لقد تلمّس بعض العلماء الحكمة في نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان دون غيره من الأنبياء، ولهم في ذلك عدةُ أقوال:
يحكم عيسى عليه السلام بالشريعة المحمّدية، ويكون من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، فإنه لا ينزل بشرع جديد؛ لأن دين الإسلام خاتمُ الأديان، وباقٍ إلى قيام الساعة، لا ينسخ، فيكون عيسى عليه السلام حاكماً من حكام هذه الأمة، ومجدّداً لأمر الإسلام، إذ لا نبيّ بعد محمدٍ عليه الصلاة والسلام.
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامُكم منكم. فقلتُ القائل الوليد بن مسلم لأبي أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة: وإمامكم منكم. قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني؟ قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيّكم عليه الصلاة والسلام”. صحيح مسلم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة” صحيح مسلم.