تُعدُّ الحمَّى أوارتفاع درجة الحرارةعند الأطفال عرضاً وليست مرضًا بحدِّ ذاته، إذ إنَّها تدلُّ على إصابة الطفل بمرض بسيط أو خفيف في معظم الحالات، فهي تساعد الجسم على محاربة العدوى، إذ تُعدُّ الحمَّى تفاعل الجسم الطبيعي والصحِّي مع الإصابة بالعدوى أو أيَّة أمراض أخرى سواءً كانت خفيفة أو شديدة، ويمكن تعريف ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال على أنَّها زيادة في درجة حرارة جسم الطفل عن المستوى الطبيعي الذي يتَّصف بالتفاوت قليلاً، إلا أنَّ درجة الحرارة التي تزيد عن 38 درجة مئويَّة تُعدُّحمَّى، وعلى الرغم من أنَّ ارتفاع درجة حرارة الطفل قد يكون مخيفاً بعض الشيء، إلا أنَّ هذا الارتفاع لا يُعدُّ مؤذياً، ومن الضروري ملاحظة أيَّة أعراض أخرى يعاني منها الطفل لتحديد مدى خطورة الحالة الصحِّية.
وفي هذا السياق يجدر العلم أنَّ ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال يعزى غالباً إلى أسباب غير خطيرة في معظمها، ويمكن معالجتها والسيطرة عليها في المنزل، إذ تعود درجة الحرارة إلى وضعها الطبيعي بمجرد زوال العدوى أو الأسباب الأخرى للحمَّى كلياً، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الحمَّى سيستمر مفعولها بغضِّ النظر عن العلاج، أي أنَّ الارتفاع في درجة الحرارة سيأخذ مجراه لحين زوال المسبِّب بالرغم من خضوعه للعلاج.
ولمعرفة المزيد عن ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يمكن قراءة المقال الآتي: (ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل).
يهدف خفض درجة الحرارة عند الأطفال إلى جعل الطفل مرتاحاً عند معاناته من الحمَّى، ويساعد على ذلك اتباع بعض النصائح التي تتضمَّن ما يأتي:
إنَّ ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال الأصحَّاء لا يحتاج بالضرورة إلى علاج دوائي، إذ إنَّ خفض درجة الحرارة لدى الأطفال لا يساعد على التخلُّص من مسبِّب الحمَّى بشكل أسرع، إلا أنَّ الإيجابيَّة الوحيدة لخفض درجة الحرارة لدى الأطفال هي أنَّه يساعد على شعورهم بالراحة والتحسُّن، ويمكن ذلك من خلال استخدام خافضات الحرارة (بالإنجليزية: Antipyretic)، فهي أدوية لا تؤثِّر في العدوى أو الاضطرابات الأخرى المسبِّبة لارتفاع درجة الحرارة، وعادة ما يتم استخدام الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) عن طريق الفم أو على شكل تحاميل، أوالآيبوبروفين(بالإنجليزية: Ibuprofen) عن طريق الفم، فهي خافضات حرارة متاحة دون وصفة طبِّية، ومن الضروري إعطاء الطفل الجرعة المناسبة وفي الوقت المناسب، إذ يتم تحديد الجرعة من قبل الطبيب أو من خلال اتباع التعليمات المتعلِّقة بالجرعات الموجودة على علبة الدواء، إذ إنَّ إعطاء الطفل كمِّية أقل من الدواء أو عدم تكرار الدواء في الوقت المطلوب قد يتسبَّب في عدم فعاليَّة الدواء، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص يفضِّلون استخدام الأسيتامينوفين بدلاً من الآيبوبروفين، وذلك لأنَّ الآيبوبروفين قد يتسبَّب في تهيُّج بطانةالمعدةإذا استُخدم لفترات طويلة، وعلى الرغم من أمان وسلامة استخدام هذه الأدوية، إلا أنَّ استخدامها بجرعات عالية أو بشكل متكرِّر يؤدِّي إلى الإصابة بفرط الجرعة.
وفي الحقيقة يُعدُّ استخدام خافضات الحرارة أمراً ضرورياً لدى الأطفال المصابين باضطرابات في القلب، أو الدماغ، أو الرئتين، أو الأعصاب، أو لديهم تاريخ صحِّي يتضمَّن المعاناة من النوبات نتيجة الإصابة بالحمَّى، إذ إنَّ خافضات الحرارة تقلِّل من الجهد الواقع على الجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، ومن الجدير بالذكر أنَّه من الممكن إعطاء الأسيتامينوفين أو الآيبوبروفين للرُّضع كعلاج وقائي لمنع إصابتهم بالحمَّى بعد حصولهم على المطاعيم، إلا أنَّ ذلك يُعدُّ نادراً، وينبغي التنبيه إلى أنَّه تم التوقُّف عن استخدام الأسبرين كلياً في خفض درجات الحرارة، وذلك لما يسبِّبه من اضطراب خطير يعرف بمتلازمة الراي (بالإنجليزية: Reye syndrome) نتيجةً لتفاعله مع بعض أنواع العدوى الفيروسيَّة، مثل:الإنفلونزا، وجدري الماء، إذ إنَّ العدوى التي تتسبَّب في المعاناة من الحمَّى غالباً ما تكون فيروسيَّة فهي الأكثر شيوعاً، وفي بعض الأحيان تكون العدوى بكتيريَّة، عندئذٍ يتم استخدامالمضادَّات الحيويَّةفي علاج هذا النوع من العدوى فقط دون العدوى الفيروسيَّة، إذ لا تستطيع المضادَّات الحيويَّة التخلُّص من الفيروس المسبِّب للعدوى.