الكعبة في اللغة: هي البيت المربع، وجمعها كِعاب، وسُميت كعبة البيت الحرام بذلك؛ لارتفاعها وتربُّعها، وكل بيتٍ مربعٍ فهو عند العرب كعبة، وفي الاصطلاح تطلق الكعبة على البيت الحرام، وهو اسمٌ خاصٌ للبيت العتيق، وقد بُنيت الكعبة المشرفة خمس مرات، وبيان ذلك على النحو
وقال الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية: كانت الكعبة بعد إبراهيم -عليه السلام- مع قبيلة جرهم والعمالقة إلى أن انقرضوا، ثم خلفهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم؛ وذلك لكثرتهم بعد القلّة، وعزّتهم بعد الذلّة، وكان قصي بن كلاب أوّل من جدّد بناء الكعبة من قريشٍ بعد نبي الله إبراهيم عليه السلام، فجعل سقفها من خشب الدوم وجريد النخل، ثم أعادت قريش بناءها، وقد شهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا البناء وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وكان باب الكعبة على الأرض، فأشار أبو حذيفة بن المغيرة على قريش بأن ترفع الباب؛ حتى لا يدخل الكعبة إلا من أرادوا له، ففعلت قريشٌ ذلك
تظهر الكعبة المشرفة على شكل بنيان مربع الشكل في وسط المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعها من الأرض -أي طولها- سبعٌ وعشرون ذراعاً، وعرض الجدار الذي يوجد فيه بابها أربعٌ وعشرون ذراعاً، وعرض الجهة الموازي له مثل ذلك، وأمَّا عرض جدارها الذي بين الركن اليماني والركن العراقي -وهو الركن الذي فيه الحجر الأسود- عشرون ذراعاً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُصلّي إلى وسط هذا الجدار قبل الهجرة إلى المدينة، وعرض جدارها الذي بين الركنين الشامي والغربي واحدٌ وعشرون ذراعاً، وميزاب الكعبة في وسط هذا الجدار، ويأتي حجر إسماعيل في مقابل هذا الجدار، وتبلغ المسافة من أصل هذا الجدار إلى أقصى جدار حجر إسماعيل ستة عشر ذراعاً
اختلف الفقهاء في حكم الصلاة في داخل الكعبة المشرفة، واختلافهم على النحو الآتي: