحلة التي تكثر بها الحشائش والطحالب البحرية، وهي بيئات مناسبة لوضع البيض خلال فترة التكاثر. ولهذه السلحفاة فكوك مسننة تساعدها في التغذية على الحشائش والطحالب البحرية، كما أنها تتغذى على القشريات البحرية والأسماك الصغيرة.

 

تتكاثر السلحفاة الخضراء بوضع بيضها  خلال فصل الصيف إذ تخرج إلى السواحل الرملية لوضع البيض، الذي قد يتعرض للافتراس من قِبل بعض الحيوانات مثل القطط والطيور، كما أن الإنسان يجمع البيض في كثير من المناطق التي تعيش فيها هذه السلحفاة، مما يجعلها مهددة بالانقراض.

 

- سلحفاة منقار الصقر (Eretmochelys lmbricata): 

 

هي أحد السلاحف البحرية المنتشرة في الخليج العربي والبحر الأحمر، لون جسمها بني قاتم مع وجود بقع داكنة عليه. فكها العلوي مدبب وهو أطول من الفك السفلي ولهذا فهو يظهر على هيئة منقار الصقر ومن هنا جاءت التسمية.

 

تعيش هذه السلحفاة حول الشُّعَب المرجانية في الخليج العربي وتوجد حول امتداد سواحل البحر الأحمر وبخاصة في المناطق ذات الكثافة العالية من الطحالب والأعشاب البحرية.

 

تتغذى هذه السلاحف على الرخويات والقشريات في المراحل الأولى من عمرها. أما السلاحف البالغة فتتغذى على الأعشاب البحرية والطحالب، وهي تتكاثر في فصل الصيف إذ تخرج إلى الشواطئ الرملية لتختار مكان العش، وتضع الإناث عددًا كبيرًا من البيض قد يصل إلى 200 بيضة في الموسم ثم تقوم بدفن هذا العدد الكبير من البيض الذي يفقس وتخرج منه الصغار بعد نحو شهرين.

 

تصاد السلاحف للحصول على الدرقة لاستخدامات الزينة، كما يجمع البيض للأكل في بعض المناطق. أما الصغار فغالبًا ما تكون عُرضة للافتراس من قِبل الثعالب والكلاب والطيور وبخاصة عند عودتها إلى البحر.

 

هذه الأنواع التي تحدثنا عنها تُعَدُّ أشهر أنواع السلاحف الموجودة في المنطقة، كما توجد سلاحف أخرى مثل: سلحفاة المطرقة (Caretta caretta)، السلحفاة الزيتونية (Lepidochleys olivacea)، السلحفاة الجلدية (Dermochlelys coriiacea). وجميع هذه الأنواع توجد في مياه الخليج والبحر الأحمر.