تهدف الشريعة الإسلامية إلى صيانة عبادة العباد من كلّ ما قد ينقص قيمتها، أو أجرها وثوابها، أو يؤثر في سلامتها وقبولها، وهذا من فضل الله -تعالى- على عباده، ومن هنا جاءت مشروعية زكاة الفطر كما هو ثابت في هدي النبي عليه الصلاة والسلام، من باب تطهير صيام الصائم في شهر رمضان ممّا قد يكون دخل إلى صيامه من لغوٍ أو رفثٍ، كما أنّ فيه عوناً للفقراء والمحتاجين على قضاء حوائجهم، كما أنّ صدقة الفطر تشكّل مظهراً من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، وتشريعاً يهدف إلى تعميق المسؤولية المشتركة بين المسلمين، وقد أفرد أهل العلم لمسائل وأحكام صدقة الفطر مساحة واسعة في مصنفاتهم، تناولوا خلالها مفهومها الشرعيّ، وشروطها، ومقدارها، والفئات الواجبة عليهم، ووقت إخراجها، وتعدّدت آرائهم في مسألة إخراج قيمة صدقة الفطر نقداً لمستحقّيها.
أجاز بعض العلماء المعاصرين إخراج قيمة زكاة الفطر عملاً بالمذهب الحنفي بدلاً من عين قوت البلد، وللعلماء في هذه المسألة عدّة آراء، وقد ظهر الاختلاف في الفتوى نتيجة تعدّد الفهم للنصوص الشرعية الثابتة في هذه المسألة، وبيان ذلك:
موسوعة موضوع