الفرق بين الحلم والرؤيا وآداب رؤية الخير أو الشر في الرؤيا ، هناك فرق كبير بين الحلم والرؤيا؛ فالحلم هو من هواجس الإنسان وما يرغب في تحقيقه ويكون من الصعب عليه في الحياة الواقعية أو أنه هناك العديد من الأمور النفسية التي تؤرقه ولا يعرف كيف يتحدث عنها أو يشاركها مع الغير فعادة ما تظهر له في إحلامه وتطارده وتزيد عليه أوجاعه وقد تكون في الكثير من الأحيان لا تعد أن تكون أمراض نفسية يجب على الشخص علاجها.
أما عن الرؤيا فهي من عند الله يختص بها عبادة الصالحين الذين لديهم قدر من الشفافية والطاعة في العبادة والتقرب من الله الذي يعطيهم قدر بسيط من علمه على أمور معينة تتعلق بحياتهم الشخصية أو بأحد الأقارب وهي في الكثير من الأحيان حقيقية وحادثة لا محالة وفي الغالب يؤخذ بها والاستعانة بتفاسيرها على الحياة.
الرؤيا من كلمة رأى وهو ما يراه الشخص في المنام وعاده ما تكون من الرؤى المأخوذ بها لأنها لا تأتي إلا للأنبياء والمرسلين والأشخاص الصالحين الذين اختصهم الله برحمته وعلاقتهم بالله علاقة طيبة قائمة على العبادة والقرب من الله والإيمان الشديد به. ومن أكثر الشواهد على أن الرؤيا حق وأن ما يأتي بها هو حاصل لا محالة ما أتي في القرأن الكريم في قصة سيدنا يوسف في السجن عندما رأى شخصان في السجن إحداهما كان يعصر العنب للملك والأخر يحمل الخبز يأكل الطير منه وأن الله إختص تفسير الحلم للأنبياء والصالحين عندما كانت تفاسيره للحلمين حقيقية واقعة حدثت بالفعل وبعد ثلاثة أيام من الحلم تم إعدام الشخص الاول والثاني عاد إلى عمله مره أخرى كساقي الملك.
وفي الموقف الثاني عندما رأى سيدنا إبراهيم في الرؤيا أن يذبح أبنه سيدنا إسماعيل وأنها رسالة من الله وعليه الإمتثال لها عندما جاء في الكتاب الحكيم (فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
الحلم أو ما يراه الفرد في المنام هو كما جاء على لسان المفسرين المصريين القدماء في لسان حالهم في تفسير رؤيا الحاكم في مصر عن رؤيا البقرات الثمان والعجاف أنها من قبيل أضغاث الأحلام التي لايُعتد بها؛ أو من هواجس النفس البشرية التي لا قلق منها. وهي لا تعدو أن تكون من التأملات الخيالية التي يرغب الشخص في تحقيقها والتي لا يستطيع فعل ذلك على أرض الواقع أو قد تكون من قبيل الألم النفسي أو الإكتئاب الذي يشعر به الشخص من بعض الأمور في الحياة وأنه لا يجد من يشكي له أحواله أو يفجر الألم النفسي فيظهر له على هيئة أحلام في ظروف مختلفة وعادة ما لا يُعتد بها لأنها ليست حقيقة وتتطلب فقط العلاج النفسي إن لزم الأمر وتطور الوضع.