ملابس النساء والفتيات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ملابس النساء والفتيات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

ملابس النساء والفتيات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
كانت منطقة الباحة - مثل غيرها من مناطق المملكة الأخرى - تعاني من تدني مستوى المعيشة، ومن ضيق ذات اليد، ومن العسر بصوره المختلفة. وكان عدد الثياب النسائية التي تملكها الواحدة لا يزيد على خمسة في الغالب، ومعظمهن لا يملك أكثر من ثلاثة. وكان كثير من النساء يلبسن الثياب المرقعة، وخصوصًا في الحقول، وفي المنـزل، وفي أوقات العمل. ومثل الرجال كان لكل امرأة ثوب (مُشَال)  أي مكنوز ومحفوظ للمناسبات الخاصة مثل الأعياد وحفلات الزواج والخطوبة ونحوها.
 
وكان اللون الغالب - وربما الوحيد - لأثواب النساء هو اللون الأسود. وقبل أن تصل إلى المنطقة آلات التطريز كانت النساء يطرزن ثيابهن بأيديهن،  وكان التركيز ينصبُّ على منطقة الصدر والجانبين. ولم تصل آلات التطريز إلا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي. وكان مقاس العرض في ملابس النساء موحدًا وفضفاضًا حتى لا يبدي مفاتن المرأة، وكان الحزام الذي تتمنطق به المرأة يساعد في تشكيل عرض الثوب بما يناسب المرأة، حيث يُطوى جزء من الثوب تحت الحزام من الجانبين مما يلي الخاصرة. وكان الحزام المعتاد في الأيام العادية قطعة من القماش الملون، وكان اللون الأبيض هو أكثر الألوان استعمالاً؛ فهو يبرز اللون الأسود للثوب.
 
وكانت المرأة تتخذ ما يُعرف بـ (الحَوْكَة) وهي قطعة من القماش الأبيض المستطيل تمتد من تحت الإبط الأيمن إلى ما فوق الركبة، ويُعقد طرفاها العلويان فوق الكتف الأيسر. ووظيفة الحوكة ستر المرأة من الخلف وبعض الأجزاء الأخرى من جسمها، وذلك إلى جانب وظيفتها الجمالية. وكانت النساء - ولا يزلن - يغطين رؤوسهن بـ (الشيلة)،  وهي قطعة قماش سوداء خفيفة تُلف على الرأس ومن تحت العنق عددًا من المرات، ويُوضع عليها منديل أصفر من أعلى، وبعضهم يسميه (البشكير)، وكانت المرأة تهتم كثيرًا بشعرها، وبنظافته وتسريحه، وكانت الغدائر تُجمع حول الأذنين، تم تُرفع من جهة الأذن اليسرى إلى جهة الأذن اليمنى وبالعكس، مشكِّلةً ارتفاعًا بين الأذنين من فوق الرأس يُسمى (العِكَافَة) ويُغطى ذلك كله بـ (الشيلة)، وإذا كان شعر المرأة خفيفًا فإنها تتخذ (عكافة) صناعية من القماش المحشو بأوراق نبات عطري مثل البعيثران، أو الريحان، أو الكادي.
 
أما ثوب المناسبات (المشال) فإنه يكون أكثر تطريزًا، وقماشه غالبًا من النوع الجيد. ومن أنواع الأقمشة النسائية التي عُرفت في المنطقة قديمًا (البِرْكَال) وهو أسود لماع ومتين، ثم جاء بعده (السَّتَا) وبعضهم يسميه (السَّاتان) وهي تسمية شائعة إلى اليوم، وهو بديل جيد للبركال، وحل محله مع مرور الوقت. وأغلى نوع ظهر في الثمانينيات الهجرية/الستينيات الميلادية وظل هو الشائع إلى زمن غير بعيد هو قماش (كُرَيْب)، وهو أسود ولماع ومتين، وكانت تنافسه (القطيفة) التي تكون باللونين الأسود والأحمر، ونادرًا ما تكون باللون الكحلي. وكان يوضع لبعض الثياب النسائية القديمة كفاتتان في الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات الهجرية/الأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات الميلادية، وواحدها (كِفَاتَة) وهي قطعة مطرزة لها كتل، وتكون بحجم الكف، وتُوضع فوق الكتف، وتُطرز الكفاتة باليد، وتُزين بخرز فضي صغير جدًّا. وكان (السروال) - الذي يُتخذ من اللون الأسود - ضرورة من ضرورات لباس المرأة، وتُطرز نهايته من جهة القدمين بارتفاع يراوح بين 10 و 20سم، وظل هذا النوع من السراويل مستعملاً إلى أن ظهر في أواسط الثمانينيات الهجرية/الستينيات الميلادية قماش مخطط بلونين خفيفين (مقلم)، وكثر استخدامه دون تطريز في معظم الأحيان، وكان يُباع في الأسواق جاهزًا، وبمقاسات مختلفة.
 
وظلت النساء يستخدمن ما عُرف بالثوب والسروال البلدي إلى بداية الثمانينيات الهجرية/الستينيات الميلادية، إذ بدأ استخدام بعض الملابس الوافدة من المدن بسبب الهجرة إليها، أو جلبها من قِبَل الذين يعملون في تلك المدن في قطاعات الدولة المختلفة، وكانوا يحضرون تلك الملابس هدايا لزوجاتهم - إذا لم يكنَّ معهم في المدينة - ولقريباتهم. أما المرأة التي تعيش في المدينة فإنها عندما تعود إلى القرية تتيه على قريناتها بملابسها الحديثة، وتفخر بتنوعها وبتعدد ألوانها. ولعل ما عُرف بـ (الكُرْتَة) هو أول لباس بدأ ينتشر في الأرياف، و (الكُرْتَة) نوع من الفساتين، له (زَمٌّ) من الوسط يجعل أسفله عريضًا وما فوقه مناسبًا للصدر واليدين والكتفين، وكانت (الكُرَت؛ جمع كرتة) تأتي بألوان مختلفة بعكس الثوب البلدي الذي لم يكن إلا باللون الأسود في الغالب الأعم.
 
 الأحذية
 
كان بعضهم يتخذ حذاء من الجلد المدبوغ، وخاصة جلد البقر والجمال لقوته، ويتم سرده بسيور جلدية، ويقوم بصناعة الأحذية أناس متخصصون في الطائف وجدة ومكة المكرمة، وكان مرتادو تلك المدن يشترون منها، وكان بعض التجار يحملها ضمن تجارته لبيعها للمستهلكين في المنطقة.
 
شارك المقالة:
99 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook