رتبة الحرشفيات في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
تشتمل هذه الرتبة على ثلاث تحت رتب، وهي: تحت رتبة السحالي الديدانية، وتحت رتبة السحالي، وتحت رتبة الثعابين، ونعرض هنا أهم أنواع كل مجموعة.
أ - تحت رتبة السحالي الديدانية (Suborder Amphisbaenian):
وتعرف بـ (السحالي الحلقية أو الدودية)؛ لشبهها بالديدان الحلقية في الشكل العام، وهي سحالي صغيرة الحجم؛ إذ يصل أكبرها حجمًا إلى 60سم، وهي متكيفة مع المعيشة في الجحور، وأجسامها متطاولة، وذيلها قصير، وليس لها أطراف، ولا يوجد لها فتحة أذن خارجية، والعيون مختفية في الجلد.
وتضم هذه المجموعة عائلتين فقط تحويان نحو 40 نوعًا منتشرة في المناطق الاستوائية والمدارية، ويوجد منها في المملكة نوع واحد فقط، وتتغذى على الحشرات الصغيرة والديدان، وتتكاثر بالبيض
- السحلية الديدانية (Diplometopon zarudnyi):
تعد هذه السحلية النوع الوحيد من العائلة الموجودة في المملكة، وانتشارها محدود في بعض المناطق الرطبة والزراعية في وسَط المملكة، وعلى سواحل الخليج العربي بشكل خاص، وتسمى هذه السحالي بـ (ذات الاتجاهين)؛ لتشابه منطقتي الرأس والذيل، وهي متكيفة مع المعيشة في الجحور؛ لذا ليس لها أذن خارجية، والعيون مختفية تحت الجلد، ويصل طول السحلية إلى 25سم، وتمتاز بخلوها من الأطراف، والحراشف صغيرة وملساء وموزعة على هيئة حلقات بينها حزوز أو أخاديد، والجلد رقيق، أما الرأس فمقوى بصفائح تساعد على الحركة خلال التربة.
وتعيش في المناطق الرملية وفي المزارع وتختبئ تحت الأرض خلال النهار، وتخرج قريبًا من سطح التربة ليلاً باحثة عن الغذاء من الحشرات والديدان الصغيرة.
ب - تحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia):
تضم تحت هذه الرتبة ست عائلات في المملكة، هي: عائلة العظايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة السقنقورات، وعائلة الأورال، وعائلة الحرابي، وتضم هذه العائلات نحو مئة نوع، ويوجد في منطقة القصيم عدد من الأنواع، أهمها:
- الضب المصري (Uromastyx aegyptius):
وهو أكبر أنواع الضب في الجزيرة العربية وسيناء، ويسمى الضب المصري كما يشير الاسم العلمي؛ لأن أول عينة جمعت منه ووصفت كانت من سيناء في مصر. وهو من عائلة العظايا أو الحراذين، ويمتاز بكبر حجمه؛ حيث يصل وزنه من 2 - 3كجم، وقد يصل إلى أحجام أكبر إذا ما أتيحت له فرصة الحياة، وللضب رأس مثلث مزود بفكين قويين بهما أسنان قرنية صغيرة، والجسم عريض مبطط، والذيل مخروطي مميز بأشواك مسننة حادة يستخدمها الضب لإبعاد الأعداء، وله أطراف أمامية وخلفية تنتهي بخمس أصابع، تنتهي كل إصبع بمخلب (برثن) قوي يستخدم في حفر الجحور، ولون الضب العام ترابي مصفر.
ويعيش الضب في المناطق السهلية والمناطق الحصبائية؛ لذا يسمى في بعض المناطق بـ (السهيلي)، حيث يحفر جحورًا عميقة وملتوية قد تصل إلى أكثر من 1م تحت سطح الأرض، وينشط الضب خلال النهار، ويتغذى على النباتات الحولية وأوراق الشجيرات، وهو النوع الوحيد من السحالي الذي يتغذى على النباتات، ويدخل فترة كمون خلال فصل الشتاء، ويعود إلى النشاط في بداية فصل الربيع واعتدال الجو، ويتكاثر خلال فصل الربيع، وعادة ما تضع الإناث ما يقرب من 30 - 40 بيضة في الموسم الواحد.
ويشكل الضب فريسة للكثير من الحيوانات، مثل: الطيور الجارحة، وبعض الثدييات والزواحف مثل الورل، وفي الوقت نفسه يشكل طريدة ممتازة لكثير من سكان المناطق الوسطى والشمالية في المملكة؛ حيث يقبل كثير من الناس على صيده وأكله وبخاصة في فصل الربيع، وقد ازداد صيد الناس له في الفترة الأخيرة؛ ما أدى إلى تناقص أعداده في كثير من مناطق انتشاره السابقة وبخاصة القريبة من المدن والقرى؛ مما ينذر بقرب زواله من تلك المناطق.
- السحلية ضفدعية الرأس (Phrynocephalus arabicus):
سميت هذه السحلية بهذا الاسم لأن رأسها مثلث الشكل مبطّط يشبه رأس الضفدع، وهي سحلية صغيرة الحجم؛ إذ يصل طول الجسم إلى 4سم، والذيل إلى 7سم، والجسم مبطط، ولها أطراف نحيلة طويلة نسبيًا، وذيل مستدق يميل لون الثلث الأخير منه إلى السواد، وعادة ما يكون معقوفًا مثل ذيل العقرب، ولون الجسم رملي تتخلله نقط بيضاء.
تعيش هذه السحلية في المناطق الرملية؛ وهي متكيفة مع هذه البيئة من حيث لون الجسم، والأطراف تنتهي بأصابع طويلة مزودة بحراشف جلدية تعطيها مساحة كبيرة تمكنها من السير على الرمل بسهولة، وتمتاز بمقدرتها العجيبة على إحداث اهتزازات سريعة بجسمها؛ ما يمكنها من الغوص داخل الرمال المفككة والاختفاء عن الأعداء. وهي نهارية المعيشة تنشط في الصباح، وتبحث عن الغذاء من الحشرات والديدان الصغيرة، وتلجأ إلى الشجيرات في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس، وتشكل هذه السحلية مع غيرها غذاءً لكثير من المفترسات من السحالي الكبيرة والثعابين.
- عظاءة سيناء (Agama sinaita):
وهي عظاءة صغيرة الحجم، والرأس مثلث، والجسم مبطط شبه دائري، والذيل نحيل وطويل، والأطراف طويلة ونحيلة، وتوجد فتحات أذن كبيرة على جانبي الرأس، كما يوجد خط قاتم على الرقبة والكتف، وتعيش هذه العظاءة في المناطق الصخرية بشكل عام، وتتخفى في الشقوق وتحت الأحجار، وهي نهارية المعيشة، وتتغذى على الحشرات واللافقاريات الأخرى.
- قاضي الجبل (Agama blanfordi):
وهو حرذون متوسط الحجم؛ إذ يصل طول الجسم إلى 15سم، وطول الذيل إلى 30سم، ولونه العام رمادي فاتح، وتوجد على الظهر خطوط معينية الشكل تميز الحيوان، كما توجد حلقات بنية داكنة على الذيل، والرأس مثلث الشكل كبير نسبيًا، والأطراف تنتهي بأصابع طويلة لها مخالب حادة، وأكثر ما يميز هذا الحرذون ارتخاء منطقة الحلق لتظهر على هيئة امتداد جلدي عندما يتعرض الحيوان للإثارة؛ ومن هنا جاء الاسم.
ويعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول المفتوحة، ويفضل المناطق الشجرية؛ حيث يقضي معظم الوقت متسلقًا على أفرع الأشجار في انتظار فرائسه، وهو حيوان نهاري المعيشة، ويتغذى على الحشرات واللافقاريات، ويعتمد على السكون وعدم الحركة لاقتناص الفرائس والتخفي من الأعداء.
- البرص ذو الدرنات (Bunopus tuberculatus):
وهو برص صحراوي متوسط الحجم، يميل لونه إلى البني القاتم مع وجود بقع يتصل بعضها ببعض لتكون خطوطًا بيضاء على الظهر، ولون البطن يميل إلى البياض، ويوجد على الجسم درنات واضحة وبخاصة على الجانبين؛ ومنه اشتق اسم الحيوان، والرأس مثلث الشكل وكبير نسبيًا، والعينان كبيرتان دائريتان، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع لها مخالب صغيرة أيضًا. ويعيش هذا البرص في المناطق الصحراوية، ويختبئ تحت الأحجار وقطع النباتات، وينشط خلال الليل، ويتغذى على الحشرات والديدان.
- البرص المنـزلي (Ptyodactylus hasselquistti):
البرص المنـزلي أو الوزغ سحلية مألوفة معروفة لعامة الناس؛ حيث يشارك الإنسان مسكنه منذ القدم، وهو ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يصل طوله نحو 8 - 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك، ورأسه مثلث الشكل، والعينان كبيرتان نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف، وقد تشاهد أحشاء الحيوان من خلاله، وأطرافه تنتهي بخمس أصابع تنتهي كل إصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء في أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها عندما يهاجم الحيوان؛ وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع والتمكن من الفرار.
ويعيش الوزغ في المنازل التي يسكنها الإنسان وفي البيوت المهجورة، وهناك نوع صحراوي يعيش في المناطق الجبلية يغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص الذي يعيش في المنازل، ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات. ويتغذى البرص على الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، لكنه لا يخلو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيرها، مع العلم بأنه لا توجد غدد سمية لأي من السحالي التي توجد في المملكة.
- البرص البري (Stenodactylus selvini):
وهو برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول الجسم إلى 8سم، والرأس والجسم صغيران، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة أيضًا. يعيش هذا البرص في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على الحشرات والديدان.
- البرص الدوري (Stenodactylus doriae):
وهو من الأبراص الصحراوية المتكيفة مع المعيشة في البيئات الجافة، ولون الجسم رملي أو ترابي بشكل عام، وهو متوسط الحجم، ويوجد على الذيل حلقات داكنة، كما توجد حبيبات على جانبي الجسم، والأطراف صغيرة، وتنتهي بأصابع فيها مخالب صغيرة أيضًا. يعيش هذا النوع في البيئات الرملية الحصبائية، وهو ليلي النشاط، ويتغذى على الحشرات والديدان، ويتكاثر بالبيض.
- سحلية شميدت (Acanthodactylus schmidti):
وهي إحدى أكثر أنواع السحالي الحقيقية انتشارًا، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طولها إلى 10سم، وعادة ما يكون طول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف إلى مرتين، ولونها رملي داكن ومرقش بنقط بيضاء على كامل الظهر، وتوجد على الذيل حلقات داكنة.
ورأس الحيوان متطاول، والعينان كبيرتان، والأطراف الأمامية قصيرة نوعًا ما، أما الخلفية فطويلة وتنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية واضحة تمكنها من المشي على الرمال المفككة بسهولة. يعيش هذا النوع في المناطق السهلية ذات التربة المفككة، وفي المناطق الرملية، وتنشط السحلية خلال فترات الصباح والمساء، وتختفي في الجحور في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس.
وتتغذى على الحشرات والديدان وصغار السحالي، وتتكاثر بوضع البيض خلال الربيع وبداية الصيف، وتوجد في المناطق الرملية سحلية أخرى تشبه إلى حد كبير هذا النوع تسمى (A. tilburyi)، ولكنها أصغر حجمًا، وتمتاز بوجود خط داكن على جانبي الجسم يمتد من خلف العين إلى منتصف الذيل.
- سحلية بوسكيانس (Acanthodactylus boskianus):
وهي من أنواع السحالي الحقيقية واسعة الانتشار في عدد من المناطق؛ وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طولها إلى 10سم، وطول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف، والرأس متطاول، ولا يوجد لها عنق، والأطراف جيدة التكوين تنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية صغيرة، ولون الجسم رمادي أو بني فاتح، وتظهر خطوط فاتحة تمتد على طول الجسم.
