ُتشكل التصبغات الجلدية حالةً جلديةً شائعةً تصيب الناس من مختلف الأعراق، وقد تُؤثر بشكل موضعي أو معمم حسب الحالة المسببة، وهي تنتج إمَّا عن زيادة الميلانين وهو الصباغ الذي يعطي للبشرة لونها أو عن زيادة الخلايا الميلانينية المنتجة له أو عن أسباب أخرى، وقد تطورت طرق علاجها وإزالتها بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة ومنها إزالة التصبغات الجلدية بالليزر وهو ما سيتمُّ التحدث عنه بشكلٍ مفصلٍ في هذا المقال بعد الحديث عن أسباب التصبغات الجلدية.
للتصبغات الجلدية العديد من الأسباب، ويؤثر في ظهورها لونُ البشرة؛ فهي عند البيض أوضح بسبب لون بشرتهم الفاتح، وقد يكون السبب الكامن ورائها موضعيًا يؤثر على الجلد فقط أو جهازيًا يشمل العديد من الأعضاء بما فيها الجلد، وفيما يخص الأسباب الأكثر شيوعًا:
سبق الذكر أنَّ السبب المؤدي للتصبغات قد يكون موضعيًا أو جهازيًا والأخطر هو الثاني وذلك يشملداء أديسونوداء الصباغ الدموي ومن أعراض داء أديسون فرط التصبغ في طيات الجلد، الشفاه، المرفقين والركبتين، المفاصل، أصابع القدمين وباطن الخد، بالإضافة إلى أعراض أخرى يجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا لاحظ أيًّا منها، وتشمل على:
أمَّا فيما يخصُّ داء الصباغ الدموي فهو حالة وراثية تؤدي إلى زيادة مخزون الجسم من الحديد، الذي قد يترسب في العديد من الأعضاء ومنها الجلد، بالإضافة إلى أعراض أخرى منها:
في إزالة التصبغات الجلدية بالليزر يتمُّ استخدام أشعة مستهدفة من الضوء لتقليل فرط التصبغ، وهناك نوعان من الليزر المستخدم لذلك الليزر الجاذ أو الاستئصالي وغير الجاذ، ويعد الأول أكثر شدةً ويشتمل على نزع طبقات من الجلد، ومن ناحية أخرى يستهدف الليزر غير الجاذ الأدمة ويعزز من تركيب الكولاجين ونمو البشرة، ومع أنَّ أشعة الليزر الجاذة أقوى، لكنَّها قد تسبب المزيد من الآثار الجانبية، وكلاهما يعملان من خلال تدمير العناصر الموجودة في البشرة لإعادة نمو جديد أفضل لخلايا الجلد
هنا تكمن إحدى العقبات فلا يمكن تطبيق الليزر عند جميع الأشخاص، علاوة على أنَّ الليزر الجاذ قد يعمل بشكلٍ أفضل عند الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، ومن جهة أخرى قد يسبب الليزر غير الجاذ عند بعض الأشخاص زيادةً في التصبغ بدلًا من تخفيفه، لذلك هنا يكمن دورطبيب الأمراض الجلدية الذي عليه تقييم الحالة بالاعتماد على المسبب ولون البشرة واستعمال الطريقة المناسبة في إزالة التصبغات الجلدية.
لا بدَّ بدايةً من استشارة طبيبٍ مختصٍ في الأمراض الجلدية وإن تطلب الأمر آخرَ مختصٍ بالجراحة التجميلية، ثمَّ سيقوم الطبيب بتقييم الحالة وأخذ قصة مرضية وإجراء الاستقصاءات اللازمة، وهنا من المهمّ إخبار الطبيب في حال الإصابة بأية قرحات أو بثور، ومن جهة أخرى على الطبيب إخبار المريض بتجنب بعض الأدوية أو الأغذية التي قد تؤثر على عملية تخثر الدم مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أو فيتامين E لمدة 10 أيام قبل الجراحة، كما يجب إيقاف التدخين قبل أسبوعين من الإجراء وبعده وذلك لأنَّ التدخين يمكن أن يطيل عملية الشفاء، وأخيرًا قد يصف الطبيب بعض الصادات الحيوية أو المضادات الفيروسية تجنبًا لأي إنتانٍ جرثومي أو فيروسي محتمل.
سبق القول بأنَّه لا يمكن استخدام هذه الطريقة عند كل الأشخاص، كما أنَّ لهذه الطريقة في العلاج عدة مضاعفات قد تحدث اثناء العلاج أو بعده ومنها:
ينبغي معرفة أنَّ العلاج بالليزر ليس الحل الوحيد للتصبغات الجلدية، فالعلاج الطبي لها يعتمد على السبب الكامن وراء فرط التصبغ، كعلاج داء أديسون أو إيقاف الدواء المسبب مثلًا، وقبل البدء بالعلاج لا بدَّ من التشخيص الدقيق للسبب وهذا الأخير قد يكون واضحا في بعض الاحيان كما هو الحال إذا كان السبب تعرضًا لأشعة الشمس أو الكلف وغيرها، في حين أنَّ بعض الأسباب تحتاج إجراءات أكثر للتشخيص، لينتقل الأمر بعدها إلى العلاج الطبي المتاح الذي قد يشمل بالإضافة إلى العلاج بالليزر: