تُعدُّ الحالة الزواجية من خصائص السكان الأساسية المكتَسَبة على عكس الخصائص البيولوجية الأخرى مثل العمر والنوع، ويتحدد توزيع السكان حسب الحالة الزواجية تبعًا للتأثير التراكمي لمختلف العوامل البيولوجية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والقانونية التي تؤثر في الزواج. ويُعدُّ التركيب الزواجي من السمات الاجتماعية المهمة لتأثيره في الأسرة التي تمثل الوحدة الأساسية في المجتمع الإنساني، فلا يؤثر فيها متغير أقوى من تأثيره سواء من حيث تكوينها وبناؤها، أو من حيث تفكيكها وتشتيت شملها. والزواج من أهم الظواهر الديموغرافية والاجتماعية في جميع المجتمعات البشرية؛ لأنه السبيل الوحيد للإنجاب الشرعي وبناء الأسرة حسب المعتقدات والأعراف السائدة في معظم المجتمعات البشرية. وتنقسم الحالة الزواجية إلى أربع فئات: عُزَّاب لم يسبق لهم الزواج، ومتزوجين، ومطلقين، وأرامل، فبالنسبة إلى السكان السعوديين، يحتل المتزوجون المرتبة الأولى، ويمثلون الأغلبية بنحو 52% من السكان السعوديين من عمر 12 سنة فأكثر على مستوى المملكة في عام 1413هـ / 1992م، في حين يمثل العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج 43%، أما الأرامل فتصل نسبتهم إلى نحو 3.37%، ولا تتجاوز نسبة المطلقين 1% تقريبًا. في حين ترتفع نسبة المتزوجين من غير السعوديين إلى 70% وهي نسبة أكبر من نسبة المتزوجين من السعوديين وهي 52% في عام 1413هـ / 1992م، ونسبة العزاب (الذين لم يسبق لهم الزواج) ترتفع بين السعوديين أكثر منها بين السكان غير السعوديين؛ وذلك للاختلافات الكبيرة بين السعوديين وغير السعوديين في التركيب العمري، إذ يتركز معظم الوافدين في أعمار أكبر من أعمار السعوديين لتصبح الأغلبية الساحقة منهم في سن الزواج، على العكس من التركيب الفتي للسكان السعوديين  .  كما أن نسب الأرامل، والمطلقين، والمطلقات أكبر بين السعوديين مما هي عليه بين السكان غير السعوديين، وهذه الاختلافات بين السعوديين وغير السعوديين ليست مستغربة بدرجة كبيرة إذا علمنا الفروق الكبيرة في التركيب العمري، والنوعي، والخصائص السكانية الأخرى، فليس من المتوقع أن ترتفع نسب الأرامل في مجتمع تنحصر أعمار أفراده في سن العمل تقريبًا، وترتفع به نسب الذكور.

 

وعلى مستوى منطقة الرياض يأتي المتزوجون في المقدمة بنسبة تصل إلى نحو 60% من إجمالي السكان الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر في عام 1413هـ / 1992م، تليها نسبة العزاب (الذين لم يسبق لهم الزواج) بنسبة تصل إلى نحو 37%، في حين تنخفض نسبة الأرامل إلى 2% تقريبًا، ونسبة المطلقين إلى 1%، ولكن هذه النسب تختلف قليلاً عند النظر للحالة الزواجية للسكان السعوديين فقط، فالمتزوجون من بين السعوديين يمثلون 52%، يليهم العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج ويمثلون 43%، في حين تنخفض نسبة الأرامل إلى 3% تقريبًا، وأقل منها نسبة المطلقين والمطلقات وهي 1.5%. وعند مقارنة هذه النسب بمثيلاتها على مستوى المملكة يظهر أن الحالة الزواجية للسكان السعوديين في منطقة الرياض لا تختلف كثيرًا عما عليه حالة إجمالي السكان على مستوى المملكة.

 

وتتفاوت هذه النسب للسكان السعوديين بين المحافظات في المنطقة بشكل كبير، ومن خلال الاطلاع على (جدول 45) و (خريطة 17) يبرز نمط واضح يتمثل في ارتفاع نسب المتزوجين، حيث إنهم يشكلون قرابة نصف السكان في معظم المحافظات، ويمثل العزاب نسبة تقترب منها، في حين تنخفض نسب المطلقين والأرامل إلى درجة كبيرة مع تفاوت واضح من محافظة إلى أخرى، فنسب المتزوجين ترتفع إلى مستويات أعلى في مدينة الرياض ومحافظة الدرعية، وتنخفض في بقية المحافظات إلى ما دون ذلك، وتسجل الحريق وضرما أدنى نسب المتزوجين بين السكان الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر وهي 46 و 47% على التوالي. أما نسب العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج فترتفع إلى مستويات أعلى من النسبة للمنطقة في كثير من المحافظات، فتبلغ أعلى النسب في كل من ضرما والغاط. أما المطلَّقون فترتفع نسبهم في المحافظات الواقعة جنوب منطقة الرياض (السليل، ووادي الدواسر، الأفلاج) بالإضافة إلى القويعية وضرما، وترتفع نسب الأرامل في الغاط، والحريق، والأفلاج، وشقراء، وتنخفض إلى أدنى النسب في مدينة الرياض 3%.

 

أما في عام 1425هـ / 2004م، فأظهرت نتائج تعداد السكان والمساكن أن العزاب السعوديين يمثلون نحو 36% من إجمالي السكان السعوديين (الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر)، في حين تصل نسبة المتزوجين إلى 60% (شكل 6) . أما المطلقون والأرامل فيمثلون نحو 1% و 2.5% على التوالي. وعلى الرغم من التغير الملحوظ في التركيب الزواجي، إلا إنه لا يمكن أن يعزى إلى التغير الاجتماعي لوحده، وذلك بسبب تغيير السن الذي عنده تُجمع بيانات الحالة الزواجية إلى 15 سنة في تعداد السكان لعام 1425هـ / 2004م، بعدما كان 12 سنة في التعدادات السكانية السابقة، مما يجعل المقارنة بين العامين عسيرة.