الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة ، ما كانت معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضاً فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله _سبحانه وتعالى_ ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي: عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله _سبحانه وتعالى_؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" .
أي: مردود عليه غير مقبول عند الله.
وفي لفظ " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .
وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى ( عيد الأم ) لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد كإظهار الفرح والسرور وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حدّه الله _تعالى_ ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله _تعالى_ لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه، والذي ينبغي للمسلم أيضاً ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق ، بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله _تعالى_ حتى يكون متبوعاً لا تابعاً ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛ لأن شريعة الله والحمد لله كاملة من جميع الوجوه كما قال الله _تعالى_ : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام".
والأم أحق من أن يحتفى بها يوماً واحداً في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ،وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله _عز وجل_ في كل زمان ومكان.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.