ينقسم القرآن الكريم من حيث أسباب النزول إلى قسمين رئيسييّن؛ الأوّل ما نزل منه ابتداءً بغير سببٍ خاصٍ، ومثله الآيات التي اشتملت على الآداب والأحكام، وهو كثيرٌ في القرآن الكريم، والثاني ما كان مرتبطاً في نزوله بسببٍ من الأسباب االخاصّة، وهذا القسم هو المراد دراسته عند الحديث حول أسباب النزول، حيث يُراد بأسباب النزول كُلّ ما يتّصل بنزول الآيات القرآنيّة من القضايا والأحداث، سواءً أكانت قضايا مكانيّةً أو أحداثاً زمانيّةً رافقت القرآن الكريم أثناء نزوله، ويُعدّ هذا العلم من العلوم المهمّة، والتي اعتنى بها علماء المسلمين اعتناءً شديداً قديماً وحديثاً، وأفردوه بالمُؤلفات الخاصّة.
يعدّ النقل الصحيح الطريق الوحيد لمعرفة أسباب النزول، فلا مجال للعقل في ذلك إلّا بالتمحيص والترجيح، وقد عبّر الواحدي عن ذلك فقال إنّه لا يحلّ لأحدٍ القول في أسباب النزول إلّا بالرواية والسماع ممّن شاهدوا وحضروا التنزيل، فوقفوا بذلك على أسبابه وبحثوا في علمها، فيكون المعوّل عليهم في أسباب النزول هم الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعون الذين أخذوا عنهم.
إنّ للبحث في علم أسباب النزول ومعرفته فوائد كبيرةٌ، يُذكر منها:
موسوعة موضوع