برد المعدةهو مُصطلحٌ شائعٌ يُستخدم في التعبير عن التهابِ المعدة والأمعاء، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة به، ولكنّ العدوى الفيروسية تُعدّ هي أكثر الأسباب الشائعة المُسبّبة لهذا الالتهاب. برد المعدة مَرضٌ كثير الحُدوث خاصّةً في فصل الشتاء، وهو مرضٌ معدٍ، ويُمكن أن يَحدثَ في أيّ وقتٍ من السنة، ولكن يجب معرفة أنّه ليس مرضاً واحداً بل عدّة أمراض مجتمعة، ولا يوجد فيروس واحد يتسبّب بحدوثه؛ بل هناك عدة فيروسات تؤدّي الى الإصابة به مثل النورو فيروس (بالإنجليزية: Norovirus)، والروتا فيروس (بالإنجليزية: rotaviruses)، والأدينو فيروس (بالإنجليزية: adenoviruses).
من الممكن أن تستمر الأعراض الناتجة عن برد المعدة إلى ثلاثة أيام، ويُمكن أن تطول وتصل إلى عشرة أيّام وتختفي حتى دون تدخّلٍ طبيّ أو علاج، لكنّ الأيام الأولى هي الأسوأ؛ لذا برد المَعِدة هو مرضٌ غير خطير لكن من المُمكن أن يكون خطيراً عندما يُصيب الأشخاص وهم في عُمرٍ حرج كسنّ الطفولة والشيخوخة، أو عندما يُصيب الأشخاص ذوي المناعة المُنخفضة.
ليس هناك أشخاص بعينهم من سنّ مُعيّن أو عِرقٍ مُعيّن مُعرّضون أكثر من غيرهم للإصابةببرد المعدة؛ فالكبار والصغار يُمكنهم أن يُصابوا ببرد المعدة، لكن هناك أسبابٌ تؤدّي إلى إصابة أشخاصٍ بِعينهم بهذا المرض منها:
يُمكن أن يُصابببرد المعدةأيّ شخصٍ مهما كان عمره، فهناك فئاتٌ عمريّة مُعرّضة أكثر من غيرها للإصابة بالفيروسات التي تؤدي إلىبرد المعدةمنها:
يَجب التنويه إلى أنّ الفيروسات هي ليست فقط المُسبّب الوحيد لبردالمعدة؛ فهناك أسباب أخرى عديدة تؤدّي إلى التهاب المعدة وهي أسباب غير مُعدية؛ مثل حساسية الطعام والسموم، والطفيليات والسموم، حتى إنّ هناك أعراضاً جانبيّة لبعض الأدوية تؤدّي إلى حدوث أعراض برد المَعِدة أو التهاب المَعِدة والأمعاء، ولحسن الحظ الرّضاعة الطبيعية وحليب الأم لا يُعدّ مُعدياً للطفل إذا كانت الأم المُرضعة مُصابةببرد المعدة.
يُمكنلبرد المعدةأن يُسبّب الأعراض والعلامات المرضيّة الآتية:
برد المعدة أو التهابالمعدةوالأمعاء يتمّ تشخيصه عادةً عن طريق معرفة الأعراض التي يُعاني منها المريض، والمدّة التي صاحبته فيها الأعراض ومتى بدأت وكيف بدأت، ثمّ الفحص السريري للمريض، ومعرفة أماكن الآلام وتحديد شدّتها، ويُمكن تأكيد التشخيص عن طريق عمل فحص البراز لمَعرفة نوع الكائن الدقيق المُسبّب لالتهاب المعدة والأمعاء لتحديد العلاج المناسب؛ لأنّه إذا كان سبب برد المعدة فيروسيّاً فلا حاجة للمضاد الحيوي؛ لكن إذا كان سببه بكتيريّ فيجب إعطاء مضادٍ حَيويّ للمريض.
سيفقد المريض المصاب ببرد المعدة الكثير من سوائل جسمه لأنّ الإسهال من الأعراض التي يعاني منها؛ لذا يجب تعويض الفاقد من السوائل عن طريق تزويد المرضى بسوائل تُعطى عن طريق الوريد؛ حيث إنّ إعادة السوائل المفقودة للجسم تُعدّ الخطوة الأولى لعلاج برد المعدة الذي يختاره أغلب الأطباء، ويُمكن تعويض السوائل المفقودة فقط وعدم استعمال أيّ أدويةٍ أخرى؛ حيث ستختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها، وباقي العلاجات المستخدمات تكون للتخفيف من الأعراض، مثلاً لعلاج الاستفراغ؛ يمكن أخذ أدوية لعلاجه والتخفيف من حدّته مثل دواء بروميثازين (بالإنجليزية: Promethazine)، أما عن استخدام مضاد حيوي لعلاج برد المعدة؛ فلأنّبرد المعدةغالباً سَببه فيروسي فالمضاد الحيويّ لا يُجدي إلا في حال كان سبب الالتهاب بكتيريّاً.
توجد عدّة أمور يُمكن للشخص القيام بها للوقاية من مرض برد المعدة، مثل:
يُمكن للعلاج في المنزل من بردالمعدةأن يكون كافياً ومُناسباً للعديد من المرضى، ولأنّبرد المعدةيؤدّي إلى فقدان المريض الكثير من سوائل جسمه عن طريق الاستفراغوالإسهاليُنصح المَريض بتَناول العَديد من السوائل لتعويض الفاقد، لكن ليست كلّ أنواعِ السوائل مُلائمةً في حالة التهاب المعدة والأمعاء؛ مثلاً لا يُنصَح بتَناول الشاي والقهوة والمُنبّهات لأنها تؤثّر على نوم المريض وذلك سيؤثّر على راحته، أيضاً لا يُنصح بِتَناول الكُحول التي تؤدّي إلى خسارة المَزيد من السوائل عن طريق إدرار البول إلى جانب أضراره العديدة الأخرى، لذا يُنصح بشربِ كميّاتٍ كبيرةٍ من المياه والعَصائر الغنيّة بالفيتامينات والأعشابِ المفيدة.
بالنّسبة للطعام المُناسب الذي يُنصح بتناوله إذا كانت بعضُ الأطعمةِ تجعل المَريضَ يَشعر بالغثيان لا يجب أن يُجبر المَريض نفسه على تناول الطعام، ويُمكن تناول أطعمة سَهلة الهضم مثل الموز؛ لأنّ الموز فاكهةٌ غنيّةٌ بالبوتاسيوم الذي من المُمكن خَسارته مع السوائل التي خسرها المريض، كما أنّه من المُفيد تناولعصير التفاحأو التفاح لمَرضى برد المعدة؛ لأنه غنيّ بالطاقة ومُفيد لمحاربة الإسهال، كما أنّه من الجيد تناول أطعمة غنيّة بالألياف مثل تناول الأرز، والخبز الأبيض؛ لأنّه أسهل للهضم من الأرز والخبر الأسمر، ولا يُنصح بِتناول مُنتجات الألبان لأنها صعبة الهضم على المَعدة المريضة أصلاً، والمُصابة بالالتهاب الفيروسيّ، ومن المهم جداً أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة؛ لأنّ الجسم يحتاج إلى كلّ طاقته لمُحاربة الفيروسات، ولإصلاح الضرر الحاصل
"