الصناعة في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
تعد الصناعة من القطاعات الاقتصادية الرئيسة في منطقة القصيم، وقد عُرفت الصناعة بالمنطقة منذ القدم. وقد شهدت الصناعات المحلية في المنطقة تحولاً جذريًا؛ حيث أسهم ظهور النفط في المملكة في التحول من الصناعات التقليدية إلى الصناعات الحديثة. ومما ساعد في نمو الصناعة وتطورها: توافر عناصر الإنتاج المتمثلة في: الخامات والثروات التعدينية، واكتمال البنية الأساسية وخصوصًا شبكات الطرق السريعة ووجود ميناء جوي، وأخيرًا وجود عدد كبير من السكان في سن قوة العمل.
أ - لمحة تاريخية:
كانت الصناعة في المنطقة قبل العهد السعودي الحديث محصورة في صناعة المنتجات الحرفية التي تفي باحتياجات السكان اليومية، حيث اشتهرت المنطقة منذ القدم بصناعة الأواني النحاسية ومعدات الزراعة والنجارة وصناعة الجلود، وكان الزائد عن الحاجة يسوّق إلى المناطق المجاورة أو تتم مقايضته بسلع وخدمات أخرى في بعض المناطق الأخرى. وكانت هذه الصناعات تعتمد على الخامات المتوافرة في المنطقة أو التي تجلب إليها من المناطق المجاورة. وعلى الرغم من بساطة هذه الصناعات إلا أنها كانت مصدرًا من مصادر الرزق للعاملين بها، حيث إن كثيرًا من الأسر كانت تعتمد على هذه الصنعة في جل معيشتها، حتى إن بعض الأسر تتخصص في صناعة معينة. ولا يزال كثير من هذه الصناعات اليدوية مستمرًا حتى الآن مع الاستفادة من التقنية الحديثة في تطويرها. فعلى سبيل المثال ما زالت صناعة الأحذية من الجلود الطبيعية من الحرف التي تلاقي إقبالاً كبيرًا وهي من الحرف التي تشتهر بها المنطقة. ومنذ بداية العهد السعودي وظهور النفط، بدأت الحال تتغير حيث شهد قطاع الصناعة في المنطقة نهضة صناعية كبرى بفضل الدعم غير المحدود الذي قدمته الدولة لهذا القطاع؛ رغبة في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتخفيف الاعتماد على البترول، والرغبة الجادة في إيجاد فرص عمل للمواطنين.
ب - أبرز التطورات:
على الرغم من أن المملكة عمومًا والقصيم خصوصًا تعد حديثة العهد بالصناعة - بمعناها الصحيح - مقارنة بالدول المتقدمة، إلا أن المنطقة شهدت نهضة صناعية أسهم فيها عدد من العوامل من أهمها:
التسهيلات التي قدمتها الدولة للمستثمرين ساعدت على إعطاء الفرصة للقطاع الخاص للإسهام الفعال والمتزايد في مجال الاستثمار الصناعي، حتى تمكنت الصناعات المحلية من منافسة الصناعات المستوردة، وتمكنت كذلك من تصدير الفائض من إنتاجها إلى البلاد المجاورة.
توافر بعض المواد الخام وخصوصًا لمصانع المواد الغذائية التي تعتمد على الإنتاج الزراعي الحيواني وذلك لميزة المنطقة النسبية في هذا المجال.
توافر البنية الأساسية في المنطقة التي تعتمد عليها الصناعة، كالطاقة والطرق الحديثة والخدمات والمرافق العامة.
وجود مدينة صناعية مجهزة
وقد أسهمت العوامل سابقة الذكر مجتمعة في نمو القطاع الصناعي بالمنطقة نموًا مطردًا، حيث زاد عدد المصانع المنتجة والمرخصة بموجب نظامي حماية الصناعات الوطنية واستثمار رأس المال الأجنبي من 41 مصنعًا في عام 1402هـ / 1982م إلى 140 مصنعًا عام 1425هـ / 2004م، وزاد حجم رأس المال المستثمر في الصناعة خلال الفترة نفسها من 1267.53 مليون ريال سعودي عام 1402هـ / 1982م إلى 3514 مليون ريال سعودي عام 1425هـ / 2004م. كما أدت هذه الزيادة في عدد الصناعات بالمنطقة إلى زيادة حجم العمالة من 2.114 عاملاً عام 1402هـ / 1982م إلى 8802 عام 1425هـ / 2004م. و (جدول 11) يوضح تطور القطاع الصناعي في المنطقة خلال الفترة من 1402 - 1425هـ / 1982 - 2004م.