لماذا الدراسة في تركيا

الكاتب: رامي -
لماذا الدراسة في تركيا
"

لماذا الدراسة في تركيا.

تُعتبر التجربة التركية الحديثة في النهوض بالدولة والمجتمع أحد أهم نماذج النهوض على المستوى الإقليمي والإسلامي بل والدولي، فلقد شهد العقد الأول من الألفية الثالثة طفرة تعليمية واقتصادية واجتماعية وسياسية هائلة، وتخطط تركيا للعالم 2023 أن يكون لديها 500 جامعة على مستوى الجمهورية ويبلغ عدد الأساتذة في جامعات تركيا حوالي 100 ألف أستاذ تقريبًا. ونادرًا ما يعمل أي أستاذ جامعي خارج جامعته. وقد كان تصنيف الجامعات التركية عام 1981 رقم (42) بين جامعات العالم في مجال البحث العلمي. أما في عام 2008م احتلت تركيا الرقم (18) بين دول العالم في البحث العلمي، وهكذا اجتازت وتقدمت تركيا وفقا للتقارير والمعايير العلمية لقياس معدل التقدم في البحث العلمي، ومنها النشر في دوريات علمية عالمية، والحصول على براءات الاختراع، والإبداع العلمي والحصول على جوائز عالمية، و هذا يتمثل في الجوانب التالية:
&ndash تعيش تركيا استقرارًا سياسيا واقتصاديا، حيث أنها تشكل سادس أكبر قوة اقتصادية على مستوى أوروبا، والسادسة عشرة على مستوى العالم. ولعل أهم الأسباب التي جعلت من تركيا قبلة للتعليم هي جودة وفاعلية الدراسة في تركيا وانخفاض تكاليف المعيشة، وكذلك قلة تكلفة رسوم الدراسة في الجامعات ومعاهد اللغة مقارنة بالدول الغربية. وتحظى المؤسسات التعليمية التركية بسمعة عالمية عالية وكذلك بالاعتراف العالمي في عدد كبير من الدول.
&ndash وقد نجحت تركيا في استقطاب عدد كبير من الطلاب الأجانب بتركيزها على فتح أبواب الدراسة والتعاون العلمي والثقافي مع العديد من الدول التي تعدت أكثر من 176 دولة، يمثلون جنسيات وعرقيات مختلفة، كما اهتمت الحكومة التركية بتوفير جميع الظروف لاستقطابهم عبر منح رسمية وتخصيص مقاعد خاصة بهم، إضافة إلى تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة والإقامة.
&ndash أغلب المدن التركية تضم جامعات وكليات بفضل ارتفاع عدد الجامعات من 76 جامعة قبل 10 سنوات إلى 170 جامعة، ومن المقرر أن تصل إلى 500 جامعة بحلول العام 2023. وتتم مراقبة وإدارة التعليم العالي من قبل مجلس التعليم العالي (YÖ K).
&ndash يفوق عدد الطلبة الجامعيين بتركيا 4 ملايين، من بينهم أكثر من 50 ألف طالب أجنبي. كما يتضاعف عدد الطلبة الأجانب الوافدين إلى تركيا مع مطلع كل بداية سنة دراسية جديدة. أما لغة التدريس فأغلب الجامعات تدرس باللغة التركية. لكن العديد من الجامعات الحكومية في تخصصات معينة تدرس باللغة الإنجليزية، أما الجامعات الخاصة فأغلبها يدرس باللغة الإنجليزية.
&ndash وبفضل السياسات الحكومية المتبعة خلال السنوات العشر الأخيرة، فقد عرفت الجامعات التركية قفزة نوعية مما جعلها تحتل مراتب مهمة من ناحية ترتيب الجامعات عالميا، حيث تم اختيار ست جامعات تركية ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم. (جامعة الشرق الأوسط التقنية 375، جامعة إيجة 467، جامعة حجة تبة 489، جامعة غازي 493، جامعة أنقرة 496، جامعة إسطنبول 497).
&ndash استقلالية الجامعات وعدم خضوعها للتغيرات الوزارية، ومن يضع الخطط وبرامج التعليم العالي هو المجلس الأعلى للجامعات، والوزارة وإدارة الجامعات هي جهات تنفيذية فقط. وهذا من شأنه تحقيق ثبات السياسات والخطط التعليمية، وأيضا تحقيق الشفافية والعلمية والوضوح والمتابعة والمحاسبة الدقيقة لمراحل التنفيذ، وإنشاء جهات يراقب بعضها بعضًا.
&ndash تتميز الجامعات التركية بالتمييز من حيث أسلوب وآليات إنشائها؛ فهم يطبقون مبدأ يطلقون عليه (الحلول المتزامنة المتعددة الخلاقة) فعند إنشاء جامعة جديدة يتم وضع سياسة وخطط لحل عدة مشكلات، وتحقيق عدة أهداف محلية وقومية وثقافية وعلمية. فعلى الجامعة أن تكون معتمدة على ذاتها في توفير كل متطلباتها المادية والسلعية، كما عليها أن تفتح مجالات العمل أمام خريجيها بعد تخرجهم. كما يتم اختيار موقع الجامعة في المناطق المتخلفة أو العشوائية أو التي يخطط لتنميتها والنهوض بها، أو حتى في الصحراء لجذب العمران إلى جوارها، ويسبق بناءها إنشاء عدد من المصانع المتنوعة؛ وهو ما يضمن إنشاء مصانع جديدة تضمن فرص عمل لكثير من الأيدي العاملة، ويفتح الباب لإيجاد مجال حيوي لعمل الخريجين، وهذا هو معنى الحلول المتزامنة الخلاقة، تحل فيها مشكلات التخلف التعليمي والاقتصادي والبطالة والفقر، بحيث يتم علاجها بشكل تكاملي وشمولي.
&ndash يفرض على أي جامعة تتأسس أن تقوم بعمل شراكة مع جامعة أوروبية أو أمريكية في كل مراحل التعليم العالي، على أن تكون الشراكة في نظم المقررات والأنشطة والمهارات والقدرات والامتحانات.
&ndash الاستفادة من الخبرات العلمية التركية المهاجرة أو العاملة في الخارج، في بناء الجامعات وإعداد برامج الجودة بها، وفي متابعة وتقويم العمل العلمي والتربوي والأكاديمي للجامعات.
&ndash يعتبر أهم عامل في نجاح النموذج التركي في التعليم إسهام الوقف الخيري والهيئات والمؤسسات الخيرية في دعم العملية التعليمية، حيث قام ببناء المدارس والجامعات وتوفير المنح الدراسية، وساهم في طباعة المنشورات العلمية، كما قام ببناء المساكن الطلابية والإشراف عليها؛ كما أسس الوقف الخيري مدارس خاصة تقوم بتدريس اللغات الأجنبية وتشرف عليها. هذا إلى جانب دعم البحوث العلمية، ورجال العلم المشاركين بالأنشطة العلمية وتنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية داخل وخارج تركيا للمساهمة في خلق بيئة علمية حقيقية.
"
شارك المقالة:
113 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook