تُعدّ البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosoma) والمعروفة أيضاً بالمثقوبة الدموّية (بالإنجليزية: Blood fluke) من الديدان المسطحة (بالإنجليزية: Platyhelminthes)، وتتميز عن بقيةالديدانالمُسطحة بكونها ثُنائية المَسكَن، أو مُنفصلة الجِنس (بالإنجليزية: Dioecious)؛ وفي الحقيقة تُعدّ البلهارسيا من الطُفيّليات المُسببة لداء البلهارسيات (بالإنجليزية: Schistosomiasis) لدى الإنسان، ويُعدّ هذا المرض من الأمراض الطفيّلية الشائعة.
ينتشر مرض البلهارسيا في المجتمعات الفقيرة والريفية، وذلك بسبب سوء الصرف الصحيّ، وقلة مصادر المياه الصالحة للشرب، كما أنّه ينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وخاصةً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sub-Saharan Africa)، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء في مجتمعات الصيد، والمجتمعات الزراعيّة اللواتي يقمنّ بالأعمال المنزلية كغسل الثياب باستخدام المياه الملوّثة والناقلة للعدوى مُعرّضات للإصابة ببلهارسيا الأعضاء التناسلية الأنثوية، كما أنّ الهجرة إلى المناطق الحضريّة، وازدياد عدد السكان وما يُرافقه من الحاجة إلىالماءوالقوة لعمل مشاريع تنمويّة، وتعديلات بيئية أدّت إلى تسهيل انتشارها،وفيما يلي تفصيل لطريقة انتشارها:
غالباً لا تظهر أيّة أعراضٍ خلال اختراق السركاريا لجلد الإنسان، إذ يبدأ ظهورها بعد تكوّن البيض، والذي يُقدر بحواليّ شهر إلى شهرين من بعد دخول السركاريا إلى جسم الإنسان، ونذكر من هذه الأعراض ما يلي؛الحمّى، والقشعريرة، والسعال، وألم فيالعضلات، وفي الحقيقة إنّ أعراض المرحلة الحادة من البلهارسيا مُشابهة لأعراض داء المصل (بالإنجليزية: Serum Sickness)، والتي تُعرف بحُمّى الكتاياما (بالإنجليزية: Katayama fever)، وهي كما يلي
إنّ الأعراض المزمنة لمرض البلهارسيا تظهر بعد عدّة شهور وسنوات، وتحدث بسبب التهابٍ ونُدَبٍ في الأنسجة المختلفة، يسببه الجهاز المناعي للجسم استجابة لوجود البيض، ومن هذه الأعراض ما يلي:
في الحقيقة لا يوجد أيّ لقاحٍ ضد البلهارسيا، ولكن يمكن اتباع بعض الخطوات للوقاية من الإصابة بها، ومنها ما يلي:
يتم تشخيص الإصابة بمرض البلهارسيا من خلال أخذ عينات من بول أوبُرازالشخص المصاب، وفحصها باستخدام المجهر الإلكترونيّ، للكشف عن وجود بيض أيّ نوّعٍ من أنواع ديدان البلهارسيا، وتجدر الإشارة إلى أنّ البيض غالباً ما يخرج بشكلٍ مُتَقطعٍ ويكميّات قليلةٍ، مما يجعل اكتشافه أمراً صعباً، لهذا قد يُلجأ إلى إجراء فحصٍ عن طريق أخذ عيّنةدم.
"