لقد جاءت الأخبار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد دعا لسعد بأن يستجيب الله دعءه إذا دعاه ، فكان بناءً على ذلك مستجاب الدعوة ، ونبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم :اتقوا دعوات سعدقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق
ثم بعث رجالآ يسألون عنه في مجــالس الكوفـة , فكانوا لا يأتون مجلسآ إلا أثنو عليه خيــرآ , وقالــوا معروفآ , حتى أتوا مسجدآ من مساجدهـم , فسألوا رجل يقال له أبو سعدة .
فقال : اللًهم إذا سألتمونا عنه , فإنّه كان لا يعـدل في القضية , ولا يقسم بالسوية , ولا يسير بالسرية .
فقال سعـد : اللّهم إن كان كذابآ , فأعم بصره , وأطل فقره , وعرضه للفتن ( وكان سعد مستجاب الدعوة ببركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له).
قال عبد الملك , يعني ابن عمير الراوي عن جابر:
فأنا رأيته يتعرض للإمـاء في السكك وهو شيخ بلغ من العمر عتيآ , فإذا قيل له : كيف أنت يا أبو سعدة ؟ قال : كبير فقير مفتون , أصابتني دعوة سعد
عن عامر بن سعد قال : بينما سعد يمشي إذ مر برجل وهو يشتم عليا ، وطلحة ، والزبير ، فقال له سعد : إنك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما سبق ، والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله - عز وجل - عليك . قال : يخوفني كأنه نبي ! ! فقال سعد : اللهم إن كان يشتم أقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا . فجاءت بختية ، فأفرج الناس لها فتخبطته ، فرأيت الناس يتبعون سعدا يقولون : استجاب الله لك يا أبا إسحاقفقال سعد : اللهم اكفنا يده ولسانه ، فجاءه سهم غرب فأصابه فخرس ، ثم خرج سعد فأرى الناس ما به من القروح في ظهره ليعتذر إليهم