العصر الإسلامي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العصر الإسلامي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

العصر الإسلامي في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
ذكرت المصادر عددًا من أسماء المنطقة عبر العصور التاريخية منذ القدم إلى الوقت الحاضر حيث كانت المنطقة منذ ما قبل الإسلام إلى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري تتكون من إقليمين هما: مخلاف حكم ومخلاف عثر قبل توحيدهما  ،  فمخلاف حكم وهو في الجنوب ويمتد من جنوب حرض - في الجمهورية اليمنية الآن - جنوبًا إلى صبيا شمالاً ومركزه مدينة الخصوف  على عدوة وادي خلب، وميناؤه مدينة الشرجة الساحلية  قبالة مركز الموسم، وهي مدينة مندثرة وآثارها باقية  ،  أما مخلاف عثر في الشمال فيمتد من شمال وادي صبيا إلى حدود إمارة حلي ابن يعقوب شمالاً، ومركزه وميناؤه قديمًا مدينة عثر الواقعة في مصب وادي بيش  
 
وبعد توحيد المخلافين المذكورين على يد سليمان بن طرف الحكمي أطلق على المنطقة اسم المخلاف السليماني نسبة إليه  ،  وظل هذا الاسم مستخدمًا في المصادر التاريخية المختصة بالمنطقة إلى القرن الماضي  
 
يرجح بعض الباحثين التسمية الحالية   وظهور اسم منطقة جازان إلى فترة حكم الأدارسة، وهذه التسمية نسبة إلى مدينة جازان الساحلية التي بدأت بوصفها ميناء للمنطقة بعد تطرق الخراب إلى قسمَي المخلاف: الشرجة ثم عثر منذ القرن السابع الهجري، وازداد عمرانها وتوسعها حتى أصبحت الميناء الوحيد للمنطقة في العصر الحديث  
 
تمتد أراضي المنطقة عبر الجزء الأوسط من إقليم تهامة أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية الخمسة حسب تقسيم الجغرافيين المسلمين  .  وهي مستطيلة الشكل بطول 300كم وعرض في المتوسط 80كم. وتبلغ مساحتها 24000كم   وتتكون أراضي المنطقة من شواطئ ساحلية قليلة التضاريس تكثر فيها الأراضي الملحية السباخ يليها إلى الشرق سهول خصبة بعضها رملية وأخرى طينية حول مجاري الأودية، ثم إلى الشرق منها حزون رعوية خصبة تتخللها بعض الجبال المنفردة، وإلى الشرق منها سلسلة جبال السروات  
 
اكتسب موقع المنطقة - عبر العصور التاريخية- أهمية خاصة بالنسبة إلى الأقاليم الواقعة حوله، مثل: اليمن جنوبًا والحجاز شمالاً وإقليم جبال السراة شرقًا؛ حيث يعد حلقة وصل مهمة بين هذه الأقاليم من الناحية الإستراتيجية، فعن طريق هذا الإقليم انتشر الإسلام في اليمن، وعبره مرت أغلب الحملات العسكرية إلى جنوبي الجزيرة العربية عبر التاريخ القديم والإسلامي والحديث، كما كانت طريقًا للهجرات اليمنية إلى الشمال، وممرًا للجيوش المشاركة في الفتوح من اليمن  
 
أما من الناحية الاقتصادية فقد كانت تمر عبر أراضي هذا الإقليم أهم طرق القوافل التجارية البرية التي تأتي من اليمن متجهة شمالاً إلى مكة المكرمة فالمدينة المنورة ثم إلى الشام، وأبرز هذه الطرق طريقان هما: الطريق الساحلي بمحاذاة البحر الأحمر، والطريق الداخلي الذي يمر بأهم المدن والمراكز القديمة في الإقليم  
 
وقد مرت حدود المنطقة عبر تاريخها بتغيرات وتقلبات حيث كانت متذبذبة بين مد وجزر تبعًا لقوة الإمارات الحاكمة في هذا الإقليم وضعفها؛ ففي العصور الإسلامية الوسيطة امتدت حدود إمارة سليمان بن طرف الحكمي الذي وحد المخلاف السليماني من الشرجة في الجنوب إلى حلي ابن يعقوب في الشمال  .  أما في عصر إمارة الأشراف السليمانيين من القرن الخامس الهجري إلى بدايات العصر الحديث فقد امتدت الحدود الجنوبية للإقليم إلى ما وراء ناحية حرض من الجمهورية اليمنية اليوم  
 
شارك المقالة:
196 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook