كان إبراهيم -عليه السلام- يعيش في العراق، وبعد محاولاتٍ عديدةٍ في دعوة قومه إلى عبادة الله تعالى، ونبذ الاصنام التي كانوا يعبدونها، ما كان من عبّاد الأصنام إلّا أن مكروا مكراً عظيماً، وألقوا إبراهيم -عليه السلام- في النار العظيمة؛ ليحرقوه فيها، ولكنّ الله -تعالى- أراد نجاته منها، كما قال الله تعالى: (وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ)، وبعد أن أنجى الله إبراهيم -عليه السلام- من قومه، هاجر هو وزوجته سارة وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى حرّان، ثمّ إلى مصر، وكان لوط -عليه السلام- قد فارقه، وتوجّه إلى أغوار الأردن بالقرب من فلسطين، وبعد ذلك هاجروا إلى الأرض المقدّسة في فلسطين، التي بارك الله -تعالى- فيها؛ فكانت مبعث الأنب
يقع الحرم الإبراهيميّ في مدينة الخليل، في فلسطين، ويعدّ من الأماكن الإسلاميّة المقدّسة، وثاني أهمّ الآثار الإسلاميّة في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك، وشُيّد المسجد الإبراهيميّ على يد هيرودوس الأدومي، ويقال إنّ اسمه حرد بن صالح الذي حكم المدينة في الفترة الواقعة ما بين العام السابع والثلاثين قبل الميلاد إلى العام السابع للميلاد، وقام ببناء السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام، ثمّ دفن فيها زوجته سارة، ودُفن مع ابنيه إسحاق ويعقوب عليهم السلام، وزوجاتهما رفقة ولائقة في تلك المغارة، وهذا ما جعل المغارة محطّ اهتمام المسلمين عبر العصورياء الذين أناروا الدنيا بشرائعهم، بالإضافة إلى بركة ترابها، وثمارها، وأنهارها