تعدُّ سورة الانشقاق من السور المكية، حيثُ نزلَتْ على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعدَ سورةِ الانفطار وقبلَ سورةِ الروم، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسعِ والخمسينَ، رقمُها من حيثُ الترتيب في المصحفِ الشَّريفِ 84، عددُ آياتِها 25 آية، سمِّيت بالانشقاق لأنَّها ابتدأت بقولِه تعالى: "إذَا السَّماءُ انشَقَّتْ"وتُسمَّى أحيانًا سورة "انشقَّت" أو "إذا السماءُ انشقَّت"، وفي هذا المقالِ سنبيِّنُ فضل سورة الانشقاق وبعضَ ما تضمَّنته من عِبَر وأحْكَام.
تناولتْ سورة الانشقاق بعضَ صورِ أهوال يوم القيامة التي تشيبُ لها الولدانُ وتقشعرُّ لها الأبدانُ، ابتداءً من انشقاقِ السماءِ وانبساطِ الأرضِ وازدياد اتِّساعها وإخراجِها لما في داخلها من الموتى، قال تعالى: "إذَا السَّماءُ انشَقَّتْ * وأَذِنَتْ لرَبِّهَا وحُقَّتْ * وإِذَا الأَرْضُ مُدَّت * وأَلْقَتْ ما فيهَا وتَخَلَّتْ" . وفي الحديثِ الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ"