ذهب أهل العلم إلى أنّ رفع اليدين في الدعاء عموماً سنّةً مستحبةً، ومأثورةً عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد دلّ عليها أحاديث نبويّةً عديدةً، ومعلومٌ أنّ الدعاء عبادةً من العبادات، والعبادات في الإسلام لا نقوم بها إلّا بدليلٍ شرعي يُقرّها، وبيان المسألة على النحو الآتي:
ذهبت جمهور أهل الفقه والمذاهب المعتبرة إلى أنّ رفع اليدين بالدّعاء سنّةً، ومن الأدلة على مشروعية رفع اليدين بالدّعاء ما أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه، حيث أفرد لها كتاباً سمّاه (جزء رفع اليدين)، وقد استدلّ الإمام النووي -رحمه الله- بمصنّفه الأذكار بجملةٍ من الأحاديث التي تؤكّد استحباب رفع اليدين بالدعاء، وهي سنّةٌ يُظهر فاعلها خضوعه وضعفه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، ومن هذه الأدلة الشرعية قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه سلمان الفارسي رضي الله عنه: (إنَّ اللهَ حييٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفع الرَّجلُ إليه يدَيْه أن يرُدَّهما صِفْراً خائبتَيْن)، وذهب صاحب مغني المحتاج إلى سنيّة رفع اليدين بدعاء القنوت، وسائر الأدعية من باب حسن الاتباع، ويستحسن للدّاعي بسط يديه ورفعهما نحواً من صدره.
بيّن العلماء عدداً من المسائل المتعلّقة برفع اليدين في الدعاء، وفيما يأتي بيان البعض منها:
موسوعة موضوع