مفهوم المواقع الأثرية
المواقع الأثرية هي المواقع التي تضمن شواهد ودلائل قديمة مر عليها مئات السنين أو آلاف، إذ يقوم الباحثين بدراستها للتعرف على سلوك ساكنيها أو مؤسسيها والتعرف على حياتهم وعلمهم الذي تركوه إرث للأحفاد ولمن هم قادمين، كما توظف هذه الآثار في خدمة البشرية إما سياحياً أو معرفياً من أجل التعلم أو الاستمتاع، وتعرف الآثار بشكل عام بأنها الأشياء التي قدمها الإنسان أو صنعها أو استخدمها قديما وكان فيما أمر مميز يدل على الفن أو الحضارة أو الفكر العظيم.
والآثار الإسلام ية هي الآثار التي يغلب عليها الطابع الإسلامي سواء مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة المباركين، أو الأماكن التي شيدها المسلمين في عصر صدر الإسلام أو بعد ذلك، والتي تدل على التراث والحضارة الإسلامية أو المواقع التي شهدت أهم الغزوات أو الاتفاقيات التاريخ ية القديمة.
المنطقة التي تتميز بالآثار التاريخية الإسلامية القديمة
تعتبر منطقة تبوك هي المنطقة التي تتميز بكثرة الآثار الإسلامية القديمة، كما تتميز تبوك بالمزيد من المقومات الجغرافية والمناخية التي يجعلها مقصد للسائحون فهي تجمع بين عراقة الماضي وجمال الحاضر، إذ تقع تبوك بين سهل وجبل وتزينها الآثار القديمة[1].
تقع منطقة تبوك بين صحراء النفود شرقاً وبين البحر الأحمر غرباً، كما تتميز بأن خمسة من محافظات المدينة تقع على البحر الأحمر وهم حقل وضباء والوجه وأملج والبدع، كما أن الطابع الصحراوي الساحر والكثبان الرملية تسيطر على أغلب المدينة.
تعتبر مدينة تبوك أحدى أكبر مدن المملكة العربية السعودية، الواقعة في الجهة الشمالية، كما تمتاز المدينة بالعراقة والأصالة حيث يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 500 قبل الميلاد، ولكن ترجع بتسميتها بتبوك إلى عصر صدر الإسلام، لما شهدته من غزوات ومن مشاهد إسلامية وتاريخية مميزة.
وعلى الرغم من الطبيعية الرملية للمدينة، إلا أنها من أكثر المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، حيث تسيطر الزراعة على 70% من المساحة الكلية للمنطقة، إذ ترجع كثرة الزراع في تبوك إلى توافر المياه وكثرتها، فتبوك هي المصدر الرئيسي للمياه في المنطقة، حيث أن لديها طبيعة جيولوجية تمتاز بقدرتها على تخزين المياه والاحتفاظ بها، ومن أشهر المحاصيل التي تزرع في تبوك القمح والخضروات والفاكهة، كما تملأ المدينة بالورد الذي يصدر إلى الكثير من دول العالم.
أهمية مدينة تبوك التاريخية
تعتبر المملكة العربية السعودية كلها تاريخ وحضارة، فكل أراضيها مقدسة، وكل معالمها عظيمة، فقد مر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الكثير من أراضيها وشرفت الكعبة المشرفة مكة والمسجد النبوي المدينة، ولا تقل تبوك قيمة تاريخية عن أي منطقة في بلاد الحجاز، بل إنها من من أعرق المدن التاريخية التي تعتبر شاهد ودليل على عبور الرسول الكريم فيها. حيث إن غزوة تبوك الواقعة في العام التاسع من الهجرة كانت في هذه المنطقة ضد القبائل النصرانية التي كانت تحمل حقد كبير ضد المسلمين، وانتهت الغزوة بهزيمة الكفار وفوز المسلمين، كما يقول عنها الرسولإنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك.
يقول ابن بطوطة عن تبوك ونزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال داخلها مفقود وخارجها مولود وبعد مسيرة يومين نزلنا ذات الحاج وهي حسيان لا عمارة بها ثم إلى وادي بلد ولا ماء به ثم إلى تبوك وهو الموضع الذي غزاه الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء حتى نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها فجاءت بالماء المعين.
الآثار الإسلامية في منطقة تبوك
تتميز مدينة تبوك بأنها قطعة مميزة مليئة بالمعالم الإسلامية القديمة والتي تتجلى فيمها عراقة الماضي وعظمته، ولاسيما أن كثيراً من السياح يقصدوا تبوك لمشاهدة هذه الآثار المميزة، ومن بين المعالم الإسلامية في تبوك[2]:
متحف تبوك
يعتبر متحف تبوك الاثار القديمة في السعودية ومن أهم المعالم الإسلامية في مدينة تبوك، حيث إن المتحف هو قلعة تبوك القديمة، التي طالما اعتبرت حصن منيع ضد العدوان، ولكنها تحولت لمتحف عظيم يضم الأقوال والآثار التاريخية التي وردت عن تبوك في التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مروراً بالعصر الأموي والعصر العباسي والعثماني، وكل ما يخص المدينة حضارياً وجغرافياً.
مسجد التوبة
مسجد التوبة أو المسجد الأثري كما يطلق عليه، ترجع نشأته إلى غزوة تبوك، حيث يعتبر من اثار وطني المملكة العربية السعودية العظيمة وذلك في العام التاسع الهجري، حيث قام فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عشر ليال كاملة، ولكنه لم يكن مسجداً بهيئته، بل كان مبني من الطين وسعف النخل، حتى جاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وقام ببنائه على الطراز الأموي، ثم تم تطوير بناء المسجد في العهد العثماني عام 1062 هجرياً، والموافق 1651 ميلادياً.
جبل اللوز في تبوك
جبل اللوز يعتبر أحد أهم الجبال في المملكة العربية السعودية، إذ أنه من أعلى القمم الجبلية في المنطقة، ويسمى بجبل اللوز نسبة لشجيرات اللوز التي توجد على جانبي الجبل كما تعلوا قممه الثلوج المميزة، كما أن جبل اللوز يبعد عن العاصمة الإدارية لتبوك بمقدار 200 كيلومتر غرباً، ويعتبر الجبل مميزاً تاريخياً وإسلامياً وحضارياً ومقصد سياحي مميز، حيث هناك المزيد من النقوش الإسلامية التي حفرت على الجبل وكثيراً من المعالم التي أشارك لمرور مواقف تاريخية عظيمة على جانبيه.
محطة سكة حديد الحجاز
محطة سكة حديد الحجاز من الآثار المميزة في تبوك والتي تقع في الشمال الشرقي من قلعة تبوك، وهناك كثيراً ممن يربطها بالآثار الإسلامية لأنها كانت تربط بين دمشق والمدينة المنورة، إلى أن تم تدميرها أثناء الحرب العالمية الأولى ومن الجدير بالذكر أن أول قطر أنطلق منها كان عام 1906 هجرياً، في عهد الدولة العثمانية.
الحصون العثمانية في تبوك
القلاع والحصون أهم شاهداً تاريخياً على ما عانته المدن والدول من حروب وعدوان من الطامعين، ومن المتعارف عليه أن المملكة كلها مقصد لكل الغزاة على مر التاريخ ولكن كان الله خير حامياً ورجالها جيوش تتصدى لكل عدوان، حيث أن مدينة تبوك مليئة بالحصون والقلاع التي بنيت بهدف حماية حجاج بيت الله الحرام من أي أذى، ليكونوا في مأمن من كل شر أو حرب.
عين تبوك
عين تبوك أو كما يطلق عليها عين السكر هي عين تاريخية، وهي من أهم المعالم الأثرية في المملكة العربية السعودية، يعود عهدها للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفترة بعثته المباركة، واستمرت العين موجودة لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بعمل وة تحمي العين من الرمال الكثيفة التي تسيطر على المدينة كلها، إذ استمرت وكانت مقصد لحجيج البيت القادمين من دمشق والشام، وقد ذكرها الرحالة ابن شجاع المقدسي في وصفه لمدينة تبوك عام 623هـ إذ قال عنها إن بها ماء ينبع ومسجد يزار.
المراجع
الاثار
السياحة في السعودية