يعتبر الوضوء الصحيح من أهم الشروط لقبول صلاة المؤمن، ويكون ذلك من خلال مراعاة شروط الوضوء وأركانه، فالإسلام دين النظافة والطهارة، حيث يندرج الوضوء تحت مفهوم الطهارة كمتطلب شرعي له آدابه وأحكامه، ويقصد بالوضوء تمرير الماء على أعضاء الوضوء جميعها.
هناك اختلاف بين العلماء على مشروعية تكرار مسح الرأس في الوضوء، فذهب جمهور العلماء إلى أنه يجب أن يمسح الرأس مرة واحدة، وهذا قول كلٍّ من الإمام أحمد والإمام مالك والإمام أبي حنيفة وبعض الذين يتبعون الإمام الشافعي، بينما ذهب الشافعي ومعظم من يتبعون مذهبه إلى أنه يجوز في مسح الرأس التكرار، وكان دليلهم على ذلك مجموعة من الأحاديث؛ منها: حديث عثمان عند أبي داود، ويذكر فيه جواز تثليث المسح، كما أنه استدل على ذلك بالقياس على باقي أعضاء الوضوء، وأشار جمهور العلماء إلى أنّ ذلك الحديث ضعيف، كما أنهم استدلوا بالقياس على التيمم والمسح فوق الجبيرة.
قال الله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].
يظهر في الآية الكريمة أنّ هناك مجموعة من الخطوات التي يجب على المُسلم أن يتبعها إذا نوى الوضوء، وهي على التّرتيب كالآتي:
موسوعة موضوع