وردّت عدّة أحاديث صحيحةٍ، أخرجها الإمامين؛ البخاري، ومسلم، تبيّن فضل أهل اليمن، فيما يأتي تفصيلها وبيانها:
ثبت في صحيح الإمام البخاري من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا)، والبركة الواردة في الحديث السابق يُقصد بها بركة الحياة الدنيا؛ كالطعام، والشراب، وغيرهما، ونُقل عن ابن حجر فيما يتعلّق بالبركة؛ أنّ تحقّقها في الدنيا لا يلزم تحقّقها في الآخرة، أو نيل الفضل في أمور الآخرة، يؤكّد ذلك ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللهمَّ باركْ لنا في مدينتِنا وباركْ لنا في شامِنا وباركْ لنا في يمنِنا وباركْ لنا في صاعِنا وباركْ لنا في مُدِّنا)، فالمُدّ والصاع يدلّان على أنّ المقصود بالبركة؛ بركة الحياة الدنيا، كالبركة في الطعام، وورد في تحفة الأحوذي أنّ تخصيص اليمن والشام بالبركة؛ لأنّ طعام المدينة منهما، وقيل عن الأشرف أنّ النبي دعا لهما؛ لأنّه وُلد في مكّة، وأصلها من اليمن، وأنّه سكن ودُفن في المدينة، وأصلها من الشام.
قال أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)، وقيل في تفسيره إنّ إيمان أهل اليمن مميّزٌ، وذلك نسبةً إلى بعض الأشخاص الذين أتَوْا إلى النبيّ -عليه السلام- مسلمين، وكانوا من أهل اليمن، وقيل إنّ إيمانهم كان سهلاً على المسلمين، ولم يعانوا معهم في الدعوة إلى الدِّين الإسلاميّ، وترتبط الحكمة بالفقه؛ بمعرفة الأحكام الشرعيّة، وإجراءها في مجراها بحكمةٍ من الله -تعالى-، وذلك ليس في أهل اليمن جميعهم، وإنّما قد يقتضي من كانوا في تلك الفترة.
ثبت في صحيح الإمام مسلم أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ)، أي أنّ رِيح اليمن تكون لطيفةً على المؤمنين في قبض أرواحهم.
موسوعة موضوع