الاحتفال بالزواج في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الاحتفال بالزواج في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الاحتفال بالزواج في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
أ - في المدن:
 
كان الاستعداد يبدأ بمنـزل العريس فتُفرَش في المنـزل حجرة الزوجين بفراش وثير  ، وتُزيَّن بالمرايا وأنواع الطرز اليدوي من مفارش ومحاجر على الجدران، ويُؤتى بأنواع العطور يتخللها الورد المسحوق وأنواع الأعشاب البرية مثل النفل مع المسك و (الزباد) لتُمشَّط بها العروس.
 
ويتوافد الناس على المنـزل بين مهنئ ورافد بما يستطيع أن يقدمه سواء أكان ذبائح أم ملابس.
 
ويشترك الحي باستقبال العريس ومن معه من أهله وأقاربه وسكان حيه، إذ يمرون على بيوت حي العريس، ويسمَّي أهل العروس ذلك (السفارة). أما الولائم فتتم في يوم الغد، ويُدعى إليها الجيران فقط، كما يُهدى إلى بعض الأقارب منها حتى لو كانوا بعيدين عن سكن أهل العروس.
 
ومكان الرجال يكون مجهزًا من بعد العصر، لأن السهرة ستمتد إلى ساعة متأخرة من الليل، وبعد صلاة المغرب تأتي العروس تصحبها مجموعة كبيرة من النساء بينهن أم الزوج وأخواته وقريباته، وتعلو الأصوات بالترحيب بالعروس ومن معها، وتعلو الزغاريد مع الترحيب، وتُقَدَّم (صينية) كبيرة مملوءة بالطعام المكون من الأرز واللحم أو الخبز المخلوط مع اللحم والمرق وتُسمى (المشاوة) وتُوضع وسط الدار ليأكل منها الرجال، وبعد الأكل تبدأ العرضة الشعبية، وتبدأ النساء - في مكان منفرد - بالغناء حتى آخر الليل.
 
وفي صبيحة اليوم التالي ينحر الزوج جزورًا أو جزورين أو مجموعة من الغنم، وبعد العصر يتوافد الرجال ومعهم ما استطاعوا إحضاره من أكل في جِفانٍ من الأرز أو الهريس، أو الثريد الذي تأتي به النساء من أهل الحي إلى المنـزل الذي فيه العرس، ويُوضع اللحم الذي طُبخ في منـزل العريس حيث تُطبَخ فيه الذبائح فقط فوق الطعام المهدى، ويبدأ تناول الأكل من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، وبعد صلاة المغرب يخلو المنـزل ليبقى العريس مع عروسه.
 
ولقريبات الزوج مشاركتهن في التعبير عن فرحتهن بالزواج؛ فكل واحدة تأتي بوجبة إفطار يتفقن عليها وتُسمى (الصبحة)، وتكون لمدة أسبوع، علاوة على ما يهدين للعروس من حلي أو أقمشة.
 
ب - في البادية: 
 
كانت حفلات الزواج تُقام لمدة ثلاثة أيام تُذبح خلالها الأغنام، وأحيانًا الإبل، وكان يُوجد بعض العادات - التي اندثرت اليوم - مثل (الحفالات)؛ وهنَّ مجموعة من النسوة من جارات أصحاب العرس، يتجمعن في أحد البيوت، ثم يسرن وينشدن أهازيج شعبية، ويحملن على أيديهن أواني مملوءة بالسمن والمريس (الأقط).
 
وأحيانا يرقص الرجال ويرددون كلمات غالبًا ما تبدأ بذكر الله مثل:
 
وأول  الفـــال ذكـــر اللـــه     والشـــــياطين نخزيهـــــا
العبـــوا  يـــا عبيــد اللــه     دارنــــا الغيـــث يســـقيها
ومثل:
 
يـــاهل البيـــت الجـــديدي     علَّـــه مـــبروك وســـعيدي
وقد كان الرجال في النهار يضعون هدفًا (نيشانًا) ويقومون برمايته بالبنادق، وكان هذا يعتمد على الدقة في الرماية ومعرفة فنونها.
ويحضر المدعوون من الرجال، وكلٌّ معه شاة أو جمل يعطيه لأهل العريس، أما المهر فكان في الغالب خمسة من الإبل تُعطى للأب، وجملاً يعطى للأم، وفي الغالب كان الأب يهدي ابنته بهذه المناسبة عشرين من الغنم، خصوصًا إذا كان زوجها فقيرًا، وإذا زارت الزوجة بيت والدها فلا بد كذلك أن يهديها مجموعة من الأغنام أو الإبل.
 
شارك المقالة:
66 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook