مراكز العمران الحضري في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود - 28 ديسمبر, 2020
مراكز العمران الحضري في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

مراكز العمران الحضري في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
حسب نتائج تعداد السكان عام 1425هـ / 2004م توجد في منطقة القصيم 14 مدينة، يعيش فيها نحو 72% من إجمالي سكان منطقة القصيم، مقارنة مع 9 مدن عام 1413هـ / 1992م كان فيها نحو 63% من السكان، و 5 مدن عام 1394هـ / 1974م كان فيها نحو 38% من السكان، وهذا يعني وجود زيادة سريعة في التركز الحضري في المنطقة، وقد تحول عدد من مراكز العمران الريفي إلى مراكز حضرية، كما توسعت المراكز الحضرية السابقة توسعًا كبيرًا.
 
وعند تصنيف مراكز العمران الحضري حسب حجمها السكاني عام 1425هـ / 2004م يتضح وجود تباين كبير بينها من حيث الحجم السكاني؛ لذا لا يظهر بوضوح تأثير لمفهوم التراتب الحجمي؛ إذ يوجد فارق واسع بين المدينة والتي يليها؛ فعلى حين يبلغ عدد سكان مدينة بريدة - العاصمة الإدارية للمنطقة وأكبر مراكزها الحضرية - نحو 380 ألف نسمة؛ يبلغ عدد سكان مدينة عنيزة ثاني مدن المنطقة نحو 129 ألف نسمة، ثم تأتي مدينة الرس في المرتبة الثالثة بنحو 80 ألف نسمة، ثم مدينة البدائع بالمرتبة الرابعة بنحو 36 ألف نسمة. وتوجد ثلاث مدن أخرى (البكيرية، والمذنب، ورياض الخبراء) يراوح عدد سكان كل منها بين 10 آلاف و 25 ألف نسمة، في حين يراوح عدد سكان كل من المراكز الحضرية الأخرى (7 مدن) بين 5000 و 10 آلاف نسمة.
 
وكما هو موضح في (جدول 38) فإن غالبية المدن من الحجم السكاني الصغير، فسبع منها يراوح عدد سكانها بين 5000 وأقل من 10 آلاف نسمة، وتشكل المدن من هذه الفئة نصف عدد المدن في القصيم، ويبلغ مجموع سكانها 43109 نسمات، يمثلون نحو 6% من سكان مدن القصيم. ويوجد ثلاث مدن منها (هي: قبة، والخبراء، وعقلة الصقور) ترتبط بمدينة بريدة مقر إمارة المنطقة. في حين تتوزع باقي المدن كما يأتي: مدينة عيون الجواء مقر محافظة عيون الجواء، ومدينة الفويلق التابعة لمحافظة البكيرية، ومدينة عين ابن فهيد مقر محافظة الأسياح، ومدينة دخنة التابعة لمحافظة الرس.
 
أما المدن التي يراوح عدد سكانها بين 10 آلاف و 25 ألف نسمة فعددها ثلاث هي: مدينة البكيرية، ومدينة المذنب، ومدينة رياض الخبراء. ويبلغ مجموع سكان المدن الثلاث 63132 نسمة، يمثلون 8.66% من سكان المراكز الحضرية في المنطقة.
 
وتتوزع مدن المنطقة على النحو الآتي: مدينة بريدة (مقر إمارة المنطقة)، ويرتبط بها ثلاث مدن هي: قبة، والخبراء، وعقلة الصقور؛ ومدينتان في محافظة الرس هما: مدينة الرس، ومدينة دخنة؛ ومدينتان في محافظة البكيرية هما: مدينة البكيرية، ومدينة الفويلق؛ ومدينة واحدة في كل من محافظات: عنيزة، والمذنب، والبدائع، والأسياح، وعيون الجواء، ورياض الخبراء. في حين تخلو محافظتا النبهانية والشماسية من المدن.
 
ويمكن تناول النمو التاريخي لمراكز العمران الحضري في منطقة القصيم على النحو الآتي:
 
1 - مدينة بُرَيْدةُ:
 
يُنطق اسمها بصورته الصحيحة بضم الباء وفتح الراء فياء ساكنة فدال مفتوحة فتاء مربوطة. ويرى أحد المؤرخين أن تسمية بريدة قديمة لكنها من التسميات التي لم يدونها العلماء إذ لم يصل إليهم ذكرها. وكما اختُلف في تسمية بريدة وهل هي قديمة أم حديثة؛ فكذلك اختُلف في تعليل سبب تسميتها، وقد وردت عدة روايات تعلل سبب تسميتها منها: أن بريدة تصغير (بردة) وهي نوع من اللباس، ومنها: أنها سُمِّيت بذلك لبرودة مائها ووفرته، ومنها: أنها سُمِّيت على الصحابي " بريدة بن الخصيب الأسلمي رضي الله عنه الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لتفقُّد إبل الصدقة، وحَفَر بئرًا لإبل الصدقة في موضع بريدة فسُمِّي به "  
 
تقع مدينة بريدة عند تقاطع دائرة العرض 20 َ 26 ْ شمالاً وخط الطول 59 َ 43 ْ شرقًا  ،  على بُعد 350كم إلى الشمال الغربي من مدينة الرياض، على الضفة اليسرى (الشمالية) لوادي الرمة، وقد أكسبها موقعها الحيوي وسط المملكة، وكونها عقدة مواصلات رئيسة يتقاطع عندها عدد من طرق الحج والتجارة القديمة، وتوسطها من مراكز العمران في وسط شبه الجزيرة العربية أهمية ومكانة خاصة، وقد زادت هذه الأهمية بعد قيام شبكة المواصلات والنقل الحديثة.
 
ولا تتوافر معلومات دقيقة عن تاريخ عمارة مدينة بريدة، لكن أول نص تاريخي معروف أشار إلى أن عمارتها كانت في حدود سنة 985هـ / 1577م، وأنها قبل ذلك كانت مورد ماء للقبائل التي تعاقبت على المنطقة. لكن بعضهم يرى أن بريدة وما حولها كان معمورًا مأهولاً قبل ذلك التاريخ، مستدلين على ذلك بأن النواحي التي كانت تحيط بمدينة بريدة فيها أمكنة عامرة مزدهرة في تلك الفترة  
 
أُحيطت مدينة بريدة بأربعة أسوار على الأقل؛ شُيِّد أولها في أوائل النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري / القرن الثامن عشر الميلادي، وكان يحيط بالبلدة السكنية وبعض المزارع حولها، أما السور الثاني - وهو أمنع أسوار المدينة - فقد شُيِّد في نهاية القرن الثاني عشر الهجري / القرن الثامن عشر الميلادي، وكان يحيط بالبلدة السكنية فقط، وشُيِّد السور الثالث في عام 1307هـ / 1890م، أما السور الأخير فقد بُني عام 1322هـ / 1904م، وكانت في كل سور عدة أبراج للمراقبة والحماية. وقد استمر السور الأخير في حماية المدينة ولم يخرج العمران عن حدوده بشكل واضح حتى بداية العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري / القرن العشرين الميلادي. وكان قصر بريدة الواقع على الطرف الشرقي من وسط المدينة القديمة من أبرز ملامحها العمرانية في نهاية القرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشر الميلادي، وكان حصنًا للدفاع ومقرًا للإدارة، وقد شُيِّدت عليه عدة أبراج للمراقبة، وهُدم القصر في حدود عام 1378هـ / 1958م  
 
ومثل كل المدن القديمة في المنطقة كانت البلدة القديمة ذات نسيج عمراني تقليدي عشوائي وشوارع ضيقة ومبانٍ طينية غالبيتها تتكون من دورين، وكان الجامع الكبير (جامع خادم الحرمين الشريفين) يمثل مركز المدينة، ومن ثَمَّ تأتي الأسواق والمباني السكنية، ثم المزارع. وكان لهذا الجامع دور رئيس في رسم اتجاهات شوارعها الرئيسة وتحديد ساحاتها وأسواقها، فمن الجامع والساحات المحيطة به تنطلق الشوارع الرئيسة التي تفضي إلى البوابات الرئيسة في الأسوار  
 
وخلال الفترة بين عامي 1370 و 1390هـ / 1951 و 1970م حدث عدد من المتغيرات التي أسهمت في سرعة نمو المدينة، أبرزها اكتشاف المياه الجوفية الفوارة في عام 1371هـ / 1952م. وشهدت بريدة خلال هذه الفترة دخول وظائف جديدة أو نمو وظائف سابقة إدارية وتعليمية وصحية. كما دخلت الكهرباء ووسائل النقل الحديثة إلى المدينة. وكان إنشاء مبنى جديد لإمارة منطقة القصيم، وتشييد عدد من المؤسسات التعليمية ومستشفى بريدة المركزي إلى الشرق من وسط المدينة ومن شارع الاتجاه، وأصبح شارع الخبيب (طريق الملك عبدالعزيز) محور النمو الرئيس في المراحل التالية. ودخلت مادة الأسمنت تدريجيًا مادة أساسية في البناء، وشُيِّد بين عامي 1375 و 1380هـ / 1956 و 1960م عدد من المباني الحكومية الحديثة من الخرسانة المسلحة؛ مثل الجامع الكبير ومكتبة بريدة العامة.
 
ومع بداية خطة التنمية الثانية وإنشاء صندوق التنمية العقارية أخذ التطور العمراني في مدينة بريدة منعطفًا جديدًا، فقد انطلقت حركة التعمير والبناء في أنحاء المدينة سريعًا، وقام عدد كبير من الأحياء الجديدة، رافق ذلك تنفيذ عدد من المشروعات والمنشآت التعليمية والصحية والاجتماعية، ومشروعات للطرق، والحدائق والمتنـزهات، والأسواق العامة والمراكز التجارية... وغيرها من التجهيزات والمرافق الحديثة.
 
وقد شهدت المدينة في العقود الأخيرة تحولات سريعة في نمط عمرانها وتخطيطها وكتلتها العمرانية، وحدث تطور كبير في نمط استخدام الأرض. وكان من نتيجة التوسع السريع أن التحم عدد من القرى مع بريدة مثل بلدة الشقة، إضافة إلى عدد من الخبوب الغربية والجنوبية والشرقية. وأصبح الطريق الدائري للمدينة - الذي اكتمل عام 1408هـ / 1988م، ويبلغ طول محيطه أكثر من 74كم - يمثل الإطار العام للنطاق العمراني الحضري لبريدة، لكن العمران بدأ في تجاوزه في السنوات الأخيرة خصوصًا باتجاه الشمال والشمال الغربي، فقد أخذت تتشكل أحياء جديدة لبريدة باتجاه طريق حائل وفي محيط جامعة القصيم ومطار القصيم الإقليمي.
 
وتُشرف أمانة منطقة القصيم على تخطيط مدينة بريدة وتنظيمها، وتتكون المدينة حاليًا من 69 حيًا، ويبلغ النطاق العمراني المعتمد لمدينة بريدة حتى عام 1425هـ / 2004م نحو 130كم  .
وتختلف أحياء المدينة في بعض خصائصها؛ فالأحياء الشمالية غالبيتها حديثة تتميز باتساع مساحة مساكنها، واتساع شوارعها، والأسواق والمجمعات التجارية، كما يوجد فيها كثير من المؤسسات الحكومية والتعليمية والصحية. وفي هذا الاتجاه تم تشييد عدد من المجمعات السكنية والمشروعات الحكومية منها: حي الإسكان العام في شمال الصفراء ويتكوّن من نحو ألف فيلا سكنية، ومبنى إمارة منطقة القصيم المقام على مساحة 183 ألف متر مربع، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، ومستشفى الملك فهد التخصصي... وغيرها.
 
أما الأحياء الغربية والجنوبية والجنوبية الشرقية التي نشأت خارج نطاق الكتلة العمرانية القديمة فهي أقل من سابقتها، وتتصف بأنها غير متصلة إذ تفصل بينها المزارع؛ لأن غالبيتها خُططت على أراضٍ زراعية. وتتركز في الأحياء الجنوبية المنشآت الصناعية والمستودعات.
 
وقد ارتفع عدد سكان بريدة من 20 ألف نسمة عام 1336هـ / 1918م إلى 30 ألف نسمة عام 1382هـ / 1962م، ثم إلى نحو 70 ألف نسمة عام 1394هـ / 1974م  ،  وإلى نحو ربع مليون نسمة في عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى نحو 380 ألف نسمة عام 1425هـ / 2004م. وإلى جانب النمو الطبيعي فإن نسبة مهمة من الزيادة نتجت من الهجرة الداخلية إلى مدينة بريدة من إقليم المدينة ومن مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى الهجرة القادمة من خارج المملكة خصوصًا في السنوات الأخيرة.
 
وتنفرد مدينة بريدة بحجم سكاني خاص على مستوى منطقتها، فهي تحتل المركز الأول، وتزداد هيمنتها الحضرية من خلال تزايد نصيبها من إجمالي سكان منطقتها، ومن خلال اتساع الفارق النسبي بينها وبين المدن التالية لها. ولقد ارتفع نصيبها من سكان منطقة القصيم من 22% عام 1394هـ / 1974م إلى 33% عام 1413هـ / 1992م، وإلى 37% عام 1425هـ / 2004م، وتُعد المدينة الثانية من حيث الحجم السكاني في مناطق وسط المملكة بعد العاصمة الرياض، وفي المرتبة الثامنة على مستوى المملكة.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة: الجامع الكبير (جامع خادم الحرمين الشريفين)  ، ومبنى إمارة منطقة القصيم، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، ومركز الملك خالد الحضاري، وبرج مياه بريدة، ومتحف بريدة، ومبنى أمانة منطقة القصيم، والمدينة الجامعية لجامعة القصيم، ومصنع الأدوية بالقصيم، بالإضافة إلى الأسواق التجارية التقليدية، مثل: ساحة الجردة، وسوق الماشية، وسوق التمور. وتعد المزارع والاستراحات في محيط المدينة والمتنـزهات البرية الطبيعية شمال شرق بريدة من أمكنة الترويح للسكان.
 
2 - مدينة عُنَيْزَة: 
 
يُنطق اسمها على الوجه الصحيح بضم العين فنون مفتوحة فياء ساكنة فزاي مفتوحة فتاء مربوطة. واسم عنيزة قديم وقد كان معروفًا قبل البعثة النبوية بأنه اسم موضع، أما اشتقاق الاسم فالأرجح أن يكون تصغيرًا لكلمة العنـز التي تعني القارة (الأكمة) السوداء 
تقع مدينة عنيزة عند تقاطع دائرة العرض 06 َ 26 ْ شمالاً مع خط الطول 59 َ 43 ْ شرقًا، إلى الجنوب من مدينة بريدة، في الجهة المقابلة لها على الضفة اليمنى (الجنوبية) لوادي الرمة، وتبلغ المسافة الفاصلة بين وسط مدينة عنيزة ووسط مدينة بريدة نحو 28كم عبر الطريق الموصل بينهما مباشرة، و 25كم على خط مستقيم تقريبًا، علمًا أن عمران المدينتين أصبح في الوقت الحاضر شبه متصل، فقد قامت منشآت ومؤسسات تجارية وصناعية على جانبَي الطرق التي تربط بينهما.
 
وتُعد نواة مدينة عنيزة وما حولها من أقدم مراكز الاستقرار والعمران في منطقة القصيم، ومن أهم محطات طرق الحج والتجارة القديمة. وقد ورد ذكر اسم عنيزة في الشعر القديم في الجاهلية والإسلام، كما وُجد عدد من الشواهد التاريخية والأثرية في أمكنة قربها مثل (القريتين) تدل على قِدَم استيطان المنطقة. وكان موضع عنيزة في صدر الإسلام موردًا للماء، أما ابتداء عمارتها والاستقرار فيها فيُعتقد أنه كان في القرن السادس أو السابع الهجري / الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي، وبعضهم حدد ذلك بسنة 630هـ / 1233م تقريبًا  
 
وحسب التاريخ المسجل فإن بلدة الجناح سبقت عنيزة في النشأة، ومن ثَمَّ فهي أقدم الأحياء التي تكونت منها مدينة عنيزة، ثم قامت في مكان مجاور للجناح من الجنوب قرى أو حارات أخرى متجاورة هي الخريزة والعقيلية والمليحة، وكان لكل منها سورها الخاص. واستمر الوضع على ذلك حتى نهاية القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي عندما أُحيطت القرى الثلاث بسور واحد، وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي ضُمَّت إليها بلدة الجناح، وأصبحت هذه القرى كلها بلدة واحدة يشملها اسم عنيزة  .  وقد أُحيطت مدينة عنيزة بثلاثة أسوار على الأقل، جُدِّد آخرها سنة 1322هـ / 1904م، أما السور الذي سبقه فيُعتقد أنه شُيِّد في منتصف القرن الثاني عشر الهجري / السابع عشر الميلادي  
 
ومدينة عنيزة مقر محافظة تحمل اسمها، وتأتي في المرتبة الثانية بين مدن منطقة القصيم. وقد شهدت عنيزة خلال تاريخها نموًا مطردًا جعلها تتسع عمرانيًا وسكانيًا. وحسب تعداد عام 1394هـ / 1974م كان يقطنها 26990 نسمة بنسبة 8.3% من سكان منطقة القصيم، وارتفع العدد إلى 91106 نسمات عام 1413هـ / 1992م بنسبة 12.1% من إجمالي سكان منطقة القصيم آنذاك، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 128930 نسمة بنسبة 12.7% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها الثانية بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 93.2% من إجمالي سكان محافظتها، وتقع في المرتبة 23 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
وإلى جانب الوظيفة الإدارية لمدينة عنيزة - بوصفها مقرًا لمحافظتها - فإن فيها عددًا من الوظائف والخدمات الأخرى التي تقدمها لمحافظتها، وتوجد فيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وتتوافر فيها جميع الخدمات الأساسية: من مستشفيات، ومدارس للتعليم العام، ومعاهد وكليات للبنين والبنات، وأسواق ومراكز تجارية، وفيها بلدية من الفئة (أ).
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة: الآثار القديمة قرب مدينة عنيزة مثل: الجوي والعيارية (القريتين)، وبعض البيوت الطينية التقليدية القديمة. كما تمثل مئذنة (منارة) الجامع الكبير أحد أبرز معالمها العمرانية القديمة. كما يُعد مركز الملك فهد الحضاري، ومركز ابن صالح الثقافي، ومبنى بلدية محافظة عنيزة أحد أبرز معالمها الحضارية والثقافية والعمرانية الحديثة. وتعد الاستراحات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في محيط المدينة والمتنـزهات البرية الطبيعية جنوب غرب عنيزة (محمية الغضى) من أبرز أمكنة الترويح للسكان.
 
3 - مدينة الرَّسّ:
 
ويُنطق اسمها على الوجه الصحيح بفتح الراء المشددة فسين مشددة أيضًا. قيل عنها: إنها وادٍ بنجد، أو موضع. وقيل عنها أيضًا: الرَّسُّ: وادٍ بقرب عاقل، فيه نخل  .  وقد " عُرف الرس بهذا الاسم قديمًا، ولا يزال على هذه التسمية، وهو من الأمكنة التي احتفظت بتسميتها رغم تعاقب القبائل عليها سابقًا والإعمار حاضرًا "  . 
 
تقع مدينة الرس إلى الجنوب الغربي من مدينـة بريدة، عند تقاطع دائرة العرض 53 َ 25 ْ شمالاً مع خط الطول 30 َ 43 ْ شرقًا، على الأطراف الشرقية للدرع العربي، وعلى مسافة قصيرة إلى الجنوب من الضفة اليمنى (الجنوبية) لوادي الرمة، وتبعد عن وسط مدينة بريدة نحو 90كم.
 
ولا تتوافر معلومات عن تاريخ نشأة مدينة الرس، ولكن بعض المصادر ترجح أنها عُمرت في منتصف القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، وأنها قبل ذلك كانت مورد ماء للقبائل التي تعاقبت على المنطقة  . 
 
ويُعتقد أن النواة الأولى لمدينة الرس قامت على أحد الروافد الصغيرة لوادي الرمة في المكان الذي يُعرف اليوم بحي المرقب، ونتيجةً لتزايد السكان اتسعت مساحة المدينة وأُحيطت بسورين في فترتين مختلفتين، بُني الأول في أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجريين / أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، والثاني في أوائل القرن الرابع عشر الهجري / أواخر القرن التاسع عشر الميلادي  . 
 
تشكل مدينة الرس رأس مثلث التركز العمراني في منطقة القصيم، وهو المثلث الذي تُشكِّل كل من مدينتَي بريدة وعنيزة قاعدته، وهي بذلك تمثل المدينة الرئيسة في الناحية الغربية للمنطقة، كما أنها أكبر مراكز العمران التي تقع ضمن نطاق الدرع العربي في القصيم.
 
لقد نمت مدينة الرس وتوسعت عبر تاريخها، خصوصًا في السنوات الأخيرة، وأصبحت مركزًا تجاريًا لمساحة واسعة تمتد لأمكنة أبعد من نطاق حدود خدماتها الإدارية. وقد وصل عدد سكانها حسب تعداد عام 1394هـ / 1974م إلى 12366 نسمة بنسبة 3.8% من سكان منطقة القصيم، ثم ارتفع العدد إلى 56866 نسمة عام 1413هـ / 1992م بنسبة نحو 7.6% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك، وبلغ عدد سكانها عام 1425هـ / 2004م 79632 نسمة بنسبة 7.8% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها الثالثة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 68.6% من إجمالي سكان محافظتها، وتقع في المرتبة 31 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
وتُعد مدينة الرس المركز الإداري لمحافظتها، وتخدم مساحة ريفية واسعة نتيجةً لموقعها، فلا توجد في غرب المنطقة مدينة تضاهيها بالحجم، مما جعلها مركزًا كبيرًا لتجمُّع سكان البادية والقرى والهجر المتعددة المنتشرة في محافظتها. وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وتتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية مثل: بلدية من الفئة (ب)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، وكليات للبنين والبنات، وأسواق تجارية.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة: برج الشنانة الشهير الواقع على مسافة 5كم تقريبًا إلى الغرب من مدينة الرس  ، كما يوجد في المدينة بعض البيوت الطينية القديمة، وساحة الاحتفالات، وكلية المعلمين.
 
4 - مدينة البدائع: 
 
يقع وسطُ مدينة البدائع عند تقاطع دائرة العرض 00 َ 26 ْ شمالاً مع خط الطول 44 َ 43 ْ شرقًا، وتعود نشأتها إلى وقت حديث؛ أي في نهاية القرن الثالث عشر الهجري / أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، عندما بُنيت أول مزرعة في ذلك الوقت، وبعضهم يرى أن الزراعة بدأت في قرية الشبيبية القريبة من البدائع، إذ يرجع تاريخها إلى ما قبل أربعة قرون تقريبًا على أنها أراضٍ زراعية ابتدعها أهلها على ضفاف وادي الرمة  . 
 
ويمتد نطاق مدينة البدائع العمراني على الضفة اليمنى لوادي الرمة مباشرة، بل إن بعض مزارعها ومساكنها تقع قرب بطن الوادي، إلى الجنوب الغربي من مدينة بريدة بنحو 55كم. وتقع البدائع الوسطى (مركز البدائع) في منتصف المسافة بين مدينتَي عنيزة والرس على مسافة نحو 25كم من كل منهما.
 
تُعد مدينة البدائع جزءًا من مثلث التركز السكاني في منطقة القصيم، وقد نمت وتوسعت بسرعة فاقت كثيرًا من المدن التي سبقتها في النشأة، وبخاصة في السنوات الأخيرة. وقد وصل عدد سكانها عام 1394هـ / 1974م إلى 3526 نسمة بنسبة 1.1% من سكان المنطقة، ثم إلى 19734 نسمة عام 1413هـ / 1992م، وهذا العدد يمثل نحو 2.6% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 36137 نسمة بنسبة 3.6% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها الرابعة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 79.7% من إجمالي سكان محافظتها، وتقع في المرتبة 53 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
ومدينة البدائع هي المركز الإداري لمحافظتها، وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة. ويتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية مثل: بلدية من الفئة (ج)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، وأسواق تجارية.
 
5 - مدينة البكَيْرِيّة: 
 
يُقال إنها منسوبة إلى رجل يُقال له (البكيري)  . 
 
تقع مدينة البكيرية على بُعد نحو 50كم إلى الجنوب الغربي من وسط مدينة بريدة، عند تقاطع دائرة العرض 09 َ 26 ْ شمالاً مع خط الطول 40 َ 43 ْ شرقًا، على مسافة قصيرة إلى الشمال من الضفة اليمنى (الشمالية) لوادي الرمة.
 
تشكل مدينة البكيرية جزءًا من مثلث التركز العمراني في المنطقة. وقد وصل عدد سكانها عام 1394هـ / 1974م إلى 6423 نسمة بنسبة 2% تقريبًا من سكان المنطقة، وارتفع إلى 16927 نسمة عام 1413هـ / 1992م بنسبة نحو 2.3% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 24629 نسمة بنسبة 2.4% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها الخامسة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 51.4% من إجمالي سكان محافظتها، وتقع في المرتبة 68 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
وتُعد مدينة البكيرية المركز الإداري لمحافظتها، وتمتاز بموقعها المتوسط من منطقة القصيم عند ملتقى عدد من الطرق الإقليمية، وساعدت خصوبة أرضها ووفرة مياهها على تنشيط الحركة التجارية والزراعية فيها، ويرتبط بها عدد كبير من القرى والهجر تقع إلى الشمال والشمال الغربي منها. وفي مدينة البكيرية جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وتتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية مثل: بلدية من الفئة (ب)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، ومعاهد وكليات للبنين والبنات، وأسواق تجارية.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة: بقايا سور البكيرية وهو مبنى طيني يحيط بالمدينة القديمة، ومرقب الهلالية، وجامع الهلالية، كما يوجد في المدينة بعض البيوت الطينية القديمة.
 
- مدينة المِذْنَب: 
 
بكسر الميم وسكون الذال ثم نون مفتوحة فباء في آخرها. سُمِّيت بهذا لكونها تقع في ملتقى عدد من الأودية الصغيرة  . 
 
تقع مدينة المذنب على الأطراف الجنوبية الشرقية لمنطقة القصيم، عند تقاطع دائرة العرض 52 َ 25 ْ شمالاً مع خط الطول 14 َ 44 ْ شرقًا، وتبعد عن وسط مدينة بريدة نحو 60كم إلى الجنوب مع ميل قليل ناحية الشرق.
 
لم يكن عدد سكان مدينة المذنب في عام 1394هـ / 1974م يتجاوز 4600 نسمة بنسبة 1.4% من سكان المنطقة، ولكنه ارتفع إلى 16323 نسمة عام 1413هـ / 1992م بنسبة نحو 2.2% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 24039 نسمة بنسبة 2.4% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها السادسة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 64.7% من إجمالي سكان محافظتها، وتقع في المرتبة 71 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
وتُعد مدينة المذنب المركز الإداري لمحافظتها، وتكمن أهميتها في كونها أقصى مدن منطقة القصيم جنوبًا وتتوسط عددًا كبيرًا من القرى والهجر؛ مما جعلها مركزًا لتجمُّع سكان البادية والقرى والهجر الكثيرة المنتشرة في محافظتها. وقد أصبحت مركزًا تجاريًا لمساحة واسعة تمتد لأمكنة أبعد من نطاق حدود خدماتها الإدارية، وخصوصًا المراكز المجاورة لها من محافظة الدوادمي التابعة لمنطقة الرياض. وفي المدينة جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، ويتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية مثل: بلدية من الفئة (ج)، ومستشفى، ومدارس ومعاهد للتعليم العام، وأسواق تجارية.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة: قصر باهلة، وخشم خرطم، وخشم الكيس، كما يوجد في المدينة بعض البيوت الطينية القديمة (بلدة المذنب القديمة) التي لا تزال محافِظةً على بعض مكوناتها.
 
7 - مدينة عيون الجواء: 
 
(عيون) جمع عين، والمراد بها عيون الماء؛ لأنها كانت في القديم عيونًا جارية، وتُضاف إلى الجواء تمييزًا لها عن عيون الأسياح. ومن التعريف اللغوي يتضح أن إطلاق تسمية (الجواء) مأخوذة من شكل تضاريس السطح الظاهرة لذلك القطاع من منطقة القصيم  . 
 
تقع مدينة عيون الجواء إلى الشمال الغربي من مدينة بريدة (وتبعد عن وسطها 45كم)، عند تقاطع دائرة العرض 30 َ 26 ْ شمالاً مع خط الطول 38 َ 43 ْ شرقًا. ويمر إلى جوارها من الشرق طريق القصيم - حائل السريع، كما ترتبط بمدينة بريدة ومدن القصيم ومحافظاتها بطريق مزدوج.
 
وصل عدد سكانها حسب تعداد عام 1394هـ / 1974م إلى 1192 نسمة بنسبة 0.4% من سكان منطقة القصيم، ثم ارتفع إلى 3833 نسمة عام 1413هـ / 1992م بنسبة نحو 0.5% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك. ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 6335 نسمة بنسبة 0.6% من سكان المنطقة، محافِظةً على مرتبتها الثامنة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 26.4% من إجمالي سكان محافظتها، وتحتل المرتبة 180 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
وتُعد مدينة عيون الجواء المركز الإداري لمحافظتها، فيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وتتوافر فيها الخدمات الأساسية مثل: بلدية من الفئة (د)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة ومحافظتها: عين عبس وهي عين قديمة قد غطتها الرمال السافية، وحصاة النصلة (صخرة عنترة)، وصخرة (الرزير) وهي صخرة حمراء صغيرة على شكل المائدة الصحراوية، توجد عليها كتابات وصور حيوانات. كما يقع ضمن حدود المحافظة واحد من أكبر مشروعات الدواجن في المملكة وأحد أكبر المشروعات المماثلة في العالم.
 
8 - مدينة عين ابن فهيد:
 
تقع مدينة عين ابن فهيد إلى الشمال الشرقي من مدينة بريدة (وتبعد عنها نحو 60كم)، عند تقاطع دائرة العرض 47 َ 26 ْ شمالاً مع خط الطول 13 َ 44 ْ شرقًا، وترتبط بمدينة بريدة ومدن القصيم ومحافظاتها بطرق معبدة.
 
وتُعد مدينة عين ابن فهيد ومحافظتها الأسياح (أو النباج)   من أقدم أمكنة الاستيطان بمنطقة القصيم، كما كانت من المحطات الرئيسة على طرق الحج القديمة بين العراق ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
 
كان عدد سكان مدينة عين ابن فهيد عام 1394هـ / 1974م 1112 نسمة بنسبة 0.3% من سكان منطقة القصيم، ثم ارتفع العدد إلى 3521 نسمة عام 1413هـ / 1992م، وهذا العدد يمثل نحو 0.5% من إجمالي سكان المنطقة آنذاك. ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 5023 نسمة بنسبة 0.5% من سكان المنطقة، وهي في المرتبة الثالثة عشرة بين مدن منطقة القصيم، ويقطنها ما نسبته 21% من إجمالي سكان محافظتها، وتحتل المرتبة 211 بين مدن المملكة من حيث عدد السكان.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية في المدينة ومحافظتها: أجزاء من الكتلة العمرانية والمباني القديمة، وبعض بقايا العيون القديمة التي كانت تروي المدينة، وسد مارد، وقصر مارد  ويقع على ربوة مرتفعة نسبيًا شرق البلدة القديمة لعين ابن فهيد، ولاتزال أجزاء منه باقية، ويظهر أنه كان قصرًا كبيرًا، ويوجد مَن يرى أن تاريخ بنائه يعود إلى العصر العباسي  
 
شارك المقالة:
694 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook