يطلق مصطلح مرض السكر (بالإنجليزية: Diabetes) على مجموعة من الحالات المختلفة التي تتمثل في عدم قدرة الجسم على المحافظة على مستويات طبيعية وصحية للجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم بشكل كبير،ومن أنواعه الأكثر شيوعاًمرض السكرمن النوع الأول، ومرض السكر من النوع الثاني، ومرض السكري الحملي (بالإنجليزية: Gestational diabetes).
يعدالجلوكوز(بالإنجليزية: Glucose) نوعاً من أنواع السكر يتم الحصول عليه بشكل رئيسي من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل: الخبز، والفواكه، والبطاطا، ويستخدمه الجسم كمصدر للطاقة، إذ إنَّه عند تناول هذه الأطعمة ينتقل الطعام من المريء إلى المعدة، ويتحطم الطعام هناك إلى قطع صغيرة بواسطة الإنزيمات والأحماض، وخلال هذه العملية يتم إطلاق سكر الجلوكوز الذي ينتقل إلى الأمعاء، إذ يتم امتصاصه وانتقاله إلى مجرى الدم، ولأنَّ السكر ينتقل عبر الدم إلى الخلايا يطلق عليه اسم سكر الدم (بالإنجليزية: Blood sugar).
وبمجرد وصول الجلوكوز إلى الدم يحفز البنكرياس لإنتاجالإنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس -العضو الذي يقع خلف المعدة ويفرز العديد من الإنزيمات الهاضمة الأخرى-، إذ يتحكم الإنسولين في كمية السكر في الدم، ويساعد على انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، ليتم تحويله إلى طاقة واستخدامه بشكل فوري، أو تخزينه على شكل غلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) أو دهون واستخدامه عند الحاجة.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ مستويات السكر تختلف خلال اليوم، حيث تزداد بعد تناول وجبات الطعام، ثم تنخفض إلى مستواها السابق بعد تناول الوجبة بساعتين تقريباً، وعندئذٍ ينخفض إنتاج الإنسولين، وعلى الرغم من أنَّ هناك العديد من الأشخاص يمتلكون مستويات من السكر تفوق الحد الطبيعي، إلا أنَّ هذا الارتفاع غير كافٍ لتشخيصهم بمرض السكر، وتعرف هذه الحالة بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes)،وفي هذا السياق يجدر بيان أنَّ مقدمات السكري تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون منمقاومة الإنسولين؛ وهي حالة تحدث عندما لا تتمكن الخلايا الموجودة في العضلات، والكبد، والدهون من الاستجابة بشكلٍ جيد للإنسولين، وعدم القدرة على سحب الجلوكوز من الدم بسهولة، أو لدى الأشخاص الذين لا يتم إنتاج الإنسولين لديهم من قبل خلايا بيتا في البنكرياس، وبالتالي يبقى جزء من الجلوكوز في الدم بدلاً من دخوله إلى الخلايا، ومع مرور الوقت يتطور الأمر ليصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني.
يُعتقد أنَّ سبب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول يعزى إلى خليط من العوامل البيئية غير الواضحة والاستعدادات الجينية مستبعدين أن يكون لعامل الوزن دور في هذا المرض، إذ إنَّ السبب الدقيق لحدوث هذا المرض لا يزال غير معروف، إلا أنَّ المعروف حتى الآن أنَّ ما يحدث في مرض السكر من النوع الأول هو مهاجمةالجهاز المناعيالذي يحارب الفيروسات والبكتيريا الضارة للخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس مسبباً تدميرها،إذ إنَّ مرضى هذا النوع لا يُنتَج الإنسولين في أجسامهم، أو يتم إنتاجه بكمية قليلة جدّاً، لذلك يُطلق على هذا النوع اسم السكري المعتمد على الإنسولين (بالإنجليزية: insulin-dependent diabetes)، إذ يعتمد المصابين بهذا النوع على استخدام حقن الإنسولين بشكل كلي للبقاء على قيد الحياة، وبالرغم من أنَّ هذا النوع قد يظهر في أي عمر، إلا أنَّه عادة ما يتم تشخيصه لدى الأطفال والشباب، وفي حال وجود خلايا منتجة للإنسولين في وقت التشخيص فإنَّه غالباً ما يتم تدميرها بشكل كامل خلال خمس إلى عشر سنوات.
يعاني المصابونبالنوع الثاني من مرض السكرالذي يعتبر أكثر أنواع مرض السكر شيوعاًمن عدم استجابة أجسامهم للإنسولين بشكل صحيح،مما يعني إصابتهم بمقاومة الإنسولين، لذلك تكون مستويات كل من الإنسولين والجلوكوز مرتفعة عند التشخيص في أغلب الأحيان،إذ يستطيع مريض السكري من النوع الثاني إنتاج الإنسولين في المراحل الأولى من المرض، إلا أنَّ هذه العملية تتوقف في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أنَّ هذا النوع قد يحدث في أي عمر حتى في مرحلة الطفولة، إلا أنَّه يحدث غالباً لدى متوسطي العمر وكبار السن.
هناك بعض النظريات التي تفسر سبب حدوث السكري الحملي على الرغم من أنَّ سببه غير معروف حتى الآن، حيث تنتج المشيمة التي تزوِّد الجنين بالماء والمواد الغذائية بعض الهرمونات التي توقف تأثير هرمون الإنسولين، مثل: الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)،والإستروجين، ومحفز الإلبان البشري المشيمي (بالإنجليزية: Human placental lactogen)، إذ إنَّ هذه الهرمونات مهمة لاستمرار الحمل، وتبدأ هذه الحالة في الفترة الواقعة ما بين الأسبوع الـ20-24 من الحمل عادة، وباستمرار نمو المشيمة يزداد إنتاج هذه الهرمونات مما يعني زيادة خطر المعاناة من مقاومة الإنسولين، وفي هذه الحالة يحاول البنكرياس إنتاج المزيد من الإنسولين للتغلب على مقاومة الإنسولين، إلا أنَّ كمية الإنسولين المنتجة غير كافية للتغلب على تأثير هرمونات المشيمة، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابةبالسكري الحملي.
هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الأول على الرغم من أنَّ سبب حدوثه غير معروف، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:
توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، إذ لم يستطع الباحثون إلى الآن إدراك السبب الكامن وراء إصابة بعض الأشخاص بمقدمات السكري وبمرض السكري من النوع الثاني بينما لم يُصب غيرهم، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:
قد يحدث السكري الحملي لدى أي امرأة أثناء الحمل، إلا أنَّ هناك بعض العوامل التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة به، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي: