العلاج الشعبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العلاج الشعبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

العلاج الشعبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
لا تختلف طرائق الطب الشعبي في منطقة عسير عن الطرائق الموجودة في باقي مناطق شبه الجزيرة العربية عامة، ومناطق المملكة العربية السعودية خاصة، فهي تتفق معها في كثير من الأمور، ويتمثل الاختلاف البسيط في بعض الأشجار والأعشاب المستخدمة في التداوي والتي غالبًا ما تكون من البيئة المحلية، فالأعشاب المستخدمة لعلاج مرض معين في منطقة ما يقابلها أعشاب أخرى في منطقة أخرى وفقًا لطبيعة النباتات المتوافرة في كل منطقة.
 

بعض طرائق العلاج الشعبي

 
أ - التداوي بالأعشاب:
 
في منطقة عسير كثير من الأشجار والنباتات التي تُستخدم لعلاج كثير من الأمراض، ومن الأشجار التي تُستخدم في المنطقة (الخروع) الذي استُخدم بوصفه مادة مسهلة، ومثله نبات (السنا)  . كما استُخدم نبات (السلع) لعلاج الجروح - خصوصًا بالنسبة إلى المختونين - بوصفه ضمادات يُلف بها الجرح، معتقدين أن ذلك يساعد في سرعة التئام الجرح وبرئه وتطهيره.
 
كما استخدم العسيريون نبات (الروا) لإيقاف النـزيف من الجرح، إذ يُوضع ذلك النبات على الجرح النازف ليتوقف نـزفه. أما الثفا (أو الرشاد) فقد كان يُستخدم لعلاج كثير من أمراض الصدر، ونـزلات البرد. كما استخدم الأطباء الشعبيون ورق (الهدس) لعلاج الصداع، وعسل السدر لعلاج قرحة المعدة والاثني عشر. كما استخدموا السنا وبذور الحرمل لعلاج الروماتيزم، ويُعطى ذلك بمقدار وفقًا لقوة بنية الشخص المريض؛ فإن كان قوي البنية أُعطي بمقدار أربعين حبة شعير، وإن كان ضعيف البنية أُعطي أقل من ذلك. كما استُخدم (السماق) والشورة (أو النيم) لعلاج السكر. أما ضعف القلب فقد عالجوه بخليط من الحبة السوداء والشورة والقرنفل، إذ يُسحق جميعها ويُؤخذ مع لبن الإبل التي ترعى الحمض  
 
كما عالجوا تقرحات الجلد وأورامه بنبات (الضرسة)، إذ تُدق الأوراق وهي طازجة ثم تُوضع على المكان المصاب. أما الجروح التي تظهر تحت الشفة - والتي تُسمى في المنطقة (الحلا) - فقد استخدموا لعلاجها نباتًا شديد المرارة يُعرف بـ (الزقوم)، إذ تُدق أوراقه وهي خضراء طازجة ومن ثم تُعصر فوق المكان المصاب عددًا من المرات.
 
أما الهزال فعالجوه بخليط مكوَّن من بذور (الحدق) بعد أن يتم تنظيفها وغسلها، ثم تُدق وتُخلط مع عسل وقمح وسمن بري وتُعطى للشخص الهزيل. وقد عالجوا مرض الربو بمسحوق نبات (المرخ)، كما عالجوه بجذور نبات (الجثجاث)، وهي من الوصفات التي لا تشفي هذا المرض وإنما تخفف من حدته  .  أما الفالج فقد عالجوه بخليط الحنظل والزبيب أو التمر، إذ يُطبخ جميعها ويُصفَّى ثم يُشرب، ويُشترط أن تكون كمية الحنظل قليلة جدًا كيلا تزيد مرارة الخليط فيعافه المريض ويعزف عن شربه. كما عالجوا المصاب بحصوة الكلى ببراعم أوراق (القرع) التي تُخلط مع السكر. وعالجوا تقرحات الرأس والأنف بعصير نبات (العطر) وذلك بدهن موضع المرض به  
 
أما تسوس الأسنان فكان يُعالَج بأكل أوراق نبات (العثرب) وأغصانه، وهو ما يُعرف في مناطق أخرى باسم (الحميض)، فإذا ما زاد الألم ولم يُشفَ السن فقد يذهب المريض إلى بعض المعالجين الذين عُرفوا بخلع الأسنان، وقد يقوم المريض نفسه بذلك فيقوم بسحب السن بيده أو بأداة حديدية شبيهة بـ (الزرادية)، وتُسمى في اللهجة المحلية باسم (الكلبة)  
 
 
ب - التداوي بالكي:
 
وقد عرفوا أيضًا الكي الذي يأتي على رأس قائمة العلاج في المنطقة، وقد برع فيه بعض الأشخاص من النساء والرجال واشتُهروا على مستوى المنطقة فقصدهم طالبو العلاج، وكان هؤلاء يقومون بتشخيص المرض وفقًا لما يشاهدونه من علاماته على المريض، أو وفقًا لوصف المريض، وبعد ذلك يحضرون وعاءً مملوءًا بالجمر وأداة الكي وهي حديدة رفيعة تُسمى (المكوى)، ويضعون المكوى داخل الجمر الملتهب ويتركونها حتى تتوهج من شدة الاحمرار، ثم يقوم (الكاوي) - وهو الشخص الذي يقوم بالكي - بوضع تلك الحديدة على مواضع الألم التي يشتكي منها المريض، وقد تكون الكية واحدة، وقد يكون هناك عدد من الكيات وفقًا لحالة المريض التي يحددها الكاوي. وأثناء الكي قد يضع الشخص المكتوي قطعة من القماش أو عودًا بين أسنانه لكي يعض عليه إذا ما اشتد الألم. وقد يُطلب من الشخص المكتوي أن يحتجب في مكان مظلم فلا يرى النور لعدة أيام. وعلى الرغم من أن الكي له عدد من الأضرار ومنها تشوهات الجلد وتقيح الحروق وما ينتج عن ذلك من أمراض جانبية؛ إلا أنه كان من أبرز الوصفات العلاجية الشعبية التي يلجأ إليها الناس في المنطقة.
 
وتُستخدم النار أيضًا لعلاج كثير من الأمراض، فقد كانت النفساء من النساء ومرضى الحمى وأمراض البرد يُعالَجون بتعريضهم لوهج النار أو البخور، فقد كان يُعمد إلى إحضار الحطب وإشعال النار فيه حتى يصبح جمرًا متوهجًا ويُوضع في إناء، ثم يُطلب من المرأة النفساء أو من المختون أن يجلس القرفصاء على ذلك الإناء لكي تدفِّئ النار موضع الجرح ويدخل الدخان أو البخور في جوف الشخص، معتقدين أن ذلك يساعد في سرعة الشفاء والتئام الجروح.
 
وقد استخدموا روث الحيوانات الجاف للغرض ذاته معتقدين أن الدخان المتصاعد منه يساعد في سرعة شفاء الجروح  
 
ج - تجبير الكسور: 
 
أما كسور العظام فقد عرف العسيريون بعض المختصين في تجبيرها، إذ يعمد المجبِّر إلى إعادة العظم المكسور إلى وضعه الصحيح، ثم ربطه بخشبتين أو ثلاث بعد وزنها بطريقة معينة، وكان بعضهم يستخدم جلد الماعز بدل الخشب، إذ يُلف الجلد على الجزء المكسور بعد إعادته إلى وضعه الصحيح ويُربط، ويُترك مربوطًا لعدة أسابيع، وأحيانًا قد يمتد ذلك إلى شهر أو شهرين بحسب حجم الكسر وشدته، ويُعطى المكسور بعض الأطعمة التي يعتقدون أنها تساعد في التئام الجرح ومنها: لحم الضأن والماعز مع المرق، والعسل، والسمن البلدي، وحبوب الثفاء، والحليب  
 
 
شارك المقالة:
114 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook