أورد الامام الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أنَّ هذه الآية نزلت في المنافقينَ بعد الهجرةِ بسنة، فقد جاءوا إلى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- فطلبوا منه أن يحدِّثهم عن بعض ما في التوراة بقصد الاستهزاء وليس بقصد الإيمان, فأنزل الله تعالى هذه الآية, وقال غيره من المفسِّرين أنها نزلت في المؤمنين
سُمِّيت سورةُ الحديدِ بهذا الاسمِ لأنَّها تناولتْ موضوع نزولِ الحديد في إحدى آياتها، وهي السورةُ التي تناولت تخصيص الحديثَ عن هذا العُنصر, فلم يُذكر مخصصًا في غير هذا الموضع من القرآن الكريم، فكان سببًا في تسميةِ السورةِ بهذا الاسم, حيث قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّناتِ وَأَنْـزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.