واحة البدع في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.
وهي واحة قديمة عرفت في المصادر القديمة والإسلامية باسم مدين وتتوسط وادي عفال، وتتميز بأرضها الزراعية الخصبة وتوافر المياه فيها، ويسكنها في الوقت الحاضر المساعيد والعميرات، وكانت البدع (مدين) محطة مهمة على طريق الحج المصري، وفيها مواقع أثرية كثيرة تشهد بازدهارها في العصور السابقة، ومن أهم آثارها:
أ) مغاير شعيب:
تقع على بعد 4كم جنوب البدع على يمين الطريق للمتجه جنوبًا، وبها أضرحة لها واجهات منحوتة بالصخر الرملي ، يعود تاريخها إلى الفترة النبطية وتنسب خطأ إلى النبي شعيب نبي أهل مدين المعاصر لموسى عليه السلام.
وقد حفرت المغارات في الواجهات الصخرية، ومعظمها على شكل كهف بسيط مربع الشكل له مدخل، والقليل منها له واجهة مزينة بزخارف على شكل شرفات أو على شكل زخرفة (خطوة الغراب) ذات الأصل الآشوري، تتألف من صف وأحيانًا من صفين موضوعة بشكل أفقي في الثلث العلوي أو في أعلى الواجهة، كما يعلو مدخل هذه الواجهات إفريز أو عتبة أفقية بارزة، وأحيانًا تحيط بالمدخل دعامتان يعلوهما تاجان نبطيان على هيئة مثلث. وقد عُثر على مجموعة من كسر الفخار النبطي الرقيق بين هذه الأضرحة، وتتكون هذه المقابر أو الأضرحة النبطية من عدد من المجموعات المتجاورة، وهي أقل روعة من مثيلاتها الموجودة في الحجر (مدائن صالح).
ب) المالحة:
يقع شرق موقع مغاير شعيب، ويتكون من تلال أثرية كبيرة تنتشر عليها بقايا أساسات وجدران وبقايا مبنى نبطي شيد من الحجارة الجيرية المنحوتة بدقة وعناية كما تنتشر على هذه التلال كسر الفخار النبطي. ويمثل هذا الموقع المنطقة السكنية التي كانت معاصرة لفترة الأضرحة المجاورة المعروفة بمغاير شعيب، وربما توجد أدلة استيطان تحت الطبقات النبطية في الموقع.
ج) الملقطة:
تلال أثرية تقع على الضفة الشرقية لوادي عفال في مقابلة موقع المالحة، ويحيط بهذه التلال سور من اللبن على أساس حجري وتجاورها بركة مبنية بالحجر، وتنتشر على هذه التلال أنواع عدة من كسر الفخار والزجاج الإسلامي، كما عُثر على سطحها على عملات من العصر الفاطمي، ويمثل هذا الموقع بقايا البلدة الإسلامية التي كانت عامرة بواحة مدين خلال الفترة الممتدة من القرن الأول إلى الخامس الهجري / من القرن السابع إلى الحادي عشر الميلادي.
د) بئر السعيدني:
عُرفت هذه البئر في المصادر الإسلامية باسم مغارة شعيب وبئر موسى، وهي بئر نبطية منحوتة في الصخر، وكان لها درج منحوت بداخلها ينـزل إلى مستوى مائها، وهي الآن متهدمة وتجاورها برك وقناة ماء تؤدي إلى بركة أخرى كبيرة، وتشير المصادر إلى عدد من الإصلاحات تمت لهذه البرك خلال العصرين المملوكي والعثماني لخدمة قوافل الحجاج التي كانت تنـزل في المكان.