أهمية فيتامين K و مضار نقصه

الكاتب: رامي -
أهمية فيتامين K و مضار نقصه
"

أهمية فيتامين K و مضار نقصه.

فيتامين K

إن فيتامين K من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهو ضروري لعملية تجلط الدم. فإذا لم يتجلط الدم، فقد يفقد الإنسان دمه كله من أحد الجروح البسيطة. ومن ثم، فإن وجود فيتامين K ضروري لحياة الإنسان. والرمز " ، " اختصار للكلمة الدانماركية Koagulation والتي تعني تجلط الدم. تم اكتشاف فيتامين K بواسطة الدكتور " دام " في عام 1935 كمادة لمنع النزيف الحاد في الحيوانات. وفي البداية، تم استخلاص فيتامين K من نبات الفصفصة، وتم منح الدكتور " دام " جائزة نوبل لهذا الاكتشاف المذهل.

تم التعرف على أشكال متعددة من فيتامين K، وكلها تنتمي إلى مجموعة من المركبات الكيميائية تُعرف باسم مركبات الكينون (Quinones). ويُعد الفيلوكينون (Phylloquinone) أو فيتامين K1 الشكل الرئيسي لهذا الفيتامين والذي يوجد في الأغذية النباتية، وتم استخلاصه في البداية من نبات الفصفصة بواسطة الدكتور " دام "، وهو المصدر الغذائي للحصول على فيتامين K. أما الميناكينون ( Menaquinone ) أو فيتامين K2، فيتم تصنيعه بواسطة البكتيريا النافعة الموجودة داخل الأمعاء. ويُعد فيتامين K1 وفيتامين K2 شكلين طبيعيين من هذا الفيتامين وقابلين للذوبان في الدهون. من ناحية أخرى، يُعد الميناديون (Menadione) أو فيتامين K3 شكلاً صناعياً من هذا الفيتامين وقابلاً للذوبان في الماء، وهو أكثر فاعلية من الفيتامين الطبيعي بمعدل مرتين أو 3 مرات. ولا يحتاج فيتامين K3 إلى وجود الصفراء حتى تتم عملية الامتصاص.

ومثل جميع الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، يتم امتصاص فيتامين K مع الدهون في وجود أحماض الصفراء. ولكن أجسامنا لا تخزن كمية كبيرة من فيتامين K، بعكس غيره من الفيتامينات الأخرى القابلة للذوبان في الدهون. علاوة على ذلك، فإن فيتامين K يخرج من الجسم بسرعة في صورة بول. ومع ذلك، فإن الكمية الصغيرة التي تظل في الجسم من هذا الفيتامين تدور داخله لتتم الاستفادة منها مرة أخرى.
خلاصة القول، إن فيتامين K عبارة عن فيتامين قابل للذوبان في الدهون لا يتأثر بالحرارة ولكنه يتأثر بسهولة بالأحماض والضوء وعوامل الأكسدة.

وظائف فيتامين K

يقوم فيتامين K بدور مهم في عملية تجلط الدم؛ حيث تعتمد العديد من خطوات عملية تجلط الدم على هذا الفيتامين. كذلك، فقد كشفت الأبحاث التي تم إجراؤها مؤخراَ أن فيتامين K له دور آخر في نمو العظام.

دور فيتامين K في نمو العظام

يساهم فيتامين K أيضاً في تكوين بروتينات العظام؛ حيث يعتمد بروتين "أوستيوكالسين (Osteocalcin)" وهو بروتين يوجد في العظام وهو قادر على الارتباط بعنصر الكالسيوم ويساهم في نمو العظام &ndash على فيتامين K، ودونه لن يتمكن من الارتباط بالكالسيوم.

الكمية المصرح بتناولها يومياً من فيتامين K

كان من الصعب تحديد الكمية اللازم تناولها يومياً من فيتامين K، أولاً لأنه يتم تكوينه في أمعائنا بكميات مختلفة وكذلك نظراً لقلة المعلومات المتاحة المتعلقة بكميات فيتامين K اللازمة والكميات المتوفرة في الطعام. ومن ثم، لم يقم المجلس الهندي للأبحاث الطبية بتحديد الكمية المصرح بتناولها من فيتامين K للشعب الهندي.

