اليمامة قبيل الحكم الأخيضري في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 اليمامة قبيل الحكم الأخيضري في المملكة العربية السعودية

اليمامة قبيل الحكم الأخيضري في المملكة العربية السعودية.

 
يعد عهد الخليفة العباسي المتوكل 232 - 247هـ / 847 - 861م عهدًا انتقاليًا بين مرحلة فعالية الخلفاء ومرحلة ضعفهم التام، ودخول الخلافة عصر الفوضى العسكرية. وقد أورد الطبري خبر مروان بن أبي الجنوب أبي السمط، وهو من آل بني حفصة مع المتوكل، إذ قال فيه شعرًا، فعقد له على اليمامة والبحرين. وفي رواية أنه قال شعرًا في محمد بن عبدالملك بن الزيات، فلما صارت القصيدة إلى ابن أبي داود ذكرها للمتوكل وأنشده ما قال ابن أبي الجنوب الحفصي، فأمر بإحضاره وكان باليمامة فحمل إلى سامراء  .  وجاء في معجم الشعراء أنه لزم المعتز 252 - 254هـ / 866 - 868م وخص به فقلده اليمامة والبحرين  .  إلا أن عقد المتوكل لمروان بن أبي الجنوب كان صوريًا ومن باب التكريم لهذا الشاعر  ،  وأنه من رواية الشاعر عن نفسه، وأنه لا يرد خبره من طريق آخر مما يلقي ظلالاً من الشك عليه، كما أن اليمامة من الأقاليم التي تتبع المنتصر. وممن عقد له عليها مع البحرين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب بن زريق، ومحمد بن أبي عون الذي عقد له على ولاية اليمامة والبصرة والبحرين
على أن هؤلاء الولاة كانوا يرسلون أحد أعوانهم إلى الولايات التي كلفوا بها مفضلين البقاء في دار الخلافة  ،  حيث الصراع الشديد بين القادة على الإمساك بزمام النفوذ بسامراء. ولا شك أن ذلك قلل من هيبة الدولة العباسية في الأقاليم، وأثر بشكل سلبي على الأحوال الأمنية وأوضاع السكان عامة، إذ لا يكترث الوالي المسؤول عن هذا الإقليم وذاك بشؤون إقليمية
 
وإذا كان إهمال المنطقة وما جاورها من بلاد وبوادٍ من جانب العباسيين، من الظواهر التي ولّدت انتشار الأمية، وضعف التثقيف الديني، وتسلط البداوة، واضطراب الأوضاع الأمنية، وهي ظواهر سلبية هيمنت على بعض جهات المنطقة، فثمة ظواهر إيجابية ارتبطت بالمنطقة وبواديها المتناثرة، إذ تأكد دورها في إمداد المعاجم والأجزاء اللغوية بالمادة العلمية والأقوال والنصوص، وذلك من خلال رحلات اللغويين إليها واستقبال البصرة والكوفة وبغداد وسواها من المدن فصحاء أعرابًا ينتمي جزء منهم إلى بوادي المنطقة. والمعلومات عن البوادي العربية وأوضاعها العامة، قلَّت بعد رحيل جيل الشعراء الكبار في العهد الأموي، مثل: جرير والراعي النميري وذي الرمة وعمرو بن أحمر الباهلي ويزيد بن الطثرية وليلى الأخيلية العقيلية   وغيرهم ممن تردد في ثنايا شعرهم ومنثور كلامهم معلومات عن أوضاع البوادي، فكان هناك مورد آخر يورد ببعض الإشارات والمعلومات القليلة عن تلك البوادي، أولئك هم اللغويون جمّاع اللغة العربية الذين رحلوا إلى البادية بغية جمع ألفاظ اللغة ومشافهة الأعراب وتسجيل كلامهم الفصيح، إذ عَدَّ اللغويون تلك البيئات البدوية المعزولة عن الحواضر بيئات لغوية نموذجية يحتكم إليها في معرفة الفصيح من غيره. وخلال العهد العباسي الأول، توجه مجموعة من أئمة اللغة الذين ضربوا أكباد الإبل إلى البادية ثم عادوا معهم بثروة لغوية لا تضاهى، لعل من أبرزهم عبدالملك بن قريب الأصمعي الباهلي (ت 216هـ / 831م)، إذ اعتمدت كتبه على بيئات البادية وسؤال ساكنيها  ،  وأبو زيد الأنصاري (ت 215هـ / 830م)، وقد نقل قسمًا من مادة كتابه (النوادر) من أعراب عالية نجد  ،  وأبو مسحل الأعرابي، وينتمي إلى بني ربيعة بن عبدالله أبي بكر من أحياء بني عامر بن صعصعة  
 
وثمة شعراء برزوا في العهد العباسي الأول ينتمون إلى منطقة اليمامة، ومنهم: مروان بن أبي حفصة الذي عاصر الخلفاء الأمويين المتأخرين، ثم عرف في بلاط المهدي والهادي وهارون الرشيد. ومن الشعراء كذلك يحيى بن طالب الحنفي، وكان شيخًا ديّنًا يقرئ أهل اليمامة القرآن، قضى سنوات عمره إلا القليل منها، في بلدة البُرة في إقليم اليمامة ولا تزال بلدة (البَرّة العليا) تحتفظ باسمها الذي سجله الشاعر المذكور في شعره  
 
ومن شعراء اليمامة بكر بن النطاح الحنفي (ت 222هـ / 837م)  ،  وعمارة بن عقيل بن بلال حفيد جرير، وبلدته (أُثَيفِية) الواقعة في الطريق بين الرياض وشقراء ضمن إقليم الوشم، وقد وفد عمارة بن عقيل إلى بغداد مرات عدة أولها في عهد المأمون. وكان النحويون بالبصرة يأخذون عنه اللغة، ونُظر إليه على أنه حجة في مسائلها 
 

حكم الأخيضريين لليمامة

 
مع استمرار تدهور الخلافة العباسية تراخت قبضة الجهاز الإداري العباسي على الولايات. وفي ظل تلك الحالة ازدهرت ظاهرة نـزوع الأقاليم إلى الاستقلال والانفصال مع احتفاظ بعضهم بولاء شكلي للخلافة. وفي كثير من الأقاليم، تبنى الاستقلال قوى محلية من أشراف وأعيان وقادة عسكريين سابقين، كما نشطت الدعوات العلوية المناهضة للعباسيين في مكة والمدينة، وامتد تأثيرها إلى مناطق جرى تهميشها وقلَّ الاعتناء بها من قِبل الحكومة المركزية العباسية. ولم تكن في تلك الأقاليم المهمشة، مثل: اليمامة وعالية نجد طبقة سياسية أو زعامة محلية مهيأة لقيادة الأقاليم في مرحلة نمت فيها التيارات الاستقلالية في الأقاليم الأخرى. ولذلك جاءت إلى إقليم اليمامة قوة حملت معها دعوة مذهبية، إذ جاء الأخيضريون إلى اليمامة بزعامة محمد بن يوسف الأخيضر سنة 253هـ / 867م واتخذ الخضرمة قاعدة له 
 
ينتسب محمد الأخيضر بن يوسف إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان قد شارك أخاه إسماعيل بن يوسف في أثناء قيامه بالهجوم على مكة المكرمة سنة 251هـ / 865م ومحاصرة المدينة. وقد توفي إسماعيل سنة 252هـ / 866م   فخلفه أخوه محمد بن يوسف في قيادة تلك الحركة التي انحرفت عن أهداف الحركات العلوية إلى ممارسة النهب والسلب.
لم يستطع قائد الحركة العلوية الجديد الصمود أمام القائد العباسي أبي الساج الأشروسني، فهرب محمد الأخيضر إلى اليمامة ثم تغلب عليها وقضى على كل مقاومة بها  .  وثمة عوامل يرى عدد من الباحثين أنها هيأت المجال أمام محمد الأخيضر لبناء دولته، منها إهمال العباسيين منطقة اليمامة، وبُعد تلك المنطقة عن مركز الدولة، وما تعيشه من فراغ قيادي (حازم) في الفترة التي ظهر فيها الأخيضريون حكامًا لليمامة  .  ومنها أن محمدًا الأخيضر اختار اليمامة لنفور أهل الحرمين من بني الأخيضر ومن قائدهم إسماعيل بن يوسف لما أحدثه من فساد وعبث، بالإضافة إلى أنه ربما تكون الدعوة إلى بيعة إمام من أهل البيت، قد وصلت إلى هذا الإقليم وحققت فيه بعض الإنجازات 
 وربما أن محمدًا الأخيضر استفاد من مساعدة أخوال أبيه، وهم بنو جعفر بن كلاب المجاورون لليمامة  .  ويتوقع أن يكون الأخيضر قد استعان بقبائل البادية في عالية نجد؛ وبخاصة بنو كلاب، فقد كانت تربطه بهم صلة ومصاهرة  .  ومثل ذلك يقال عن دعم بني نمير له لا لصلة مصاهرة أو قرابة، وإنما؛ لأنهم تلقوا قبل فترة ليست ببعيدة ضربات موجعة على يد القائد العباسي (بغا الكبير).
 
وإن ما ذكره أولئك الباحثون عن العوامل التي أسهمت في وصول الأخيضر إلى اليمامة، ونجاحه في تكوين نفوذ له ولأسرته فيها، فإن جزءًا منها يطرح كاحتمال وتوقع، وهو أمر لا غضاضة فيه لأن المصادر عن الأسرة الأخيضرية قليلة ونادرة، ووثائقها وما يرتبط بها من موروث شعري أو أدبي في حكم المعدوم. بل إن مؤرخًا كبيرًا عاصر ظهور هذه الأسرة في اليمامة، وهو ابن جرير الطبري، لم يأتِ على ذكر أحوال الأخيضريين باليمامة. ونقص المعلومات ينبغي ألا يحمل على المبالغة في تضخيم أثر هذه الدويلة وإهمال عناصر أخرى لها فاعليتها في الإقليم. ولا بد من قراءة الوضع الداخلي في اليمامة قبيل وصول محمد الأخيضر إلى الخضرمة. فالهمداني   يشير إلى وجود أسرة ذات نفوذ في اليمامة والخضرمة قبل الأخيضر وهم آل أبي حفصة من موالي الأمويين. وكان جدهم أبو حفصة غلامًا لمروان بن الحكم ثم أعتقه وولاّه جباية خراج اليمامة وصدقاتها. وعرف بيت آل أبي حفصة بكثرة شعرائه   وموالاته للعباسيين بعد الأمويين، ومنهم مروان بن أبي الجنوب الذي عقد له المتوكل على البحرين واليمامة  
 
وإن موازين القوة والنفوذ في اليمامة - آنذاك - كانت موزعة بين شيوخ البادية، وأمراء القرى والبلدان. فجماعات البادية بفصائلها المختلفة المنتشرة في بوادي اليمامة وعالية نجد لها زعاماتها التي تتكتل حولها الفصائل والعشائر. ومع أنها قوة محاربة لها إطارها القيادي الخاص بها، إلا أن وعيها السياسي كان ضعيفًا ومحدودًا. فليس لدى هذه الزعامات من أهداف سوى تحسين وضع القبيلة محليًا والبحث عن المراعي المخصبة وموارد المياه ومنافسة القبائل الأخرى؛ أي أنها لم تصل بعد إلى إدراك وجود لون من ألوان التحالف بين قبائل الإقليم، وبين مراكز الاستقرار والبادية، يعوض غياب الخلافة عن الإقليم. أما القوى الحضرية المستقرة فإن من بين أبنائها من تولى وظائف محلية للولاة العباسيين في مجال الكتابة والدواوين والشرطة والاحتساب والقضاء، كما أن منهم التجار والأعيان وبعض الأسر ذات الصلة بالخلافة العباسية، مثل: آل أبي حفصة   في الخضرمة. لكن تلك الفئات لا تملك الرؤية السياسية والمهارات المطلوبة والطموح الذي يجعلها قادرة على بناء سلطة سياسية نابعة من الإقليم في ظل التشرذم والانقسام الذي استشرى في العالم الإسلامي بعد انهيار مؤسسات الخلافة العباسية، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يبدو أن البناء الاجتماعي في مراكز الاستقرار، مثل: الخضرمة وحجر، يعوزه التماسك بسبب التناحر الداخلي. وهو بهذا الوضع أضحى بيئة مناسبة لجأ إليها محمد الأخيضر عام 253هـ / 867م هاربًا من الحجاز، مقيمًا حكمًا له ولأولاده من بعده. ولربما ساعد الأخيضر في تأسيس إمارته سخط السكان على سياسات العباسيين؛ وبخاصة بدو بني نمير الذين عاملهم (بغا) بكل قسوة قبل نحو واحد وعشرين عامًا، وسخط أهالي الخضرمة وحجر من آل أبي حفصة. وقد كانوا يعَّرضون بالعلويين وفي ذلك يقول مروان بن أبي حفصة:
 
يـابن  الــذي ورث النبـي محـمدًا     دون  الأقـارب مــن ذوي الأرحـام
مـا  للنسـاء مـع الرجـال فريضـة     نـزلت  بــذلك ســورة الأنعــام  
ولعَّل هذا ما أيقظ تيار الولاء للعلويين الذين يمثلهم الأخيضر، وأفرز الخصم نقيضه، وصار رد الفعل مناقضًا للفعل في الاتجاه.
وهكذا استفاد الأخيضريون من مجموعة من العوامل الداخلية، والأوضاع الاجتماعية في وسط اليمامة ليكوّنوا لهم نفوذًا في تلك المنطقة. ويرى بعض الباحثين أن الأخيضر واجه مقاومة من قِبل بعض الأهالي، اعتمادًا على ما ذكره الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، إذ أشار إلى أنه قتل بناحية اليمامة جماعة منهم (من الطالبيين لم تقع إلينا أنسابهم)  .  في حين يذكر أن هناك من يرى أن مثل هذا النص لا دلالة له على وجود مقاومة من الأهالي للأخيضريين حال وصولهم اليمامة، وذلك لا يعني عدم وقوع المقاومة من النمط المشار إليه، بل هو أمر متوقع الحدوث  .  وذكر الأصفهاني فيه إشارة إلى الأخيضريين، لكن ذلك لا يعني عدم حدوث فتنة أو نـزاع واكب ظهور الأخيضريين باليمامة، فالزعامات المحلية سواء كانت من البادية أم من الحاضرة لم تخضع بسهولة لهؤلاء الأخيضريين.
 
ويرى بعض الباحثين أن نفوذ الأخيضريين اقتصر على جزء من اليمامة، وأن أبعد منطقة ورد نص يدل على حكمهم لها هي قران (القرينة)  .  وقد ورد عند المسعودي أن إسماعيل بن يوسف تسلم الكوفة من أبي طاهر القرمطي  ،  لكن تسلمه تلك البلدة كان نيابة عن أبي طاهر في مرحلة التعاون والتوافق بين الجانبين. كذلك لم يذكر الهمداني (ت 344هـ / 955م) امتداد نفوذهم إلى الأفلاج (جنوب اليمامة). ومثل ذلك يقال عن ناصر خسرو المتأخر عن مرحلة التأسيس، إذ لم يذكر امتداد نفوذهم إلى هذه المنطقة، وإن أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى امتداد نفوذهم إلى هذه المنطقة 
 وقد تولى زعامة الحكم الأخيضري بعد مؤسس تلك الأسرة ابنه يوسف بن محمد ثم إسماعيل بن يوسف، وكان والده قد أشركه معه في الحكم ثم انفرد بالحكم بعد والده  .  وكان يحكم الخضرمة في أثناء نهضة القرامطة وهيمنتهم على شرقي الجزيرة العربية وطرق الحج وأجزاء من نجد ومنها الأفلاج  .  وقد مرت العلاقة مع القرامطة في عهده بثلاثة أطوار؛ اتسم الطور الأول بالعداء والصراع، ويدل على هذا رسالة الوزير العباسي علي بن عيسى إلى أبي سعيد القرمطي، وفيها الإشارة إلى قتله بني الأخيضر ومن باليمامة واسترقاق العلويين  .  كما مرت بحالة من التعاون والتوافق، إذ يفهم مما ذكره المسعودي   أن إسماعيل بن يوسف كان مع أبي طاهر القرمطي سنة 313هـ / 925م في مسيره إلى الكوفة وأن الأخير أنابه عليها بعد انسحابه منها. ثم تحولت العلاقات إلى الصدام، فقتل إسماعيل بن يوسف وثلاثة من إخوته وعمه محمد بن محمد سنة 316هـ / 928م  .  وقد يعود السبب في ذلك إلى أن إسماعيل تخطى الدور المنوط به، وحاول التمرد على سلطة زعيم القرامطة أبي طاهر الجنابي. وقد تولى بعد إسماعيل أخوه الحسن بن يوسف، تلاه ابنه أحمد بن الحسن. وتتوقف سلسلة أمراء بني الأخيضر بعده عند ابن حزم   وابن خلدون  .  في حين يورد ابن عنبه الحسيني سلسلة من الأمراء لا يعرف على وجه التحديد متى كانت ولايتهم.
 
ويظهر أن الأخيضريين تلقوا ضربة كبيرة ومؤلمة من قِبل القرامطة، ولكنهم عاشوا بعدها زمنًا، وخضدت شوكتهم وتقلص نفوذهم.
 
كما أن القرامطة هيمنوا على اليمامة، بدليل أن ابن الجوزي يجعلها في سنة 325هـ / 937م   من البلدان المشمولة بحكم أبي طاهر القرمطي. أما ما ذكره المسعودي بأن اليمامة كانت في سنة 332هـ / 944م بيد ولد الأخيضر العلوي   فهذا يدل على أن القرامطة ارتضوا بقاء شيء من السيادة والنفوذ لأولاد الأخيضر.
 
وعلى هذا فإن اليمامة ظلت طوال القرن الرابع ومطلع القرن الخامس تحت نفوذ قرامطة البحرين متحالفة معهم، فلما ضعف هذا النفوذ كانت إمارة بني الأخيضر قد ضعفت  ،  ولم يبذل خلفاء بني العباس أو السلاجقة، أصحاب النفوذ في حاضرة الخلافة العباسية، أي جهد يرمي إلى تنصيب ولاة يخضعون لبغداد، لعدم أهمية الولاية وبُعدها الجغرافي عن طرق الحج الأساسية.
 
شارك المقالة:
160 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook