من القصص القرآنيّة قصة الطوفان الذي دمّر قوم نوح عليه السلام لأنهّم كفروا بربهم. تقول قصّة الطوفان الذي أصاب قوم نوح عليه السلام بأنة كان هناك خمسة رجال صالحين قبل أن يولد سيدنا نوح، وكان الرجال الخمسة صالحين فأحبهم الناس، ومن كثرة حب الناس لهم عمل أحدهم تماثيل لهم لتخليدهم.
استمر جدل قوم نوح طويلاً على الرغم من محاولة سيدنا نوح إقناعهم بالحسنى والمعروف، وكان كلّما دعاهم وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا، وغطوا وجوههم بأثوابهم حتى لا يروا، وكان سيدنا نوح يلاحظ بأنّ عدد من آمنوا معه لا يزيدون طوال مدّة دعوته، فنزل أمر الله بأنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن، فدعا نوح على الكافرين بالهلاك وقال: ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ذرياً، فجاء الأمر الإلهي لإحقاق العدالة بمعاقبة المكذبين والكفار ونجاة المؤمنين.
أمر الله تعالى سيّدنا نوح عليه السلام ببناء سفينةٍ؛ بحيث يضع بها من كل زوجين اثنين من الطيور والحيوانات، وعندما أصبحت السفينة جاهزةً جاء أمر الله وصعد أصحاب نوح إلى السفينة، وبقيت زوجته وابنه؛ حيث كانا من المكذبين، فانهمرت عليهم الأمطار الغزيرة من السماء، وتفجّرت الينابيع وبدأت الأرض تغرق بالمياه والسفينة تطفو فوق الماء، وغرقت الأرض بالماء، وهلك كلّ ما على الأرض من إنسان وحيوان إلّا من رافق سيدنا نوح بالسفينة، فتطهّرت الأرض من الطغيان والكفر.
كرّم الله سبحانه وتعالى ثلاثة جبال بثلاثة أنبياء، فقد كرّم جبل الجودي بسيدنا نوح عليه السلام، وطور سيناء بسيدنا موسى عليه السلام وحراء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن السؤال الذي حير العلماء والباحثين هو أين يقع جبل جودي الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح بأمر من ربنا العظيم بعد أن بلعت الأرض الماء التي أغرقت الكرة الأرضية، وتوقّف المطر وبدأت اليابسة بالظهور.
اكتشف باحث بريطاني بأنّ جبل جودي موجود في تركيا على الحدود العراقية قريباً من الموصل، واستعان بأصدقاء له مسلمين لمعرفة مواصفات السفينة، فوجد أنّها مطابقة لما اكتشفه، وأنّ هذه الأخشاب التي صنعت منها السفينة وجدت متحجرةً في هذا المكان، وقد اكتشف خشب هذه السفينة راعي أغنام من الأكراد واسمه رشيد سرحان؛ إذ وجد أخشاباً مطمورةً في رواسب نهريّة متحجرة.وحضرت بعثات علميّة إلى الموقع وعاينت هذه الأخشاب، وكانت مطابقةً لما وصف في القرآن الكريم في وصف ألواح الخشب المستخدمة بصنع السفينة، وعُثر في قريةٍ تركيةٍ اسمها قرية الثمانية على مراسي حجرية مبعثرة على الجبال التي تقع على خط الوصول إلى جبل الجودي؛ إذ بدأ سيّدنا نوح بالتخلّص من المراسي عند توقف ثوران المياه، وبدأت بالانحسار، وبدأت السفينة بتخفيض سرعتها استعداداً للتوقّف.