على الجانب الآخر، قام مجلس الغذاء والتغذية بالولايات المتحدة الأمريكية بتحديد الكميات التقديرية الآمنة والمناسبة التي يمكن تناولها يومياً من فيتامين K. ويتم تكوين هذا الفيتامين بواسطة البكتريا الموجودة في الأمعاء بكميات متنوعة، ويقوم الجسم بتخزين كميات بسيطة من هذا الفيتامين. واقترح المجلس تناول من 1 إلى 2 مليجرام من فيتامين K لكل كيلو جرام من وزن الجسم. ولقد تم تحديد الرقم الأصغر المتمثل في مقدار 1 ملليجرام على افتراض أن نصف الكمية اللازمة للجسم يتم تكوينها بواسطة البكتريا النافعة. بينما تم تحديد الرقم الأكبر المتمثل في مقدار 2 ملليجرام على افتراض أن الوجبة ستمد الجسم بالكمية اللازمة كلها.
أما بالنسبة للبالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون الأدوية أو يعانون من سوء التغذية، فإنهم قد يحتاجون إلى كميات أكبر من فيتامين K. بينما يحتاج الأطفال حديثي الولادة، وخاصةً المبتسرين منهم، إلى الحقن بفيتامين K بعد الولادة بفترة قصيرة.

المصادر الغنية بفيتامين K

يوجد فيتامين K بكميات كبيرة في الخضروات الورقية الخضراء، وخاصةً البروكلي والسبانخ والشلجم (بذور اللفت) والكرنب وأوراق اللفت والخس، عادةً بمقادير أكبر من 100 ملليجرام / 100 جرام. ومن الجدير بالذكر أن الحصة الواحدة من الخضروات الورقية من الممكن أن تمد الجسم بكمية أكبر من الكمية المصرح بتناولها في اليوم. علاوة على ذلك، تختلف كمية الفيتامين الموجودة في منتجات الألبان واللحوم والبيض، وتتراوح بين 1 إلى 50 ملليجرام / 100 جرام، بينما تحتوي الفواكه والحبوب على ما يقرب من 15 ملليجرام / 100 جرام. ويوضح الجدول (5 &ndash 2) متوسط كمية فيتامين K الموجودة في بعض الأطعمة التي يتم تناولها بوجه عام.
في الغالب الأعم، يحتوي لبن الأم على نسبة ضئيلة من فيتامين K، وبالتالي فإنه لا يمد الأطفال الرضع الذين يقل عمرهم عن 6 أشهر بكمية كافية من هذا الفيتامين. يُعد فيتامين K ثابتاً نسبياً، بحيث لا تؤثر فيه حرارة الطهي العادية ولا يتم فقدانه في ماء الطهي. ومع ذلك، فإنه حساس للضوء؛ حيث يمكن فقده عند تعرضه للضوء كثيراً.

نقص فيتامين K

نادراً ما يكون السبب الرئيسي للإصابة بنقص فيتامين K هو تناول كميات ضئيلة منه. وعلى الرغم من أن أجسامنا تخزن كمية محدودة من فيتامين K، فمن غير المحتمل أن نتعرض لنقص فيتامين K لأننا نحصل عليه من الطعام كما يتكون في أجسامنا بواسطة البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء. وكما ذكرنا، فإن الخضروات الورقية الخضراء تحتوي على نسبة عالية من فيتامين K، بينما تحتوي الفواكه والحبوب على كمية ضئيلة منه، وتحتوي اللحوم ومنتجات الألبان على كمية متوسطة.

يؤدي استمرار نقص فيتامين K إلى عدم إتمام عملية تجلط الدم بشكل فعال، ومن أعراض ذلك سهولة الإصابة بالجروح أو نزيف الأنف أو اللثة أو وجود دم في البول والبراز أو غزارة دم الحيض. من ناحية أخرى، يؤدي نقص فيتامين K في الأطفال الرضع إلى حدوث نزيف قد يودي بحياتهم. قد يحدث نقص فيتامين K عندما يكون هناك اضطراب في عملية امتصاص الدهون والمواد المرتبطة بها بصورة طبيعية نتيجة تناول المضادات الحيوية لمدة طويلة مما يؤدي إلى تطهير القناة الهضمية أو عند استخدام الأدوية المانعة للتجلط بعد الولادة؛ حيث لا تكون هناك بكتيريا في القناة المعدية المعوية، وكذلك في حالات أمراض الكبد المزمنة.

نقص فيتامين K نتيجة سوء امتصاص الدهون

نظراً لأن فيتامين K قابل للذوبان في الدهون، فإنه يحتاج إلى أملاح الصفراء حتى تتم عملية الامتصاص. فإذا كان هناك ما يؤثر على تدفق الصفراء، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الدهون، فإنه سيؤثر أيضاً على امتصاص فيتامين K. علاوة على ذلك، يتأثر امتصاص فيتامين K بمرض الإسهال وانسداد القناة الصفراوية وأمراض الكبد المزمنة التي تؤثر على تكوين الصفراء. وعندما لا تتم عملية الامتصاص بشكل مناسب، فإنه يجب إعطاء المريض مكملات فيتامين K مع أملاح الصفراء لتحسين عملية الامتصاص.

نقص فيتامين K نتيجة تناول المضادات الحيوية

تعمل المضادات الحيوية على تطهير القناة المعوية وقتل كل البكتيريا النافعة الموجودة بها، والتي تسهم بشكل كبير في تكوين فيتامين K الذي تحتاجه أجسامنا بشكل يومي. ومن الممكن أن يؤدي تناول المضادات الحيوية لمدة طويلة مع سوء التغذية إلى نقص فيتامين K، ومن ثم يجب أن يصاحبه تناول مكملات غذائية جيدة تحتوي على فيتامين K.

نقص فيتامين K نتيجة تناول الأدوية المانعة للتجلط

غالباً ما تُستخدم الأدوية المانعة للتجلط والمسيلة للدم في علاج بعض أمراض القلب، مثل التجلط التاجي (Coronary Thrombosis). وتأثير هذه الأدوية مضاد لفيتامين K، كما أنها تمنع تكون العامل اللازم لتجلط الدم. هذا بالإضافة إلى أن هذه الأدوية تعرض الإنسان لخطورة الإصابة بالنزيف. ومن ثم، عند تناول كمية كبيرة من الأدوية المانعة للتجلط، يجب أن يتم تناول مكملات فيتامين K لمعادلتها.

نقص فيتامين K وتعرض الأطفال حديثي الولادة للنزيف

قد يتعرض الأطفال حديثي الولادة لخطر الإصابة بالنزيف نتيجة نقص فيتامين K لأحد الأسباب التالية:

&bull فقدان البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء
&bull احتواء لبن الأم على 20% فقط من الكمية المصرح بتناولها يومياً من فيتامين K للأطفال الرضع
&bull لا تكون عوامل تجلط الدم قد اكتملت تماماً
&bull لا تكون دورة إعادة تكوين فيتامين K قد اكتملت تماماً

هذا، ويكون الأطفال المبتسرون أكثر عرضة لنقص فيتامين K بسبب عدم انتقال الفيتامين من خلال المشيمة بصورة طبيعية. ومن ثم، غالباً ما يتم إعطاء الأطفال حديثي الولادة حقنة بفيتامين K بعد الولادة حتى لا يحدث نقص في هذا الفيتامين. بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن زيادة كمية فيتاميني A وE تؤثر أيضاً على عملية التمثيل الغذائي لفيتامين K وكذلك عملية امتصاصه.

"
شارك المقالة:
137 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook