يعتبر انسداد الأنف (يُسمى أيضاً احتقان الأنف) من المشاكل الشائعة جداً، ويترافق عادة مع سيلان الأنف Rhinorrhea لكن يمكن أن يحصل بدونه. يحدث انسداد الأنف عندما تصبح الأنسجة والأوعية الدموية الأنفيةوالمجاورة للأنفمتورمة. يتباين تأثيره بين المرضى، فبينما يسبب عادة للأطفال الكبار والبالغين مجرد انزعاج، يمكن أن يكون عرضاً جدّياً لدى الأطفال الذين يضطرب نومهم نتيجته، أو عند الرّضّع حيث يؤدي لديهم إلى صعوبة الرضاعة. تكون أسبابه في أكثر الحالات عداوى فيروسية viral infections أو تفاعلات تحسسية allergic reactions وقد تكون له أسباباً تشريحية (تتعلق بتغييرات بنيوية في المجرى التنفسي الأنفي).
أما العلاج فيعتمد على السبب وعلى حالة المريض، ويتراوح ما بين علاجات منزلية أو قطرات وأدوية فموية، ونادراً ما يستدعي إجراءات جراحية.
غالباً ما يترافق انسداد الأنف مع أعراض أخرى تختلف حسب السبب المؤدي لانسداد الأنف، وأكثرها شيوعاً سيلان الأنف. وفيما يلي بعض أهم الأعراض المصاحبة لانسداد الأنف مصنفة حسب أهم الأسباب:
مثل حمى القش Hay Fever (تُسمى أيضاً التهاب الأنف التحسسي الموسمي)، وهي مرض يشبه نزلة البرد، إلا أن سببه مختلف. في حين يكون السبب فيروسياً في نزلات البرد، تنشأ حمى القش عن ردة فعل جهاز المناعة على المواد المحسسة مثل غبار الطلع وعث الغبار، وقد ترتبط بموسم سنوي كالربيع.
كما قد تتطور أعراض أخرى لاحقاً كاحتقان الأنف والسعال وألم الحلق وانسداد الأذنين والهالات الداكنة حول العينين وانتفاخ الجفنين السفليين والتعب والهيجان والصداع.
وهي عدوى فيروسية، تصيب أعداداً كبيرة من الناس كل عام، وتنتقل بالاحتكاك المباشر مع المصاب أو بملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس كلوحة مفاتيح الحاسوب أو مقبض الباب أو الملعقة، ثم ملامسة الفم أو الأنف. ويمكن أن تصاب بها إذا تعرضت للرذاذ الناتج من سعال أو عطاس الشخص المصاب.
تبدأ الأعراض بعد يومين أو ثلاثة من التعرّض للفيروس، ويمكن أن تطول المدة أسبوعاً. أغلب الأعراض تصيب الأنف مثل: احتقان الأنف وسيلانه، حكة في الحلق، عطاس.
عادة لا يصاب الأطفال الكبار والبالغون بحمى، وربما يصابون بحمى خفيفة، أما الأطفال الصغار فغالباً ما يصابون بحمى تتراوح فيها درجة حرارة الجسم ما بين 37.7 و 38.8 درجة مئوية.
وقد تظهر أعراض أخرى حسب الفيروس المسبب، مثل: سعال، فقدان شهية، صداع، آلام في العضلات، تنقيط أنفي خلفي Post-nasal drip (سيلان المخاط الزائد عبر المجاري الأنفية إلى الحلق، مما يؤدي إلى شعور مستمر بقشع في الحلق وسعال معنّد يزداد ليلاً، وأحياناً خشونة في الصوت وألم وحكة في الحلق)، ألم في الحلق.
هي إصابة فيروسية تكون أشد من نزلة البرد، وتستمر لمدة أطول. تتفشى العدوى عادة في أواخر الخريف وفي الشتاء. عادة ما تسببها فيروسات الانفلونزا من النمط A أو B، ويمكنالوقاية منها باللقاح كل عام.
تبدأ الأعراض بعد يومين أو ثلاثة من الاصابة بالفيروس، ويمكن أن تطول المدة الى أسبوعين. وأول الاعراض ظهوراً هي الحمى، حيث تتراوح درجة حرارة الجسم ما بين 39 و 41 درجة مئوية، وتكون غالباً عند البالغين أقل منها عند الأطفال. وبعض الأعراض الشائعة الأخرى تتضمن: آلام في الجسم، نفضان (ارتجاف) Chills، دوار، تورّد الوجه، صداع، خمول في الجسم، غثيان وإقياء.
تختفي الحمى مع الآلام ما بين اليومين الثاني والرابع ولكن تظهر أعراض جديدة منها: السعال الجاف، زيادة الأعراض التي تؤثر على التنفس، سيلان الأنف المائي الشفاف، العطاس، ألم الحلق.
تختفي معظم الأعراض خلال 4 إلى 7 أيام، بينما قد يستمر السعال والشعور بالتعب أسابيع متعددة، وقد تعود الحمى في بعض الأحيان. بعض الناس تنخفض لديهم الشهية للطعام.
هو التهاب وتورم في التجويفات المحيطة بالأنف (والتي تسمى الجيوب)، يؤثر على تصريف المخاط ويسبب تراكمه. تسببه في العادة نزلة البرد، أو إصابة جرثومية ويتعافى المريض في أغلب الحالات خلال أسبوع إلى عشرة أيام. من أهم أعراضه:
ادخال جسم غريب داخل الانف هي ظاهرة غالباً ما تكون عند الأطفال. ومن الأجسام الشائعة التي يمكن أن يدخلها الطفل الى أنفه نذكر: القطن والورق والخرز والحصى الصغيرة والحبوب والبذور والمكسرات وبطاريات الساعات.
وفيما يلي بعض ما يشير إلى الجسم الأجنبي كسبب لانسداد الأنف عند الأطفال:
يظهر عادة عند البالغين، وتشبه أعراضه أعراض الحساسية وتستمر طوال السنة، لكن لا يعرف لها سبب واضح. بعض تلك الأعراض: تنقيط أنفي خلفي، سيلان الأنف، عطاس، انسداد الأنف.
يعتبر أحد أنواع التهاب الأنف غير التحسسي، وهو مجهول السبب. من أعراضه: الإفرازات المائية المتكررة من الأنف، العطاس، انسداد الأنف.
نجده عند الذين يستعملون مضادات الاحتقان الموضعية (قطرات الأنف) لأكثر من 4-6 أيام، ويتميز بانسداد (احتقان) في الأنف دون عطاس أو سيلان، يعود كلما ذهب تأثير القطرات، مما يدفع المريض لأخذها من جديد وبالتالي تزداد الحالة سوءاً، وقد يُفَسَّرُ ذلك خطأً بأن المشكلة الأساسية الدافعة لتناول قطرات الأنف لا تزال مستمرة، بينما قد تكمن المشكلة حقاً في استمرار تناول القطرات فحسب. ويمكن أن تظهر أعراض أخرى تتعلق بالمشكلة الأساسية التي دفعت المريض لاستعمال القطرات بداية، كسيلان الأنف والصداع والتنقيط خلف الأنف.
أغلب الحالات تُشخص سريرياً في عيادة الطبيب، ولا حاجة لإجراءات أو فحوصات أخرى إلا في حالات معينة كاختبار الجلد للكشف عن الحساسية، أو زرع مفرزات من الحلق أو البلغم (القشع)، أو تحليل الدم، أو صور الأشعة للصدر أو الجيوب.كما يمكن أن يطلب الطبيبصورة طبقي محوري CTلمرضىالسكريأو ضعيفي المناعة أو حين ظهور علامات مرض خطير. قد يحتاج المريض إلى تنظير أنفي في حال الشك بمشكلة في الجيوب.
يبدأ علاج انسداد الأنف بالوقاية من العوامل المسببة وتجنبها. وهناك بعض الطرق المنزلية التي تساعد في العلاج، وفي حال عدم الاستفادة منها يمكن اللجوء للأدوية التي يصفها الطبيب حسب السبب، وقد نلجأ في نهاية المطاف، في الحالات النادرة، عندما تفشل الطرق السابقة إلى العلاج الجراحي. التهاب الأنف غير التحسسي غير قابل للعلاج إنما يمكن التحكم بأعراضه وتجنب محرضاته.
يكون حسب السبب المؤدي إلى انسداد الأنف، ويمكن التخلص من أعراض الانسداد عادة بمضادات الاحتقان الموضعية والفموية.
من الأدوية المستعملة: الأوكسيميتازولين oxymetazoline (قطرات) والبسودوإيفيدرين Pseudoepedrine (حبوب فموية).
تعطى مضادات الهيستامين في الحالات التحسسية أو العداوى الفيروسية.
تعطى بخاخات الستيروئيدات القشرية Corticosteroid nasal sprays عند فشل مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين في السيطرة على الأعراض.
يمكن غسيل الأنف بالمحلول الملحي مرة أو مرتين في اليوم، حيث يساعد ذلك على حل المخاط وتجنب الأدوية، كما قد يحسّن من فعالية الأدوية. استعمل على الأقل 200 مل من المحلول التجاري أو المعد منزلياً لتنظيف كل فتحة من فتحتي الأنف.
نقدم لكم فيما يلي بعض النصائح المفيدة للوقاية من الإصابة بانسداد الأنف:
من المضاعفات التي قد تنتج عن انسداد الأنف نذكر ما يلي:
"