يقوم جهاز المناعة (بالإنجليزية: Immune System) بمهاجمة الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم، مثلالفيروسات، والبكتيريا، والطُفيليّات، وذلك بإنتاجه لأجسام تُعرف بالأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) لتقوم بالقضاء عليها، وفي حالات تناول الإنسان بعض أنواع الأدوية بما فيها تلك المخصصة للقضاء على هذه الأجسام الغريبة فإنّ جهاز المناعة عن طريق الخطأ يقوم بمهاجمة الدواء، مُسبّباً حدوث التهاب، تظهر أعراضه على المصاب ضمن ما يُعرفبحساسية الدواء(بالإنجليزية: Drug Allergy)، وفي الحقيقة قد يُعاني الشخص من حساسية الدواء عند تناوله لأول مرة، وقد يُعاني منها بعد تناوله الدواء لعدة مرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ حساسية الدواء قد تكون بسيطة وخفيفة فلا يُلاحظ المصاب ظهور أكثر منطفح جلديّ(بالإنجليزية: Rash)، وقد تكون خطيرة للغاية وتُهدّد حياة المصاب، وعندها قد تظهر الحساسية بعد تناول الدواء ببضع دقائق، وقد تظهر أعراض التحسس بعد مُضيّي ما يُقارب 12 ساعة على تناوله. ومن الجدير بالذكر أنّ التحسس من الأدوية لا يُعدّ أمراً شائعاً، إذ تُقدّر نسبة الأشخاص الذين يُعانون منه بما يُقارب 5-10% من الذين يتناولون الدواء ذاته.
في الحقيقة يمكن تصنيف الأعراض التي يُعاني منها المصابون بالتحسس من الأدوية بحسب نوع التحسس، وفيما يأتي بيان ذلك:
عندما يُصاب الشخص بالتحسس المتواسط (المرتبط) بالجلوبيولين المناعي (بالإنجليزية: IgE-Mediated Reaction)، فإنّ جهاز المناعة يُفرز الجسم المضاد المعروف بالغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: IgE)، والذي بدوره يُهاجم الدواء المعنيّ، وعند التعرّض لهذا الدواء مرة أخرى، تتذكر الأجسام المضادة هذا الدواء فتُفرز مواد معينة مثلالهيستامين، وإنّ طريقة تأثير هذه المواد بالخلايا والأعضاء هي ما يُسبّب ظهور الاعراض، ومن أشهر الأعراض والعلامات التي تظهر في مثل هذا النوع من التحسس ما يأتي:
يُعدّفرط الحساسية الآجلأو المتأخر (بالإنجليزية: Delayed Hypersensitivity Reaction) أحد أنواع التحسس من الأدوية، وفي هذا النوع من التحسس يستجيب الجهاز المناعيّ بتحفيز نوع آخر من خلاياه، والمعروفة بالخلايا التائية (بالإنجليزية: T cell)، وحقيقةً يُعدّ هذا التفاعل التحسسيّ تجاه الأدوية أبطأ بكثير منالتفاعل التحسسيّالمرتبط بالجلوبيولين المناعيّ، إذ يحدث هذا التحسس خلال بضعة أيام أو أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أنّ تحفيز الخلايا التائية يتسبب بإطلاق بعض المركبات في الجسم مثل السيتوكينات (بالإنجليزية: Cytokines) والإنترلوكين (بالإنجليزية: Interleukins)، وعلى الرغم من أنّ هذه المركبات غالباً ما تؤثر في الجلد، إلا أنّها قد تؤثر في الكبد، والرئتين، والكلى، والقلب، ويمكن بيان أهمّ الأعراض التي تظهر عند التعرّض لهذا النوع من التحسس فيما يأتي:
يُعتبر فرط الحساسية المتوسط للمركب المناعي (بلإنجليزية: Immune Complex Reaction) أحد أشكال التحسس من الأدوية، وسًمّي بهذا الاسم لأنّ جهاز المناعة يقوم بإنتاجأجسام مضادةترتبط بالأدوية في عملية ارتباط الجسم المضاد بمولّد الضد، وبهذا يتكون مركب جديد، وغالباً ما تتمثل أعراضه بظهور أعراض جلدية على شكل آفات جلدية، أو كدمات، بالإضافة إلى الطفح الجلديّ، وألم المفاصل وانتفاخها، وانتفاخ العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph Nodes)، والإصابة بالحمّى.
هناك بعض الأدوية التي تُسبّب حساسيةً للأشخاص الذين يتناولوها، ومن أشهر الأدوية المُسبّبة لذلك ما يأتي:
يُشخّص الطبيب المختص الإصابة بتحسس الأدوية عن طريق إجراء الفحص البدنيّ (بالإنجليزية: Physical Examination)، بالإضافة إلى معرفة التاريخ الصحيّ للمصاب من حيث وقت ظهور الأعراض، ومدى تحسّنها أو ازديادها سوءاً، بالإضافة إلى معرفة وقت تناول الدواء ونوعيته، إلى جانب ذلك قد يُجري الطبيب بعض الاختبارات، نذكر منها ما يأتي: