سورة البقرة سورة مدنيّة فضلها عظيمٌ وثوابها كبيرٌ، فيها الكثير من الأحكام والتعاليم الواجب على المسلم تعلّمها والعمل بها، فقد قيل إنّ فيها ألفَ حكمٍ، وألف خبرٍ، وألف أمرٍ، وألف نهيٍ، ومكث الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حفظها وتعلّمها وتطبيق أحكامها حوالي اثنتي عشرة سنةً، وكان لا ينهي العشر آياتٍ منها إلا وقد حفظها وطبّق مواعظها، وتُسّمّى فسطاط القرآن، وتحتوي على أعظم آيةٍ في القرآن الكريم هي آية الكرسي ذات الفضل الكبير.
سُمّيت بسورة البقرة لتضمنها قصّة البقرة التي حدثت في زمن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع قومه بني إسرائيل؛ حيث قُتِل رجلٌ ولم يُعرَف قاتله، فأمر سيدنا موسى قومه بذبح بقرةٍ امتثالاً لأمر الله عزوجل ولمعرفة القاتل، وترك الخيار فيها مفتوحاً دون أن يحدّد صفةً معيّنةً لها، لكن بني إسرئيل طلبوا معرفة أوصافها وشدّدوا في ذلك فشدّد الله عليهم، وبدؤوا بالبحث عنها فوجودها، وتمّ ذبحها، فأمرهم سيدنا موسى عليه السلام بأخذ جزءٍ منها وضَرْب الميّت به ففعلوا، فما لبث أن عاد الميت للحياة ثانيةً وأخبرهم عن قاتله ثمّ توفّي مرةً أخرى.
هي السورة الثانية في ترتيب المصحف الكريم بعد سورة الفاتحة، عدد آياتها مئتان وستٌ وثمانون، وهي أطول سورة في القرآن الكريم، ابتُدِئت آياتها بالحديث عن صفات المؤمنين، ثمّ الكافرين، وبعدها المنافقين، كما حوت آية الكرسي أعظم آيةٍ فيه، وتضمّنت أطول آيةٍ أيضاً والتي تسمّى بآية الدَين، وخُتمت بآيتين عظيمتين هما نورٌ كما سماهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم]
موسوعة موضوع