تُعرّف الصلاة لغةً بالدعاء، أما اصطلاحاً فتُعرّف على أنها عبادة ذات أقوالٍ وأفعالٍ محدّدة تُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، ومن الجدير بالذكر أن الصلاة واجبةٌ بدليل القرآن الكريم، والسنة النبوية، وقد أجمع أهل العلم على أن وجوب الصلاة معلومٌ من الدين بالضرورة، فهي فرضٌ على كلّ مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ، ولا تجب على المجنون، أو الصغير، أو الكافر، وقد دلّ على وجوب الصلاة قول الله تعالى: (قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ)، وهي خمس صلوات في اليوم واليلة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- لما بعثه إلى اليمن: (فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ)، وعلى الرغم من أن الصلاة غير واجبة على الأطفال إلا إنه يجب على الوالدين أمر أبنائهم بالصلاة عند بلوغهم السابعة من العمر، وضربهم عليها عند بلوغهم العاشرة، وتجدر الإشارة إلى أن جحود الصلاة أو تركها كفرٌ وردّةٌ عن الإسلام، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (العَهدُ الَّذي بيننا وبينهم الصَّلاةُ، فمَن تركَها فَقد كَفرَ).
لا يوجد دراسات علمية ثابتة في الفوائد الصحية للصلاة على جسم الإنسان، ولكن بشكلٍ عام يمكن القول أن حركات الصلاة والسجود تزيد من مرونة عضلات الجسم، وتساعد على تمديد تلك العضلات.
بيّن أهل العلم أن كل ما جاءت به الشريعة الإسلامية من تكاليفٍ وعباداتٍ فإن فيه خير الدنيا والآخرة، حيث قال ابن القيم رحمه الله: "فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحِكَم، ومصالح العباد في المعاش والمعاد"، وقال العز بن عبد السلام رحمه الله: "التكاليف كلها راجعة إلى مصالح العباد في دنياهم وأخراهم"، فالشريعة التي بعث الله -تعالى- بها محمد -صلى الله عليه وسلم- هي حياة القلوب، وقرّة العيون، وهي النور، والشفاء، وقوام العالم، وسبب النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، ومن العبادات التي اشتملت عليها الشريعة الإسلامية الصلاة، وفي الحقيقة أن للصلاة العديد من الفوائد والمصالح، وفيما يأتي بيان بعضها:
موسوعة موضوع