معركة روضة مهنا في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية
الكاتب:
ولاء الحمود
-
معركة روضة مهنا في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
عندما علم ابن رشيد بقدوم الملك عبد العزيز إلى القصيم بدأ يتخبط ويشن هجمات عسكرية على التجمعات القبلية وعلى البلدان الصغيرة، لكن هذه المحاولات لا توحي بإعداده خطة عسكرية بل أقرب ما توحي إلى أنها استعراضات عصبية. وصل الملك عبد العزيز إلى الأسياح، وأقام فيها عشرين يومًا يرسم خططه وينظم قواته ويرصد تحركات خصمه، ثم رحل إلى الزلفي لجمع أكبر عدد من المقاتلين. وفي الزلفي جاءه فيصل الدويش ومعه أتباعه من مطير، ثم تحرك الملك عبد العزيز إلى القصيم بجموعه الذين لا يتجاوز عددهم ألفًا من الحاضرة وستمئة من البادية. أما ابن رشيد فقد نـزل الثويرات، ومنها نـزل الشقة إحدى قرى بريدة، ومنها انتقل إلى روضة مهنا بالقرب من بريدة واستراح مع جنوده المتعبين. وفي ليلة 18 صفر 1324هـ الموافق 14 إبريل 1906م هاجم الملك عبد العزيز معسكر ابن رشيد واقترب من خيمته، ثم تقابل الجيشان في معركة كبيرة في حلك الظلام استخدم فيها الطرفان السلاح الأبيض والتعارك بالأيدي، وكان ابن رشيد يجول على فرسه وسط المعركة يحثهم على القتال، وكان بادي القلق والاضطراب، وفي لحظة حاسمة اقترب من راية الجيش السعودي محييًا حاملها بالخطأ معتقدًا أنها رايته يحثه على الهجوم قائلاً: "من هان يا الفريخ (اسم صاحب البيرق) من هان يا الفريخ"، وقد عرفه رجال الملك عبد العزيز فبادروه برصاصهم فخر صريعًا، في حين سلم مولاه وحصانه الذي ذهب يعدو لا يلوي على شيء، وكان جواده معروفًا، فلما وصل إلى معسكره تحقق أتباعه من مقتله فلاذوا بالفرار منهزمين لا يلوي بعضهم على بعض، فأخذ جنود الملك عبد العزيز يلاحقونهم حتى منتصف النهار.
وهكذا أسدل الستار على ملحمة كبيرة في منطقة القصيم استمرت فترة طويلة كان آخرها مقتل عبد العزيز بن متعب الرشيد وهو في الخمسين من عمره، وقد اشتهرت هذه المعركة بذبحة ابن رشيد. وبذلك دانت كل منطقة القصيم لحكم الملك عبد العزيز وتم ترحيل القوات العثمانية منها. ومن الأمور التي قام بها الملك عبد العزيز إبعاد صالح الحسن المهنا عن إمارة بريدة وتعيين محمد بن عبد الله أبا الخيل مكانه
ح - ابن رشيد يهاجم المنطقة:
آلت زعامة آل الرشيد بعد مقتل عبد العزيز بن متعب إلى ابنه متعب بعد أن وافق على شروط الملك عبد العزيز وأهمها انحصار إمارته في حائل وتوابعها من القرى والبادية، أما باقي بلاد نجد فتكون تحت نفوذ الملك عبد العزيز، لكن سلطان بن حمود الرشيد الذي تولى إمارة حائل بعد تخلصه من متعب سنة 1324هـ / 1906م ، على الرغم من أنه وافق على شروط سلفه نفسها في علاقته مع الملك عبد العزيز، إلا أنه أخل بهذه الشروط، أو كما يصفه الريحاني بأنه "باشر حكمه بالمخاتلة" عندما أرسل مبعوثًا إلى الملك عبد العزيز يطلب الصلح وأرسل في الوقت نفسه كتبًا يخطب ود زعماء منطقة القصيم ويحثهم فيها على الخروج عن طاعة الملك عبد العزيز ، وعلى الرغم من أنه كان يشكك في استجابة زعماء القصيم له إلا أنه ضمن ولاء زعماء بعض القبائل؛ وبخاصة شيخ مطير فيصل الدويش وشيخ العمارات نايف الهذال. وعندما علم الملك عبد العزيز بخيانة سلطان الرشيد حشد جموعه من جميع بلاد نجد من الحاضرة والبادية وتوجه نحو القصيم، وفي بريدة اجتمع بزعماء أهل القصيم وشيوخ القبائل فأشاروا عليه بمهاجمة أمير حائل، ففعل ثم عاد من هناك. وحيث اعتقد أمير بريدة محمد العبد الله المهنا أبا الخيل وفيصل الدويش ونايف الهذال بعجز الملك عبد العزيز أو فشله في هجومه على حائل قرروا الانضمام إلى صف أمير حائل. وقد تطورت الأحداث سريعًا وكشف أمير حائل عن إخلاله بشروط الصلح مع الملك عبد العزيز عندما هاجم قافلة سعودية كانت خارجة من القصيبة فأخذها بعد أن أمن رجالها ثم غدر بهم وقتلهم جميعًا. وعندما علم الملك عبد العزيز أسرع لملاحقته، لكنه كان أسرع في الوصول إلى مقر إمارته في حائل. عاد الملك عبد العزيز إلى بريدة، ومن هناك أرسل عيونه فصادفت رجلاً أثار ريبتهم فوجدوا معه كتابًا من أمير بريدة محمد أبا الخيل إلى سلطان الرشيد أمير حائل يعاهده فيه على التضامن معه ضد الملك عبد العزيز. تدارس الملك عبد العزيز الموقف الذي يجب عليه اتخاذه حيال موقف كل من أمير بريدة وشيخ مطير، فقرر معاقبة الأخير ومهادنة أمير بريدة إلى أمد، وقد أغار على فيصل الدويش فلاذ بالمجمعة ودارت بينه وبين جيش الملك عبد العزيز معركة عرفت بموقعة المجمعة انتهت بانتصار الجيش السعودي وجرح فيصل الدويش واستسلامه مع كبار قبيلة مطير، فعفا عنهم الملك عبد العزيز وأعطاهم الأمان ثم عاد إلى الرياض
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.