تمتد المنطقة الساحلية في منطقة جازان على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر من الحدود اليمنية إلى منطقة عسير  ، وتضم بيئات مختلفة مثل: بيئات الشعاب المرجانية، وبيئة نباتات المانجروف، وبيئة الحشائش البحرية، وبيئة الأعشاب البحرية والسبخات، وبيئة مسطحات النباتات الملحية، وبيئة الشواطئ الرملية، وبيئة الشواطئ الصخرية، وهذه البيئات تشكل نظامًا مترابطًا ومتحدًا فيما بينها، كما تعد ذات أهمية بيئية واقتصادية؛ إذ تدعم المصائد في منطقة جازان الساحلية. وتمثل بيئات منطقة جازان الساحلية والبحرية بيئات وسط وجنوب البحر الأحمر.

 

 

تؤدي العوامل الطبيعية دورًا مهمًا في توزيع البيئات والكائنات البحرية عبر البحر الأحمر، وتختلف قليلاً العوامل الطبيعية للمناطق المجاورة على طول الساحل السعودي بالبحر الأحمر، وتمثل منطقة جازان بيئات وسط البحر الأحمر وجنوبه؛ إذ إن الجزء الساحلي والبحري الداخلي يمثل بيئة جنوب البحر الأحمر، بينما الجزء البحري الخارجي يمثل بيئة وسط البحر الأحمر  ،  ويعزى هذا التقسيم إلى العوامل الفيزيائية للمنطقة، وتفاعلها مع التضاريس البحرية للقيعان المختلفة الصلدة واللينة، ومقدار المواد الرسوبية الدقيقة في عمود الماء، وكمية المغذيات والتيارات البحرية والأمواج، ومدى تأثيرها على توزيع إصبعيات الأسماك، وتؤدي عوامل الطقس دورًا كبيرًا في إيجاد حدود هذا التقسيم وخصوصًا درجة حرارة المياه البحرية السطحية، وهذه العوامل قد تجعل بعض الأحياء البحرية ذات الأعداد الكبيرة تنحصر في نطاق معين.

 

ويصل متوسط درجة حرارة المياه السطحية في البحر الأحمر أدناه في شهر فبراير وأعلاه في شهر أغسطس، ولا تختلف العوامل الطبيعية على طول الساحل كثيرًا في منطقة جازان، وتبلغ درجة حرارة المياه السطحية في فصل الشتاء لمنطقة جازان الساحلية أدناها في شهر يونيو؛ إذ تبلغ 26 ْمئوية، بينما تبلغ في فصل الصيف أقصاها في شهر سبتمبر لتصل إلى 31.9 ْ مئوية  

وتعد ظاهرة المد والجزر في البحر الأحمر من النوع نصف اليومي، ويبلغ الاختلاف بين المد والجزر أقصاه في طرفيه، كما يبلغ أدناه في وسطه، ويبلغ الاختلاف بين المد والجزر في منطقة جازان نحو 90سم.

 

وتؤثر الرياح على مستوى سطح البحر؛ فإذا ما هبت الرياح باتجاه البحر فإن مستوى الماء عند الشاطئ ينخفض، أما إذا كان هبوب الرياح باتجاه الشاطئ بالقرب منه فإنه يرفع مستوى سطح البحر على النطاق المحلي، ولقد دلت قياسات المد والجزر في خور جزيرة فرسان على أن الفرق بين المد والجزر الربيعي بلغ 91سم 

ويمثل البحر الأحمر حوضًا مائيًا مغلقًا، به مياه ذات كثافة عالية ناتجة عن التبخر العالي الذي يفوق كمية الأمطار والمياه التي تصب فيه  .  وتتحكم عوامل متعددة في التيارات البحرية في البحر الأحمر مثل: كثافة المياه، ودرجة حرارتها، واتجاه الريح.

 

ويغير البحر الأحمر مياهه مع المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب الذي يصل عمقه إلى 110م، يؤمن انتقال التيارات المائية تجديد المياه العميقة في البحر الأحمر الواقعة أسفل عتبة مدخل باب المندب، ويتعوض الماء المفقود من خلال التبخر بالمياه القادمة من فوق عتبة باب المندب متجانسة المستوى في الخصائص، وتكون المياه الأقل كثافة على السطح والأكثر كثافة في العمق، وتتدفق المياه العميقة في البحر الأحمر إلى الخارج باتجاه خليج عدن. ولوحظ أن التغير الفصلي في التبادل ونمط التيارات المائية يحدد بشكل رئيس من خلال الرياح الموسمية السائدة، وكذلك من خلال الاختلاف الوقتي للكثافة والتبخر  

 

تهب الرياح الموسمية الشمالية الغربية من أكتوبر إلى مايو، وعليه تسود الرياح الشمالية منطقة شمال البحر الأحمر، بينما الرياح في الجنوب تكون بشكل رئيس من جهة الجنوب والجنوب الشرقي، وعند مضيق باب المندب تتحرك الرياح والمياه باتجاه حركة المياه السطحية نفسها لعمق 80م، ويكون التدفق من خليج عدن إلى البحر الأحمر، ويشتد التدفق طرديًا مع ازدياد شدة الريح، وتتدفق المياه السطحية في شمال البحر الأحمر من 19 ْ - 29 ْ شمالاً إلى الشمال والشمال الشرقي ضد اتجاه الريح، وتزداد كثافتها نتيجة زيادة ملوحتها، وتبرد من خلال عمليات التبخر، ومن ثم تغوص وتتحرك إلى الجنوب باتجاه خليج عدن بوصفها تيارات تحت المياه السطحية؛ بسبب دفئها وكثافتها العالية   وتتدفق المياه السطحية في الصيف من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر باتجاه الجنوب في منطقة جازان البحرية، وجميع أرجاء البحر الأحمر بالتوازي مع الرياح السائدة الشمالية والشمالية الغربية،.وتتدفق المياه من خليج عدن خلال طبقة المياه الوسطى، بينما المياه السطحية تتدفق خارج البحر الأحمر 

وتتأثر درجة ملوحة المياه البحرية في منطقة جازان تأثرًا كبيرًا بالتيارات البحرية السطحية القادمة من خليج عدن عبر مضيق باب المندب؛ إذ تبلغ الملوحة السطحية في المنطقة الساحلية لمنطقة جازان أدناها في شهر يونيو لتصل إلى 37.3 في الألف، بينما تصل أقصاها في شهر نوفمبر إلى 38.3 في الألف، وتزداد درجة الملوحة في الخلجان والشروم إلى 43 بالألف، ويقدر معدل البخر بمقدار 2100مم / سنة.