الملابس وأدوات الزينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الملابس وأدوات الزينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الملابس وأدوات الزينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
يتأثر الزي واللباس المستخدم في أي منطقة من مناطق العالم بقيم المجتمع وثقافته، وبالمناخ السائد في المنطقة ونوعية البيئة، ولتأثير الدين الإسلامي اتصفت الملبوسات النسائية بأنّها طويلة وساترة وفضفاضة حتى لا يتحدد جسم المرأة، وتتأثر الملابس بالمناخ؛ ففي وقت الشتاء يعتمد الأهالي على الألبسة الصوفية والقطنية والثياب الملونة لتحميهم من برودة الجو مثل الترمة وهي غترة صوفية، والفروة، والمعطف (الكوت)، والبالطو، والبيدي.
 
وفي فصل الصيف تشتد الحرارة فتصل إلى 49° م وتهب بعض أنواع الرياح، فيلبس الناس الثياب والملابس الخفيفة والبيضاء أو الفاتحة التي تُساعد على عكس أشعة الشمس، بالإضافة إلى قطعة من القماش تُوضع على الرأس تُسمى (الغترة) وتفيد في حماية الوجه عند هبوب الرياح من الأتربة ولفحات الشمس القوية.
 
وكانت الملبوسات تُنتج محليًا أو تُستورد المواد الخام من الخارج ثم تتم خياطتها وحياكتها وتطريزها محليًا، ونظرًا إلى ضعف الحالة الاقتصادية في ذلك الوقت كان الناس يقتصرون على عدد محدود من الملابس، فكان هناك ثوب أو ثوبان للفرد، وكان كثير من الأسر يتبادل أفرادها الملابس والأحذية فيما بينهم وبخاصة الإخوان أو الوالد وأبناؤه الكبار، وكذلك بين الأخوات وبين الأم وبناتها الكبيرات، وكان الناس يحرصون على اقتناء ملابس جديدة في الأعياد؛ إذ يكون الثوب للرجل والدراعة للمرأة، ومن لم يستطع تُغسل ملابسه في الليلة التي تسبق العيد.
 

الملابس الرجالية

 
اتصفت الملابس الرجالية بالبساطة، وكان مُعظمها يُصنّع محليًا، وهناك بعض الملابس التي اعتاد الرجال ارتداءها في البيت أو عند النوم، أو العمل في الحقول الزراعية، أو عند ممارسة أعمالهم، وحتى عند الخروج لأمكنة قريبة من البيت (داخل الحي) وهي الإزار والمقصر، والطاقية في بعض الأحيان، لكن عند الذهاب لأداء الصلاة أو لحضور المناسبات أو لقضاء بعض الاحتياجات أو عند السفر كان يتم لبس الثوب والصديري والطاقية والغترة أو العمامة، وكان لبس البشت والعقال مقتصرًا على الفئات الميسورة أو كبار الموظفين. وسيتم الحديث عن أنواع من الملابس الرجالية التي كانت مستخدمة في المنطقة الشرقية.
 

 أجزاء الثياب الرجالية وأنواعها

 
1 - الدشداشة:
 
هي ثوب فضفاض يُغطي البدن ويصل إلى أسفل الساق أو وسطه، وتكون الدشداشة مشقوقة من جهة المقدمة من أعلى إلى وسط الصدر تقريبًا ويُوضع زر واحد للتحكم في فتحها وإغلاقها، وفي بعض الدشداشات تتدلى عند العنق مجموعة من الخيوط يصل طولها إلى بوصة تُشد بخيط في أسفلها وتُسمى (كركوشة)، ويكون في الثوب مخبأ (جيب) توضع فيه النقود أو الأوراق، وفي الصيف تُستخدم الدشداشات ذات اللون الأبيض أو الألوان الفاتحة الخفيفة، وفي الشتاء تُستخدم الدشداشات الثقيلة وبألوان مختلفة.
 
2 - الإزار:
 
قطعة من القماش على شكل فوطة كبيرة، تُشد في وسط الجسم برباط يُسمى النسعة، وتستر الجزء السفلي من البدن تُلف على الجسم مرتين أو أكثر، وعادة ما يكون الإزار بالإضافة إلى اللون الأبيض مقلمًا ومخططًا بألوان مختلفة؛ وكان اللون الأسود مفضلاً عند الغواصين، ويلبس الرجال الإزار بدلاً من السروال؛ لأنه يسمح بتهوية الجسم، ويُعدّ الإزار لباسًا للبيت والنوم، ويستعمله العمال إذ يسهّل على الأفراد الذين يعملون في الزراعة أو الغوص القيام بأعمالهم، فيُمكنهم رفع الإزار إلى الأعلى بسهولة عند الحاجة مثل قيامهم - مثلاً - بتصريف مياه الري والسواقي أو عند النـزول إلى البحر.
 
3 - المقصر:
 
هو أشبه ما يكون بـ (فانيلة) واسعة وطويلة قد يصل طولها إلى قرب الركبة، كما يتصف بقصر الأكمام إذ تصل إلى منتصف الذراع فقط، وقد كان شائع الاستخدام خصوصًا بين الحرفيين والفلاحين أثناء العمل لأنّه يُعطيهم حرية ومرونة أكثر في الحركة.
 
4 - الشلاحات:
 
هي شبيهة بالدشداشة لكنها واسعة الأردان، وكان يرتديها الوجهاء من الناس وشيوخ القبائل والعشائر في البادية.
 
5 - الغترة:
 
هي قطعة قماش مربعة الشكل لكنها تُصفط مع جوانبها ليصبح شكلها مثلثًا، ويرتدي أهل المنطقة في الغالب الغترة البيضاء أو المخططة، ويستعملون أيضًا نوعًا آخر من الغتر ذا لون أحمر يُعرف باسم (الشماغ). ويبدأ بلبس الغترة في العادة عندما يكبر الأولاد ويصلون مرحلة البلوغ. وهناك أنواع من الغتر لها أسماء متعددة وهي: الترمة: وهي غترة صوفية بيضاء مُطرزة في الأطراف؛ والدامة: وهي غترة بيضاء لها خطوط صفراء أو رمادية، وتُوجد بها مربعات ملونة؛ والشماغ: وهو غترة حمراء ذات خيوط متعرجة منتظمة، وهي المعروفة في منطقة نجد؛ وهناك نوع من الغتر يُعرف بالشال الكشميري أو السليمي.
 
6 - العقال: 
 
هو أشبه ما يكون بطوق يُلبس فوق هامة الرأس ليزيّن ويثبِّت (يعقل) الغترة على الرأس، وهو على شكل دائري يبلغ قطره نحو 40سم وقد يزيد أو ينقص بحسب المقاس المطلوب، ويلف بعضه على بعض ليُصبح طبقتين إحداهما فوق الأخرى فيقل قطره إلى النصف. يُصنع العقال من الوبر أو الصوف، وهناك نوع حديث من البلاستيك، واللون شائع الاستخدام هو الأسود، وقد تُضاف إلى العقال خيوط تتدلى من الخلف تنتهي بكرات صغيرة من المادة نفسها تسمى (الكراكيش)، وهناك نوع من العُقُل يُسمى (الشطقة) وهو مربع الشكل من أربع طبقات متصلة بأربع لفات، ويكون محلى بالقصب، وهو من ألبسة الوجهاء والأثرياء.
 
7 - العمامة:
 
هي قطعة قماش بيضاء طويلة، قد يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، تُطوى بشكل عرضي عددًا من المرات ثم تُلف على الرأس بشكل طبقات متعددة، ويميز لون العمامة طبقة لابسيها، فالعمامة البيضاء تدل على أنّ صاحبها عالم دين، والصفراء صاحبها من الأعيان والتجار كما أنّها عادة ما تُلبس بعد الزواج. ويحرص شيوخ القبائل والعشائر في البادية على لبسها، وقد عُرف جماعة الإخوان الذين جاهدوا مع الملك عبدالعزيز بارتدائها، كما كانوا يستخدمونها كفنًا عند وفاة أحدهم في المعارك التي يخوضونها.
 
8 - اللوت:
 
قطعة قماش تُعصب على الرأس فوق الغترة، وأشبه ما تكون بعمامة صغيرة، يستخدمها شيوخ القبائل والعشائر في البادية، ووجهاء القرى، وبعض كبار السن.
 
9 - الصخمة:
 
وهي الصديري، ليست لها أكمام، وتصل إلى أسفل البطن، لها أزرار من الأمام، وتكون بألوان مختلفة، وهي تُلبس على الثوب خصوصًا في أوقات البرد كي تدفئ الظهر والبطن.
 
10 - الدقلة:
 
هي أشبه ما تكون بمعطف طويل، تُلبس على الثوب وتغطيه، وهي ذات أكمام، وتكون بأشكال وألوان مختلفة، وتكون ذات ياقة مفتوحة أو مختومة، وللدقلة أزرار عدة من الأمام، وهي من الألبسة التي يرتديها ميسورو الحال وبعض كبار الشخصيات والمسؤولون، وهي من الألبسة الشتوية إذ إنها تُصنع - في العادة - من القطن أو الصوف.
 
11 - الفروة: 
 
رداء واسع طويل وغليظ يشبه البشت، وتُصنع من جلود الخرفان وفرائها، ويُغطى الجلد من الخارج بقماش الصوف، أمّا من الداخل فيوجد الفراء ليكون أكثر دفئًا، وتُزين الفروة ببعض الزخارف والأشكال كما تتعدد ألوانها، وتُلبس فوق الثياب، يلبسها الرجال - وبخاصة أهل البادية - لاتقاء البرد القارس في الشتاء.
 
12 - البِيدِي:
 
هو لباس غليظ على هيئة البشت يُصنع من خيوط الغزل الصوفية، ويتم صنع البيدي من قِبَل الحائك (الخياط)، فيقوم بقَطْع النسيج إلى قطعتين ويجعل له فتحة طويلة أمامية وفتحتين جانبيتين لليدين، وتُزين حواف البيدي بخيوط ملونة من الصوف أو الحرير خصوصًا حول حواف اليدين، ويلبس البيدي الرجال والنساء في البادية، لكن يختلف البيدي النسائي عن الرجالي بكثرة الزخارف والنقوش.
 
13 - القباء:
 
ثوب طويل فضفاض ذو أكمام مشقوقة أطرافها وتتدلى منها خيوط حريرية، كما أنّه مفتوح من الأمام مع وجود زر في الوسط، وهذا النوع من اللباس خاص بكبار الشخصيات وعلية الناس.
 
14 - الجبة:
 
هي نوع آخر من أنواع القباء وتُلبس عادة فوقه، ويقتصر لبس هذا النوع على علماء الدين.
 
15 - الزبون:
 
هو نوع من أنواع القباء لكنه من دون أكمام، ويُصنّع من قماش خفيف؛ لذا فهو من ألبسة الصيف.
 
16 - الحزام:
 
قطعة من القماش مستطيلة وملفوفة يُشدّ بها وسط القباء.
 
17 - السراويل:
 
تُصنع من القماش الأبيض، وهي من الألبسة الداخلية التي تُشد عند الخصر بحبل مطاطي وتمتد إلى نهاية الساقين، وهي فضفاضة في الجزء العلوي منها وضيقة عند الساقين.
 
18 - البشت: 
 
ويُعرف بـ (المشلح)، وهو لباس فضفاض مفتوح من الأمام يُلبس فوق الثوب، يُرتدى النوع الثقيل منه في الشتاء والخفيف في الصيف، ويأتي بألوان متعددة أهمها الأسود والأبيض والأصفر والبني، وهو ذو أكمام واسعة تضيق عند الأطراف تجاه اليدين، وتُحلى أطراف البشت العلوية الأمامية بتطريز ذي لون ذهبي أو فضي، والبشت من الألبسة التي تُرتدى في المناسبات والأعياد وعند صلاة الجمعة، ويحرص على لبسه كبار السن وأعيان البلد والمسؤولون وميسورو الحال.
 
19 - الطاقية: 
 
وتُسمى أيضًا (الكوفية)، وتُلبس في مُقدمة الرأس حيث تغطي الجزء العلوي منه، والنوع المفضل في المنطقة الشرقية الكوفية المشخّلة (ذات الفتحات) فهي تسمح للهواء بالمرور إلى الشعر.
ب - الأحذية الرجالية: 
 
نظرًا إلى ضيق الحال كان لبس الأحذية في السابق أمرًا غير شائع خصوصًا بين الأطفال والشباب، فقد كان بعضهم يمشي في الشوارع حافي القدمين  ،  لكن لبس النعال والأحذية في المناسبات والأعياد أمر لا بد منه. وكانت أنواع الأحذية المستخدمة في السابق تتضمن:
 
1 - النعال:
 
وتكون بألوان وأشكال مختلفة، بعضها يكون جزؤه العلوي مفتوحًا بطريقة تسمح بمسك الأصابع فيه، وهناك أنواع من النعال تُصنع من الخوص أو الليف.
 
2 - الزربيل:
 
حذاء مصنوع من الصوف المنسوج يدويًا وملبَّس بالجلد، ويُستخدم في فصل الشتاء.
 
3 - الزبيرية:
 
نعال مصنوعة من الجلد تُغطي مقدم الرِّجل، ويكون لإبهام الرِّجل مكان ليُمسك النعل من خلاله، ويُعرف هذا النوع أيضًا بـ (النعل القصيمي).
 
4 - البابوج:
 
نوع من النعال يُغطي مقدم الرِّجل، وينتشر لبسه بين سكان المدن وعلماء الدين.
 
5 - القندرة:
 
وتُسمى أيضًا (الكندرة) أو (الجوتي)، وهي حذاء يُغطي الرِّجلين إلى ما تحت الكعبين، ويقتصر لبسه على الميسورين وكبار الشخصيات.
 
6 - البوتلين:
 
هو حذاء له رقبة تُغطي جزءًا من الساق، يُلبس في أوقات الأمطار لحماية الرِّجلين.
 
شارك المقالة:
441 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook