الألعاب الشعبية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
نماذج من الألعاب
يمارس الألعاب الشعبية الشباب والصغار من ذكور وإناث كلٌّ حسب ما يناسبه، وتُمارَس في أوقات الفراغ بوصفها وسيلة ترفيهية. فمن الألعاب التي كانت تُمارَس في منطقة القصيم - وبعضها لا يزال يُمارَس - ما يأتي:
الكعب:
لهذه اللعبة وقت محدد من السنة، وغالبًا ما تكون على فترتين في السنة. والكعب: هو كعب الضأن أو المعز فقط. وتتكون اللعبة من اثنين فقط يُحضر كلٌّ منهما ما عنده من الكعابة، فيعملان شكلاً مستطيلاً لا يتعدى ضلعاه سم بحيث يجعل كل واحد منهما فيه إلى كعابة والآخر مثله. ثم يضربان قرعة، فأيهما وقعت عليه القرعة بدأ اللعب، فيذهب مسافة م ومعه كعب غالبًا ما يكون محفورًا من الوسط ومذابًا في وسطه رصاص ليكون أثقل بالنسبة إليه، فيرمي الكعابة التي في الخطة (المستطيل)، فإن أصابها وخرج منها شيء خارج الخطة كرر اللعب حتى يخطئ، ثم يلعب الآخر... وهلمَّ جرّا حتى ينتهي ما مع أحدهما فيذهب خاسرًا ويرجع الثاني فرحًا مسرورًا.
الخطة:
وتُسمى أيضًا (تحميت)، وتشبه هذه اللعبة سابقتها، غير أنه تكون هنا حفرة عميقة وكبيرة بطول سم تقريبًا، وتكون بشكل يشبه نصف الدائرة، ويأخذ اللاعب عصا طويلة ويضع عصا قصيرة على طرفها ممسكًا الطويلة من طرفها الذي يلي الحدل، ثم يرفعها بقوة ويضرب القصيرة بالطرف الثاني، ثم يطلب من زميله أن يوردها في الحوض، فإن وردت فهذا هو المطلوب، وإلا بدأ اللعب مثل السابق. وفي هذه اللعبة يكون اللعب بكلتا اليدين؛ فإن لعب باليسرى ثم أوردها لعب باليمنى، وإذا لم ترد الحوض بدأ العدَّ قائلاً: "تحيا يسرى"، وإذا كان يوجد عدد سابق بنى العدَّ عليه.
أمير أمير:
تعتمد هذه اللعبة على فريقين: في كل فريق ثلاثة أفراد، على أن يعرف كل واحد من الفريقين زميله من الطرف المقابل، فزيد من الفريق الأول يقابله عمرو من الفريق الثاني... وهكذا، ثم تُضرب قرعة فأيهما وقعت عليه القرعة ركع زميله من الفريق الثاني مثل ركوعه للصلاة واضعًا يديه على ركبتيه ويعتلي زميله ظهره، ويسمي المركوب نفسه باسم بلد لا يعرفه إلا الحكم، فيقول الحكم: "أمير أمير"، فيرد عليه الراكب: "ركاب حمير"، فيسأله الحكم: "من أين جئت؟" فيقول: "من بلدة كذا"، فإن ذكر البلدة التي سَمّى بها المركوب نفسه نـزل... وهكذا تستمر اللعبة.
البصيق:
يلزم لهذه اللعبة عظم مستدير الشكل من ورك البعير؛ إذ يُضرب هذا العظم بالعصا بعد إلقائه في الهواء، ثم يبدأ العدّ إلى المكان الذي وقع فيه هذا العظم، فإذا بلغت المسافة الحد المتفق عليه بين الطرفين ركب الغالب على ظهر المغلوب إلى أن يوصله إلى الميدان.
عظيم سرا:
وهي لعبة جميلة يزاولها الأولاد والشباب في الليالي المقمرة، ويؤديها فريقان، فيعيِّنون مَن يبدأ اللعب بالقرعة مثل معظم الألعاب الأخرى، ويقف اللاعب وسط مجموعة من اللاعبين، بينما يقف البقية من المشاركين متجهين بعكس اتجاه رمي العظم، ثم يرميه، وعند سقوطه ينطلق الفريقان للبحث عنه، فمن يعثر عليه يأخذه سرًا، ثم يستعد للعودة إلى نقطة البداية معلنًا ذلك بقوله: (سرى) ليلحق به البقية، فإن ظفروا به هُزم، وإلا فاز هو ومجموعته. ويجب أن يدخل اللاعب الذي يعثر على العظم نقطة البداية ليحصل على الفوز قبل أن يُختطف منه العظم، وإن اختُطف منه قبل أن يصل انطلق الذي ظفر به والبقية تطارده طمعًا في المهمة نفسها.
العَتْبة (عتيب):
وهي لعبة رياضية يمشي فيها اللاعب برِجل واحدة مع القفز، وتلعبها البنات بالنهار وفي الليالي المقمرة. يلعبها اثنان بعمل مربعات متتالية مخطوطة على الأرض، بحيث يضع اللاعب أو اللاعبة في أول المربعات قطعة من العظم، ثم يعتب (يقفز) على رِجل واحدة، ويحرك العظم في المربع الأول برِجله ليخرجه إلى المربع الذي يليه، فإن نجح استمر حتى تنتهي المربعات وإلا لعب الآخر... وهكذا.
السطعة (سطيع):
يلعبها الصغار (بنين وبنات). وتتمثل هذه اللعبة في ثلاثة خطوط تقطعها خطوط أخرى تماثلها في العدد، ويلعبها اثنان بحيث يكون مع كل واحد ثلاثة أحجار يقوم بصفِّها على الخط الذي أمامه، ثم يحاول كل لاعب بالتناوب تحريك أحجاره بحيث يتمكن من صفِّها على خط مستقيم في مكان آخر، فإن استطاع ذلك غلب صاحبه وطلب منه أن يمدَّ إحدى كفيه ليضربه في كفه ضربة تُسمى (سطعة).
الصقلة:
تلعبها الفتيات والنساء في النهار، وتشترك في لعبها اثنتان فأكثر، وذلك بخمس حصيات بحجم نوى التمر، إذ ترمي اللاعبة الأحجار في الهواء محاولة إبقاء واحدة منها على ظهر كفها، ثم ترميها وتلتقط الأحجار الساقطة على الأرض واحدة واحدة، وهي في كل مرة تحاول جاهدةً الجمع بين تلقُّف الحجر الذي ترمي به في الهواء وأخذ الحجر الموجود في الأرض، وفي المرة الثانية تأخذ من الأرض حجرين، وفي الثالثة ثلاثة أحجار، ثم في الرابعة أربعة أحجار مرة واحدة. ومتى أتمت اللاعبة ذلك دون أن يسقط الحجر الذي تقذف به في الهواء وتتلقاه بظهر كفها؛ فإنه لا يبقى عليها سوى فتح ما بين إصبعَي الإبهام والسبابة من يدها اليسرى بعد وضع طرف الإبهام والسبابة على الأرض، ثم مخالفة يدها اليمنى وفيها الأحجار وراء اليسرى، ثم ترمي الأحجار مقابلة لفتحة ما بين الإصبعين، وتسأل اللاعبة الثانية: "أين الجدة؟" وهي آخر ما يجب إدخاله من الأحجار، ولكن متى تحركت (الجدة) بإصابة حجر آخر أو بيد اللاعبة أو سقط الحجر الذي ترمي به في الهواء على الأرض توقفت اللاعبة وبدأت الثانية... وهكذا.
حبا حبا بوني:
تلعبها البنات في النهار وفي الليالي المقمرة؛ إذ تمسك فتاتان كلٌّ بيدَي الأخرى بحيث تكون متقاربتَي القدمين متباعدتَي النحرين وتدوران بسرعة، إحداهما حول الأخرى، وكلما طالت مدة دورانهما زادت سرعتهما حتى تسقط إحداهما، والفائزة مَن تستطيع المحافظة على توازنها دون أن تسقط، وخلال دورانهما تردد اللاعبتان الأهزوجة الآتية:
حبـــا حبـــا بـــالحراري يــــا مقْطِعِـــي وهلالـــي
وأمــــي تعــــدّ اللولـــو وأبـــوي يصـــكّ حجــولي
حبــــا حبــــا بــــوْني بالسُّــــــوق لاقـــــوني
معهــــم ولــــدْ عمِّـــي يبــــي يْخَـــطِبْ أخـــتي
ثم تقوم إحدى الحاضرات مكان مَنْ تسقط، أو تعيد هي الكَرّة إذا لم توجد مَنْ ترغب في اللعب.
الدوام:
يلعبها الأولاد الكبار في النهار، وتعتمد على خفة اليد. والدوامة قطعة من الخشب أحد أطرافها مدبب وبطرفه مسمار، وتتكون من جزأين: صحفة بحجم فنجان القهوة فأقل، ومغزل وهو أطول من الصحفة قليلاً. وتُلعب الدوامة في مكان مخصص يُسمى (اللعسة)؛ حيث يلف اللاعب على الدوامة سلكًا أو خيطًا خاصًا يُسمى (المريرة)، ثم يقف على بُعد يتناسب مع طول الخيط، فيرمي الدوامة وسط اللعسة - وهو واقف - بسرعة وبقوة، في محاولة منه لإطالة بقاء دوامته وسط اللعسة، والذي تبقى دوامته مدة أطول من زملائه فاز باللعبة... وهكذا. وربما حمل اللاعب دوامته براحة يده أثناء دورانها دون أن يحدَّ ذلك من سرعتها؛ إذ تكون راحته عندئذٍ بمثابة اللعسة.
الأسح:
يلعبها الأولاد في الليل والنهار، وتبدأ بالقرعة، فمن وقعت عليه القرعة عُصبت عيناه وأمسك بغترة أو شماغ مفتول من وسطه، ثم يبدأ اللعب بأن يرمي كل واحد من المشاركين غترته بين قدمي الشخص معصوب العينين ويجلس في مكانه، فإذا جلس آخر لاعب أصدر قائد الفريق إشارة خفيفة إيذانًا ببدء بحث كل لاعب عن غترته بين الغُتَر الملقاة، فإذا صادف اللاعب الذي عُصبت عيناه أحدَ اللاعبين ضربه بالغترة ولحقه اللاعبون أيضًا ليضربوه بغُتَرهم حتى يصل إلى بداية الملعب ثم تُعصَبُ عيناه... وهكذا.
شريخ الشرخ:
هذه اللعبة لا تتقيد بعدد معين من اللاعبين، وتبدأ كذلك بالقرعة؛ إذ يتقدم من وقعت عليه القرعة أمام اللاعبين ويبقى اللاعبون خلفه، فيبدؤون اللعب وذلك بالقفز من فوق ظهر اللاعب المنحني أمامهم واحدًا بعد الآخر دون لمسه إلا بأطراف اليدين، ويتم القفز بفتح القدمين، فإن سقط اللاعب أو لامس زميله المنحني أخذ الدور بدلاً منه، ثم تستمر اللعبة حتى يبقى شخص واحد، ويكون بذلك هو الفائز لكونه لم يقع في محذور.
الهيم:
تُلعب بالحجارة، وتفيد هذه اللعبة في التدرب على حُسن التصويب من مكان بعيد؛ حيث يلعبها اثنان يعيِّنان هدفًا من عظم ونحوه، ويصوِّب الأول تجاهه، فإن أصابه حصل على نقطة تُسمى (الحيل) وإلا لعب الآخر.
الدنان:
يلعبها الصغار نهارًا. والدنانة عجلة تشبه عجلة الدراجة، تُؤخذ من أطراف البراميل وبعض أحزمة الأسلاك الشائكة، يسيِّرها اللاعب على الأرض بـ (قضيب معدني) بطول م تقريبًا، بطرفه قطعة من حديد تحفظ توازن الدنانة وتوجهها مع الطرقات الضيقة وتوقفها وقت الحاجة بسرعة. وباحتكاك الدنانة مع القضيب المعدني يصدر لها صوت جميل يُطرب اللاعبين ويحمِّسهم، ويساعد على تجمعهم من بيوت أهلهم متى سمعوا هذا الصوت.
سليسل هدوه:
وتُلعب في الليل والنهار، بحيث يربط أحد اللاعبين خصره بغترته ويمسك الحكم بطرفها، فيما يحاول بقية اللاعبين الاختفاء، فإذا لزم كل واحد منهم مكانه قال الحكم: "حاكم سليسل"، فيقول اللاعبون بصوت واحد: "هِدّوه"، ثم يقول الحكم: "أكل عشاكم" فيقولون: "هِدّوه"، فيقول: "سبح في ماكم.. رقد برداكم.. قضب رشاكم.. هذا هو جاكم" واللاعبون يرددون: "هِدّوه". ويُطلق اسم "سليسل" على الذي يبدأ عملية البحث عن اللاعبين المختفين، وأول واحد يُكتشف مخبؤه يُدعى (سليسل) وينتهي بذلك دور من اللعبة ليبدأ دور آخر بقيادة (سليسل)... وهكذا
المرامي:
هو هدف من صخرة مستطيلة أو عظم أو عود على بُعد يتفق عليه المتبارون، وتكون اللعبة بين مجموعتين متساويتين في العدد أو بين شخصين فقط، وفي يد كل من المتبارين حجر يُسمى (هيما)، ويكون عند الهدف شخص آخر للتحكيم وتوضيح أبعاد الإصابات، وتفوز إحدى المجموعتين إذا أتمت مجموع الإصابات المتفق على عددها بين الجميع.
محيبس:
وهي لعبة تقوم على الحدس والتخمين، وتتم بين مجموعتين متكافئتين بحيث يخفي واحد من إحدى المجموعتين علامة ما تكون معه طالبًا من أحد أفراد المجموعة الأخرى معرفة المحبوس أي المخفي، فإن أصاب في معرفته أخذه وسجل لفريقه نقطة، وذلك بعد الاتفاق على عدد من النقاط بحيث تفوز التي تبلغها من إحدى المجموعتين قبل الآخرى.
القابة:
لعبة جماعية يُتبارى فيها على عظم صغير مدور يُؤخذ من ركبة البعير ما بين الساق والفخذ، ويضربه المتباري بعصا مستقيمة تُتخذ - غالبًا - من عسيب النخيل، ليضعه في المكان المحدد له بالوسط فيما يراوغه زملاؤه عليه، وإذا ضربه أحدهم عمد إليه المتباري الأول وبادره - إن فطن بسرعة - بقوله: "أمك" ليحميه منه
حمد حمد:
يتم اختيار أحد اللاعبين وهو الأقل قدرة على ممارسة اللعبة ليجلس مادًا رجليه إلى الأمام، ويتم اختيار لاعب آخر يضع رأسه بين قدمي اللاعب الجالس الذي يغطي رأس اللاعب الآخر، ثم يدق على ظهره بلطف قائلاً له: "حمد.. حمد"، فيرد عليه: "لبيه.. لبيه"، فيسأله: "متى عرسك؟"، فيقول: "ليلة الأحد". ثم تبدأ اللعبة بأن يقوم أحد اللاعبين بالقفز فوق ظهر اللاعب مع استعمال الخداع، كأن يُصدر أحدهم صوتًا ويقفز غيره، فإن عرفه اللاعب الذي غُطي رأسه جلس القافز مكانه، وإن لم يتمكن من ذلك أمرهم اللاعب الجالس بالتفرق والاختفاء، وبعد ذلك يقوم اللاعب الآخر بمطاردة زملائه محاولاً الإمساك بأحدهم، فإن تمكن من ذلك قبل رجوعهم إلى مكان اللاعب الجالس حل اللاعب الذي تم الإمساك به محل اللاعب المطارد، وإن لم يستطع أعاد المحاولة بلعبة جديدة. والذي تنفد لياقته البدنية من كثرة الجري يحل محل اللاعب الجالس.
إزبير:
يلعبها مجموعتان من الأطفال؛ إذ يتم الاتفاق على اختصاص كلٍّ منهما بجهة معينة، ويُحدَّد وقت تقوم خلاله كل مجموعة بوضع أكوام صغيرة جدًا من التراب أو الرمل في أجزاء خفية من الجهة المخصصة لهم، ثم يجتمع الفريقان ويتجه كل منهما لمحو ما وضعه الفريق الآخر.
وتتجلى مهارة كل فريق وذكاؤه في قدرته على وضع الأكوام الصغيرة بعيدًا عن أعين الطرف الآخر، ويمحون آثار أقدامهم لئلا يستدل خصومهم على المواقع التي وضعوا فيها أكوامهم. وأخيرًا يتم عَدُّ الأكوام التي لم يُعثَر عليها ليُسجَّل عددها نقاطًا على الطرف الآخر.
البقرة:
يتم تنفيذها في الليالي التي تُقام فيها حفلات الزواج؛ إذ يُعطى الأولاد حرية السهر لفترة من الوقت، وذلك بأن يقف أحدهم في الأمام ويجلس خلفه اثنان في وضع محدد، ويُغطى الثلاثة بقطعة كبيرة من القماش فيما يُوضع على رأس الأول غطاء يشبه رأس البقرة، ثم يسير الثلاثة بهذا الشكل الغريب في الأسواق المظلمة لإخافة من يلاقيهم من الأطفال الذين لم يعلموا بالأمر.
إغليمطا:
وفيها تُربط عينا أحد الأطفال ويتفرق زملاؤه في أمكنة محددة لا يغيرونها، مع لزومهم الصمت المطبق، فيما يحاول الطفل معصوب العينين الإمساك بأحدهم ليحل كلٌّ منهما محل الآخر.
طاق طاقية:
يُشكل الأطفال حلقة دائرية، ويبدأ أحدهم بالدوران ومعه غترة يعقد طرفها مرددًا أهازيج محددة يرد عليها اللاعبون الجالسون ردًا معينًا، وفي أثناء دورانه يقوم هذا اللاعب بإلقاء الغترة خلف أحد اللاعبين خفيةً، وعندما يكمل الدورة بعد إلقائه الغترة يأخذها ويضرب بها من وُضعت وراء ظهره حتى يدور خلف زملائه ويعود إلى مكانه مرة أخرى، وذلك جزاء عدم انتباهه إلى وجود الغترة خلفه.
أما إذا شعر اللاعب الجالس بأن الغترة قد وُضعت خلفه فإنه يسارع بأخذها ويضرب بها اللاعب الذي وضعها ويحل محله بالدوران، وكانت هذه اللعبة تُلعَب في المدارس الابتدائية في الثمانينيات من القرن الرابع عشر الهجري/الستينيات من القرن العشرين الميلادي في حصص التربية الرياضية.
الروجحان:
ونعني بها الأرجوحة التي يصنعها الأطفال بشكل خشبة طويلة تُوضع فوق جذع النخلة أو نحو ذلك بحيث يركب أحدهم على أحد طرفي الخشبة ويركب طفل آخر على طرفها الثاني. ويطلقان أثناء تحركها إلى الأعلى ثم إلى الأسفل بعض التعبيرات الدارجة مثل (الروجحان عشر وثمان).
حدارجا بدارجا:
تلعبها مجموعة من الفتيات الصغيرات؛ إذ يجلسن على شكل حلقة دائرية ويبسطن أكفهن على الأرض وسط الدائرة، وتبدأ إحداهن بإلقاء أهازيج معينة أولها اسم اللعبة (حدارجا بدارجا) وآخرها كلمة محددة معروفة سلفًا للجميع، وتلمس بيدها أيدي اللاعبات الأخريات بالترتيب عند النطق بكل كلمة تقولها، وعندما تنطق بآخر كلمة يجب على من لمست يدها عند نطق هذه الكلمة أن ترفع يدها إلى أعلى، وإن لم تفعل ذلك بسرعة تُسارع زميلاتها بضرب يدها.
طبق زيزي:
وفيها تقف فتاتان يكون طولهما وحجمهما متناسبَين، وتُسند كلٌّ منهما ظهرها إلى ظهر الأخرى مع تشابك أيديهما، ثم تقوم اللاعبة الأولى بثني جذعها إلى الأمام لترفع زميلتها فوق ظهرها، ثم تفعل الأخرى مثل ذلك مع ترديد كلمات محددة
رياضة الصيد:
ولها أدوات مختلفة نستعرض هنا بعضًا منها:
1- النباط:
هو عود من الأثل له رأسان (محجان) بشكل زاوية حادة، يهذبه صاحبه ثم يربط في أعلى كل رأس طرفًا من شريط من المطاط، ويجمع بين طرفيه الآخرين برقعة مستطيلة من الجلد المدبوغ تكون مقرًا ومكانًا لرمي حصاة صغيرة الحجم ومدببة، ويُفضَّل أن يكون لها بعض الرؤوس حتى تدمي الطير وتجرحه. يمسك الصياد عود الأثل (المحجان)، ويمسك بالأخرى رقعة الجلد التي تحوي الحصاة ويجرها بشدة، ثم يطلقها وهي مشدودة بعدما يصوب تمامًا تجاه الرمية.
2- المفقاس:
وهو عود مستطيل ليّن يؤخذ إما من عسب النخيل أو من الأثل، ويُربط بين طرفيه بخيط ليعمل تقويسًا أشبه ما يكون بانحناء القوس عند رمي النشاب، ويضع الصياد طُعمًا للطائر على الطرف الأسفل للمفقاس، وعندما يقع الطائر ليتناول الطُّعم يكون موقع رجليه مثيرًا لحركة المفقاس السريعة فتمسك برجليه أو إحداهما حتى يعود صاحب المفقاس فيمسك بالطائر ويخلِّصه ويأخذه، ثم يعيد ربط مفقاسه مرة أخرى لطائر جديد، ويكون مكان المفقاس دائمًا قرب ماء جارٍ وتحت ظل نخلة صغيرة أو شجرة.
3- الملواف:
وهي عصا قد لا يتعدى طولها م، يمسك بها صاحبها، ويحاول أن يلقيها على الطائر بقوة عندما يفاجئه حاطًا قرب الماء أو على غصن شجرة غير عالٍ، فعندما يبدأ الطير طيرانه يكون صاحب (الملواف) قد ألقاها عليه أو لوّح بها أمامه في الهواء إذا كان قريبًا منه، ولربما صاده إذا أصابته العصا، وتعتمد هذه العملية على المهارة وسرعة الحركة وتناسُبها مع حركة الطير وموقعه، فإن مات من ضربته دون إسالة للدم تركه ولم يأكله؛ لأنه يصبح في هذه الحالة موقوذًا، وإن سقط الطير مصابًا بجراح وأدركه بالذكاة الشرعية أكله.
مظاهر الثبات والتغير
من سنن الحياة عدم بقاء الأشياء على أحوالها المتعارف عليها، ومن ذلك ما طال أساليب الترفيه وقضاء أوقات الفراغ من اختلاف جذري في وقتنا الحاضر عما كانت عليه الأساليب في جيل الآباء والأجداد؛ ففي الوقت الحاضر دخلت الألعاب الإلكترونية مثل: الأتاري وألعاب الحاسب الآلي...إلخ في الحياة اليومية بوصفها وسائل حديثة من وسائل الترفيه لسكان منطقة القصيم، وبالإضافة إلى ذلك فقد أُنشئ كثير من المتنـزهات التي زُوِّدت بالألعاب المختلفة للأطفال ومنها الألعاب الكهربائية (الملاهي)... وغيرها.
"وكنتيجة للتغير السريع الذي يمر به المجتمع السعودي فقد حدث تغير جذري في الألعاب الشعبية التي كانت تمُارَس في الماضي، وبدأت تزاحمها أنماط وألعاب حديثة وافدة على المجتمع السعودي، وعلى رأس هذه الألعاب الحديثة في طريقة اللعب لعبة كرة القدم التي أصبحت تجذب الشباب لممارستها فضلاً عن مشاهدتها والتمتع بفنونها. وأُنشئت الأندية الرياضية التي تُمارَس فيها وسائل الترفيه تحت إشراف متخصصين في هذه المجالات. وبالإضافة إلى هذه التغيرات فقد وفدت إلى البلاد مجموعة من الألعاب التي لم تكن معروفة في المجتمع السعودي وإنما دخلت عليه من خلال العقود الخمسة الماضية، فعلى سبيل المثال هناك ثلاث وثلاثون لعبة من الألعاب التي وفدت على المجتمع السعودي مع شرائح سكانية متنوعة من مختلف الأقطار قدمت للعمل في المملكة العربية السعودية، ومن أمثلة هذه الألعاب: الألعاب الكهربائية، الملاهي، والألعاب النارية التي نراها منتشرة بين الأطفال وبخاصة في الأعياد رغم ما تشكله من خطورة...إلخ من الألعاب الوافدة التي لم تكن معروفة في الوقت السابق لاحتكاك المجتمع السعودي بالمجتمعات الأخرى، ذلك الاحتكاك الذي ولد الكثير من الاستعارة والنقل من هذه الثقافة ما انعكس على كثير من مناشط الحياة الثقافية بشقيها المادي والمعنوي" وقد حلت بدلاً من الألعاب الشعبية أيضًا ألعاب الرياضة الغربية مثل: التنس، والبلياردو، والبولينج...إلخ. أما على مستوى الألعاب الفردية فقد أصبح لألعاب الحاسوب حضور في كل بيت تقريبًا.
كما يمثل التلفاز والفيديو وسيلتي ترفيه حديثتين في المجتمع، فقد أصبح التنقل عبر القنوات متاحًا للجميع في ظل الأقمار الاصطناعية التي أتاحت الاتصال السريع بين الثقافات.
ولعل أبرز أنواع الاتصال والترفيه في الوقت الحاضر هو (الإنترنت) الذي أصبح الشغل الشاغل لكثير من الشباب، فهو يتيح لهم الاتصال بالثقافات والمجتمعات الأخرى، وبسبب الاحتكاك بالثقافات الأخرى وتحت وطأة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طالت المجتمع السعودي لم يعد يُعرف كثير من الألعاب الشعبية التي كانت تُمارَس إلى وقت قريب من قِبَل الأطفال أو الشباب.
إن الترفيه أخذ شكلاً ونمطًا جديدين في المجتمع السعودي بوصفهما نتاجًا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طرأت على المجتمع.