تطرّق القرآن لذكر الماء والحديث عنه علمياً في العديد من المواضع، فذكر خصائصه، ووظائفه، وطرق إنزاله، وحفظه، وغير ذلك، فيما يأتي ذكر جانبٍ من خصائص الماء وحفظه، الواردة في القرآن الكريم:
ذكر الله -تعالى- الماء في كتابه العزيز ثلاثةً وستين مرةً، لينبّه عباده على عظيم تلك النعمة ومحلّها في حياة الكائن الحيّ، وقد قيل قديماً إنّ الماء أرخص موجودٍ وأعزّ مفقودٍ، فيكفي أن يُذكر أنّ الناس قديماً كانوا يتنقّلون ويرتحلون من مكان استقرارهم إلى مكانٍ آخرٍ إذا فقدوا الماء حولهم، ففي وجوده تكون كلّ مقوّمات الحياة موجودةٌ؛ نبات الأرض، وعيش الإنسان، ورفاهه، وصفاء نفسه، وغير ذلك، وفي المقابل كان نقص الماء وقلّته إنذارٌ بالقحط والفقر والجوع، ولمّا كانت هذه النعمة محطّ ذكرٍ، فإنّ على العبد أن يُديمَ شكرَ الله -سبحانه- عليها، حتّى يبقى متنعماً بها طوال العمر، فدوامُ النِعم مقرونٌ بشكرها.
جعل الله -سبحانه- من نعمة الماء نعيماً للناس، وفرجاً وفرحاً لهم، وجعله في حينٍ آخرٍ مصدر الهلاك والعذاب لهم، وتلك من قدرة الله -سبحانه- أن صيّر الشيء الواحد رغداً مرّةً، وتعذيباً مرّةً أخرى، وفيما يأتي توضيح ذلك:
موسوعة موضوع