سبب تسمية بئر هداج بهذا الاسم
لقد اختلف المؤرخون حول سبب تسمية بئر هداج بهذا الاسم ، حيث اوضح خبير الآثار السعودي ، الدكتور عبد الرحمن الأنصاري ، ان سبب هذه التسمية ، تعود إلى الترابط اللفظي في كلمة «هداج» ، وبين اسم «هددو» ، او «أدد» ، وهو الذي يشير إلى اله الماء لدى الساميين ، وبالتحديد لدى الاراميين ، الذين كانوا يقطنون مدينة تيماء ، في بداية الألف سنة الأولى قبل الميلاد ، ويعتبر هذا هو الرأي السائد بين علماء الآثار.
كما قال المؤرخ ؛ سليمان الدخيل أن لفظ هداج ، يكون على وزن شداد ، واشتقاقا من ، الهدج ، وهو ما قام اللغويون أن الهدف هو مقارنة الخطوة في السير ، والإسراع ، وهذا يدل على سرعة وكثرة تدفق ماء البئر.
بئر هداج ، الذي يعتبر اشهر الآبار الطبيعية في شبه الجزيرة العربية ، كما أنه اقدم بئر بعد بئر زمزم ، وأطلق عليه العرب اسم شيخ الآبار ، نسبة لكرمه ، وعطائه غير المتناهية. [1]
بئر هداج مضرب المثل والأشعار
بئر هداج الواقع في تيماء ، التابعة لتبوك ، والذي اشتهر بالكرم ، والعطاء ، وتم تشبيه الأشخاص الكرماء به ، وقد تم ذكر بئر هداج ، في القصائد الشعرية ، العربية ، في الكثير منها كما يلي :
فيقول الصموءل بن عاديات ، وهو الذي كان يحكم تيماء ، في القرن الخامس الميلادي : « بنى لي عاديًا حصناً حصيناً وماء كلما شئت استقيت ».
ويرثي صاحب السمو ؛ الأمير بن عبد المحسن رثاء لوالده قائلا :
وطيب الذكر يكفيه لا قيل مرحـوم
مرحـوم يا ريـف الأرامل والأيتام
ياللي رفيقك دوم مكـرم ومحشـوم
هداج تيما .. وإن زما الضـد لطام
وكذلك يقول صاحب السمو ، الامير بدر بن عبد المحسن :
مدري الزمان اللي د ثم عربد
ولعبت بك أمواجه معاليق وحجاج
أو هو الحبيب اللي نزح عنك وبعد
ولك حاجة به ونت ما قلت محتاج
أو هو الجسد لا بد يعرق ويبرد
دور لنفسك ساعة الضعف مخراج
يا ضارب في الصخر بذراع أجرد
بين بياض العظم ما فاض هداج
وفي هذه الأبيات الشعرية ، نلاحظ مدى عظمة ، ومما بئر هداج ، فهو ساقي المزارع في القِدن ، وراوي عطش الإبل ، وزاره البساتين ، والنخيل في تيماء. [4]
تاريخ انشاء بئر هداج
واحد من أبرز المعالم الأثرية ، والتاريخية ، والسياحية بمدينة تيماء شمال غرب المملكة العربية السعودية ، به تغنى الشعراء ، وضرب به المثل في الكرم والعطاء ، هو بئر هداج.
تم إنشاء هذا البئر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد ، وحمل تاريخه العديد من الحكايات في طياته ، فما زال هذا البئر العظيم ينضح ماؤه العذب ، والنقي ، بعد مرور 2500 عام تقريبا ، على وجوده ، ولهذه الأسباب وغيرها من الأسباب يعد بئر هداج ، أشهر الآبار في الجزيرة العربية. [1] ، [2]
سبب شهرة بئر هداج
كما ذكرنا أن لبئر هداج تاريخ طويل منذ القرن السادس قبل الميلاد ، فقد قدم الكثير من العطاء ، وأظهر كثيرا من الكرم مع القدماء ، والمحدثين من أهالي المنطقة ، حيث مدهم بالماء ماضيا ، وما زال على عهده.
تم بناء بئر هداج من الحجارة المصقولة ، على طريقة بناء المعالم الأثرية الخاصة بالعهد البابلي بشمال السعودية ، مثل ، قصور الرضم ، والسور ، والحمراء.
كانت هذه المنطقة صحراء ، وأصبحت مليئة بالعديد من أشجار النخيل ، والكثير من البساتين ، والمزارع ، التي اعتمدت اعتمادا كليا على المياه القادمة من بئر هداج.
هذا البئر بتصميمه العتيق ، ذو فتحة الفوعة المربعة تقريبا ، والاي تعد الأكبر بين فتحات الآبار الأخرى ،خيث يصل محيطها إلى حوالي خمس وستين مترا ، كما يبلغ عمقه حوالي اثنى عشر مترا.
كان يتم رفع مياه البئر في الماضي عن طريق الجمال ، والسواني ، حيث يسحب حوالي سبع وسبعون جمل المياه من داخل البئر ، في إحدى وثلاثون حاملة.[1] ، [2]
اهم آثار مدينة تيماء
مدينة تيماء السعودية ، التي تقع في اتجاه الجنوب الشرقي لمنطقة تبوك ، والتي تعد واحدة من إحدى المناطق الأثرية ، والتاريخية ، التي يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الاسلام ، حيث تضم في طياتها العديد من المواقع الأثرية ، والمعالم السياحية ، التاريخية ، والعديد من النقوش الحجرية التي تدل على حضارات عريقة.
وقد كانت تيماء مركزا تجاريا ، واقتصاديا كبيرا ، حيث تمتعت بخصوصية التربة ، ووفرة المياه ونقائها ، واعتدال مناخها ، فأصبحت تيماء من أهم المدن في شمال شبه الجزيرة العربية.
تم ذكر اسم تيماء في الكتابات المسمارية الآشورية ، والبابلية ، والآرامية ، وكذلك الكتابات النبطية ، كما كان يزيد بن أبي سفيان وال عليها أثناء عهد رسول الله ، وكانت تيماء منطلقا الفتوحات الإسلامية.
وقد زاد تيماء شهرة ، ظهرها بالعديد من الأماكن الأثرية ، واهمها ؛
بئر هداج ؛ الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من 2500 عام ، وما زال ينضح مياهه النقية ، والعذبة.
السور الخارجي ؛ ويعد من أطول الأسوار المذكورة على مر التاريخ ، حيث يبلغ طوله أكثر من عشرة كيلومتر ، ويصل ارتفاعه إلى أكثر من عشرة أمتار ،كما أن عرضه يتراوح ما بين متر الى مترين طول.
قصر الرضم ؛ وهو حصن يشمل في وسطه بئر من الحجارة المصقولة ، ويعود تاريخ وجود القصر إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. [3]
المراجع