السجود لفظٌ، لها معنيان؛ واحدٌ في اللغة، وآخرٌ في الاصطلاح وفيما يأتي بيانٌ لهما:
أجمع الفقهاء على أنّ سجود الإنسان للصنم، أو الشمس ونحوه ممّا خلق الله تعالى، كفر، يُخرج فاعله من ملّة الإسلام؛ إذا كان عاقلاً، وبالغاً، ومختاراً، ويستوي في ذلك إذا كان عامداً لفعله، أو هازلاً، كما أجمع الفقهاء -رحمهم الله- أيضاً على أنّ السجود لغير الصنم؛ كالملوك والجبابرة، أو أيّ مخلوقٍ آخر، هو من المحرّمات التي نهى الله -تعالى- عنها، ومن كبائر الذنوب، فإذا أراد الإنسان بفعله وبسجوده عبادة المخلوق الذي يسجد له، فقد كفر وخرج من الملّة، وإن لم يُرد بسجوده العبادة؛ ذهب فقهاء الحنفية إلى أنّه يكفّر مطلقاً، وذهب آخرون إلى القول: بأنّه إذا لم يرد بسجوده سوى التحية لا يكفر، وإن لم تكن له إرادة الكفر.
أمّا بالنسبة لسجود الصلاة، فقد وقع إجماع الفقهاء على فرضيته، وأنّه ركنٌ من أركان الصلاة، حيث دلّت على ذلك نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم، في حديث المسيء صلاته: (ثم اسجُدْ حتى تَطمَئِنَّ ساجِدًا)، كما أجمع الفقهاء على وجوب سجدتين في كلّ ركعةٍ من ركعات الصلاة، سواءً أكانت الصلاة فرضاً أم نافلةً، واتفقوا على أنّ السجود الكامل يكون بسجود المصلّي على سبعة أعضاءٍ، وهذه الأعضاء هي: الجبهة، والأنف، واليدين، والركبتين، والقدمين، ومن كمال السجود أن ترتفع أسافل العبد على أعاليه، ويكون كاشفاً وجهه ليباشر به إلى الأرض، وأن يطمئن في سجوده، وأن يعتدل في السجود، ويرفع ذراعيه عن الأرض، ولا يفترشهما، وينصب قدميه، ويوجه أصابع رجليه واليدين باتجاه القبلة، ويجافي بين مرفقيه وجنبيه، ويرفع بطنه عن فخذيه، ويفرج بين قدميه وفخذيه وركبتيه، وأن يضع راحتي يديه على الأرض مبسوطتين، ومضمومتي الأصابع، بعضهما إلى بعض، ومستقبلا بهما القبلة، ويضعهما حذو منكبيه.
يعتبر السجود من أعظم مراتب الخضوع، وأفضل درجات الخشوع، وهو من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، له العديد من الفوائد التي تعود على العبد بالخير في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:
موسوعة موضوع