الصرف الصحي وخدمات المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
لما كانت السيول منذ القدم تشكل مصدرًا خطيرًا على الحرم المكي وعلى المصلين فيه والطائفين بالبيت العتيق، فقد حاول الخلفاء والحكام المسلمون على مر القرون الماضية معالجة هذا الخطر، إلى أن تمكنت حكومة المملكة العربية السعودية بفضل من الله أن تنهي هذا الخطر وتحمي الطائفين والمصلين من أضراره، وقام الخبراء بالدراسات اللازمة ووضعت كل التقنيات الفنية والهندسية من أجل ذلك. وقد تم تصميم شبكتين لتصريف مياه الأمطار، الأولى بين الحرم المكي وجسر الحجون، لتخدم تصريف مياه الأمطار والسيول السطحية بمسافة 1.5كم من الجرف المائي، والشبكة الثانية بين جسر الحجون وميدان العدل لتخدم مساحة 5.5 كم، وتتكون من عبّارات أطوالها 1200م وبأبعاد تصل نحو 4م مع نفق شبه دائري قطره نحو 3م وطوله 550م، إضافة إلى إنشاءات وتمديدات شبكات رئيسة تمتد تحت الحرم المكي للتصريف الداخلي للمياه وأنظمة التكييف والتهوية وغير ذلك من الأنظمة
كما زود المسجد الحرام بمنظومة للتهوية ، تضم تكييفًا مركزيًا للطابق تحت الأرضي (القبو) ومجموعة من المراوح موزعة توزيعًا فنيًا لتلطيف الهواء المار عبر المسجد ونوافذه ومداخله. وقد أنشئت محطة لتبريد الطابقين الأرضي والأول بالمياه المثلجة التي ترطب الهواء الذي يدفع إلى الحرم حول الأعمدة المربعة، فينتشر الهواء البارد في أرجاء المسجد، وذلك على بعد ثلاثة كيلو مترات ونصف الكيلو متر في منطقة أجياد. وتبلغ طاقة هذه المحطة التبريدية 45000 طن تبريد، وتتصل محطة التبريد بالمسجد الحرام عن طريق نفق للخدمات عبر نفق كدي ثم يتجه إلى الحرم، ويتفرع إلى جزأين يغطي كل منهما نصف محيط الحرم، ويشكلان حلقة كاملة تدفع الهواء إلى الحرم، ويضم النفق مواسير معزولة ناقلة للمياه، مع جميع وسائل الإضاءة والتهوية وأجهزة السيطرة والتحكم بصورة آلية.
ويعد نظام التهوية وتلطيف الهواء في المسجد الحرام من أحدث الأنظمة العالمية في هذا المجال، فقد اعتمد على تزويد الحرم بالماء البارد من خلال الأرضيات المرتفعة ومجاري الهواء، وقد روعي في تصميم أنظمة تلطيف الهواء المحافظة على الرونق والجمال المعماري للحرم، وعدم التقليل من مساحات الصلاة بالإضافة إلى اعتماد نظم ومبادئ فنية متقدمة
وبعد أن تمت تهيئة سطح المسجد الحرام للصلاة، تمت زيادة عدد السلالم المتحركة والثابتة في مبنى التوسعة لمساعدة المصلين على الصعود بكل يسر إلى السطح، ومن أجل ذلك أضيف مبنيان للسلالم المتحركة، أحدهما شمال مبنى التوسعة والآخر في جنوبه، مساحة كل منهما 375م ، ويحتوي على مجموعتين من السلالم، طاقة كل منهما 15 ألف شخص في الساعة، إضافة إلى مجموعتين أخريين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيس، وبذلك يصبح مجموع مباني السلالم المتحركة سبعة عشر تنتشر حول محيط الحرم كله لخدمة الدور الأول والسطح بإجمالي 56 سلمًا كهربائيًا، بطاقة حركة 105000 شخص في الساعة. أما السلالم الثابتة فقد أضيفت ستة سلالم في التوسعة ليصبح المجموع 13 سلمًا في الحرم المكي كله .
كذلك تم إنشاء مبنى للخدمات من دورين بمساحة إجمالية 14000م ، وقد اشتمل هذا المبنى على 1440 مرفقًا صحيًا و 1091 نقطة وضوء و 162 نافورة شرب مياه، مع ممرات تسهل الانتقال من القشاشية إلى ساحات الصلاة الجديدة التي تم إعدادها حول الحرم بمساحة مجموعها 88000م ، كما خصصت مرافق صحية للنساء بمداخل منفصلة.
ويمكننا أن نضيف هنا بأنه قد تم تنفيذ محطتي تحويل كهربائيتين على جانبي التوسعة للحرم المكي تحتوي كل منهما على 3 محولات قدرة كل منها 1.6 ميغاوات أمبير صممت بحيث توفر طاقة احتياطية تبلغ 100% من الإجمالي.
ولقد تم تزويد أدوار الحرم المكي بشبكة إذاعية داخلية تتناسب مع مساحة التوسعة وعلى مستوى تقني أعلى من الشبكة السابقة مع دمج الشبكتين الحديثة والقديمة، وتم استخدام مكبرات الصوت الغاطسة في السقف، وتمت كذلك إضافة عدد من الساعات تتصل بالنظام المركزي للساعات الموجودة من السابق، وتم تركيب الساعات بحيث يعمل نصفها بالتوقيت الزوالي والنصف الآخر بالتوقيت الغروبي.
وتم تزويد المكاتب بالحرم المكي والمداخل والمخارج بهواتف تعمل بنظام الاتصال الداخلي وتم توصيلها بالسنترال الموجود في المبنى. أما ماء الشرب فقد تم تزويد المبنى ببرادات لشرب مياه زمزم المبرد في جميع الأدوار وبأعداد كبيرة. كما زود المبنى بنوافير الشرب وعددها 96 نافورة منها 60 نافورة في الدور الأرضي و 36 في الدور الأول