تعيش هذه السحلية في المناطق الصحراوية المفتوحة وبخاصة في البيئات التي تكثر فيها الأشجار والشجيرات؛ حيث تختفي تحت الأغصان لتبحث عن الغذاء، وتنشط خلال النهار في فترات الصباح الباكر وخلال المساء، وتختفي تحت الأشجار أو في الجحور خلال منتصف النهار؛ وذلك لاتقاء أشعة الشمس، وتتغذى على الحشرات وبخاصة الخنافس والديدان وصغار السحالي، ويوجد نوع آخر يشبه هذا النوع في الشكل العام واللون يسمى (A. opheodurus)؛ ولكنه أصغر حجمًا، ويعيش معه في البيئات نفسها.
- السقنقور (Scincus mitranus):
السقنقور من السحالي الشائعة في المناطق الرملية في وسط المملكة وشمالها؛ وهي سحلية مميزة بلونها الأصفر اللامع والبقع الداكنة على جوانب الجسم؛ ما يعطيها شكل القطار، حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق.
والجسم أسطواني مثل بقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء؛ ما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء من الأعداء، والرأس على هيئة مسحاة لتسهيل الغوص في الرمل، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع صغيرة، والذيل قصير مخروطي الشكل.
يعيش السقنقور في مناطق الكثبان الرملية، وعادة ما يشاهد يسير على سفوح الكثبان الرملية، ويبحث عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية. وللسقنقور قدرة كبيرة على الغوص داخل الرمال المفككة عندما يحس بالخطر.
ويصاد السقنقور ويؤكل في وسَط المملكة وشمالها، ويوجد بأعداد لا بأس بها في مناطق انتشاره.
- الدفان الصغير (Chalcides ocellatus):
وهو أحد أنواع عائلة السقنقورات، وهو سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طولها إلى نحو 15سم، ولون جسمها بني قاتم، وتوجد عليه أشرطة مستعرضة مبرقشة، والرأس صغير وغير مميز عن الجسم، ويغطى الجسم بحراشف صغيرة ملساء تساعد الحيوان على الدخول تحت الأشجار والجحور الصغيرة. والأطراف صغيرة جدًا وبخاصة الأمامية، وتنتهي بأصابع صغيرة. يعيش الدفان الصغير في المناطق الصحراوية، كما يوجد في المناطق الزراعية، وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان.
- السعودة (Mabuya brevicollis):
السعودة من عائلة السقنقورات، وهي سحلية متوسطة الحجم، يميل لونها إلى البني الداكن في منطقة الظهر، أما البطن فتميل إلى البياض، وتوجد خطوط باهتة على جانبي الجسم، وجسم هذه السحلية ممتلئ أسطواني الشكل، والحراشف ملساء؛ مما يساعد على الحركة تحت الأغصان والشجيرات، والأطراف صغيرة وتنتهي بخمس أصابع، والذيل مستدق النهاية.
تعيش السعودة في المناطق الزراعية، وتستخدم الجذوع مأوى لها، كما أنها تحتمي بالشجيرات وتحت أفرع النباتات عندما تهاجم، وتساعدها حراشف الجسم الملساء على الحركة السهلة والدخول في الأمكنة الضيقة التي توفر لها الحماية، وتنشط السعودة خلال النهار، وتتغذى على الحشرات واللافقاريات، وقد تدخل في كمون خلال فصل الشتاء مثل معظم السحالي، وتتكاثر خلال فصل الربيع وبداية الصيف، وهي من النوع الولود.
- الورل الصحراوي (Varanus griseus):
الورل زاحف مميز بحجمه الكبير؛ حيث يصل طول الجسم إلى أكثر من 1م، والرأس متطاول وكذلك الجسم، وله ذيل قوي طويل عليه حلقات داكنة يستخدمه أحيانًا في الدفاع عن النفس، وله عينان متوسطتا الحجم حادتا الإبصار، وفي الفم أسنان قوية ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على ظهره.
يعيش الورل في المناطق السهلية المفتوحة وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة ينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات بحركة سريعة، وقد يدخل الجحور باحثًا عن الفئران والسحالي والثعابين، ويتحرك في مناطق واسعة باحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية للابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم وفتح الفم وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو، وهذا ما يخيف كثيرًا من العامة، بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. إن مصدر خطورة الورل من عضته القوية وسرعته العالية؛ لذا يخشاه كثير من الناس.
ج - تحت رتبة الثعابين (Suborder Serpentes):
تضم تحت رتبة الثعابين نحو 3000 نوع في 12 عائلة منتشرة في جميع البيئات الأرضية والمائية وبخاصة في الغابات الاستوائية والمدارية، والثعابين متباينة الأحجام، فمنها ما يصل طوله إلى 12م مثل الأناكوندا البايثون، ومنها ما يتجاوز طوله عددًا من السنتيمترات.
تتغذى الثعابين على فرائس متنوعة، ويساعدها في ذلك عدم اتصال عظام الوجه والفكين بصورة محكمة؛ ما يساعدها على ابتلاع فرائس كبيرة الحجم، وليس كل هذه الأنواع سامة كما يعتقد كثير من العامة، حيث لا يتجاوز السام 25% من عدد الأنواع في العالم، ويوجد في المملكة ثماني عائلات من الثعابين تضم نحو 55 نوعًا، عشرة أنواع منها بحرية، وتشمل تحت الرتبة ثماني عائلات تضم نحو 45 نوعًا أرضيًا وعشرة أنواع بحرية كلها سامة ، في حين تشكل الأنواع السامة من الثعابين الأرضية نحو 50% من الأنواع. وفيما يأتي الأنواع الموجودة في منطقة القصيم.
- الثعبان الخيطي (Leptotyphlops macrorhynchus):
من عائلة الثعابين الخيطية (Leptotyphloidae)، وهو أحد ثلاثة أنواع في الجزيرة العربية، ويمتاز هذا النوع بخطمه المعقوف، ولون جسمه الوردي، وجسمه الدقيق، والحراشف الناعمة. وهو ثعبان صغير الحجم لا يتعدى طوله 20سم، ويعيش في المناطق الزراعية في جحور، وهو ليلي المعيشة، ويتغذى على النمل الأبيض بشكل رئيس، ويتعايش معها بوساطة إفرازه هرمون يجعل النمل الأبيض يتقبل المعيشة في جحر هذا الثعبان.
- الثعبان الدفان (Eryx jayakari):
ويسمى (الدساس) من عائلة العاصرات (البوا) (Boidae)، ويوجد نوعان من هذه العائلة في المملكة، وهو ثعبان مميز بلونه؛ إذ يغلب عليه اللون الرملي المحمر مع وجود بقع داكنة، والرأس غير مميز عن الجسم، والعينان في قمة الرأس، وجسم الحيوان أسطواني، والذيل قصير، والحراشف المغطية للجسم ملساء؛ ما يعطيه مقدرةً على الغوص في الرمال والاختباء من الأعداء، ويصل طول الحيوان إلى 50سم تقريبًا. وهو ثعبان غير سام، ويعيش في المناطق الرملية بشكل عام، حيث لا تكاد تخلو الكثبان الرملية منه، وهو ليلي المعيشة، ويتغذى على السحالي والأبراص والسحالي الديدانية، ويوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره؛ إذ إنه غير سام فلا يشكل خطرًا على الإنسان.
- ثعبان أبو السيور (Psammophis schokari):
وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) واسعة الانتشار، وسبب تسميته يعود إلى وجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، كما أنه يسمى (الزاروق)؛ نظرًا لسرعته العالية، وهذا ما يخيف كثيرًا من الناس رغم سُمِّيته الضعيفة، إذ يوجد له نابان خلفيان يفرزان سُمًَّا ضعيفًا يستخدمه الحيوان في قتل الفريسة، واللون العام للحيوان أخضر مغبر، والجسم أسطواني، والرأس صغير نسبيًا، ويصل طول الثعبان إلى 1م تقريبًا.
يعيش أبو السيور في المناطق الشجرية مثل السهول والأودية، ويكثر في المناطق الزراعية لتوافر الغذاء مثل الطيور الصغيرة والبيض، كما يتغذى على السحالي والقوارض، وهو نهاري المعيشة، ويمتاز بسرعة الحركة؛ ما يساعده على صيد فرائسه من الطيور والقوارض.
ولا يشكل هذا الثعبان أي خطورة رغم وجود أنياب خلفية له، كما أن له دورًا فعالاً في البيئات التي يعيش فيها وبخاصة المزارع، وذلك من خلال صيده لأعداد كبيرة من القوارض والضفادع وغيرها، ويعتقد أنه موجود بأعداد جيدة في مناطق انتشاره.
- ثعبان أبو العيون (Malpolon moilensis):
ويسمى (الحنش)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وتوجد من هذه العائلة أنواع عدة في المملكة غير سامة والقليل منها سام.
وسمي ثعبان أبو العيون بهذا الاسم؛ لوجود بقع سوداء خلف العين تبدو كأنها عين أخرى، وهو ثعبان شاحب اللون يشبه لون الرمال التي يعيش فيها، وغالبًا ما يميل لونه إلى الاصفرار، ويصل طوله إلى أكثر من 1م، وتوجد له أنياب خلفية تفرز سُمًَّا ضعيفًا يستخدمه لقتل الفرائس التي يتغذى عليها. يعيش هذا النوع في البيئات الصحراوية الرملية، ويفضل المناطق الشجرية مثل الأودية التي تتوافر فيها فرائسه.
ويعد هذا الثعبان ليلي المعيشة، ولكنه قد ينشط عند الغروب باحثًا عن غذائه، وقد يشاهد رافعًا مقدمة الجسم كما تفعل الكوبرا، كما أن له القدرة على نفخ القلنسوة؛ ولذلك يسمى أحيانًا (كوبرا الصحراء)، ويتغذى على السحالي والقوارض الصغيرة والطيور، ويوجد في مناطق عدة من المملكة وبأعداد لا بأس بها، ولا يتعرض لضغط الصيد مثل الثعابين السَّامَّة.
- الثعبان الأرقم (Spalerosophis diadema):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وهو غير سام، وذو انتشار واسع في المملكة، والأرقم ثعبان طويل نسبيًا؛ حيث يصل طوله إلى متر ونصف المتر، ويمتاز بلونه الرمادي الداكن مع وجود بقع سوداء على امتداد السطح العلوي له؛ ما أعطاه اسم الأرقم.
يعيش في المناطق المفتوحة والأودية والمناطق الزراعية؛ وهو ليلي المعيشة بشكل عام، ويتغذى على الجرذان والفئران وبخاصة في المناطق الزراعية؛ ولذلك فإنه يؤدي خدمة كبيرة للمزارعين من خلال القضاء على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات التي قد تسبب خسائر مادية لأصحاب المحصولات، بالإضافة إلى أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على حياة الإنسان لعدم سُمّيته، ويعتقد أن أعداده لا بأس بها، وهو جدير بأن يُحَافَظَ عليه.
- الثعبان الأنيق (Coluber elegantissimus):
وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، وقد سمي بـ (الأنيق)؛ بسبب ألوان جسمه الغريبة اللافتة للنظر، فلون الجسم أصفر تقطعه حلقات سوداء تبدأ من الرأس القصير إلى نهاية الذيل؛ مما يعطيه لونًا زاهيًا ومميزًا عن البيئة التي يعيش فيها.
والجسم أسطواني يصل طوله إلى 50سم تقريبًا، ويعيش هذا الثعبان في المناطق الجبلية والأودية، وينتشر من شمال غرب المملكة إلى حدود الرياض جنوبًا، وعلى امتداد جبال الحجاز إلى الوجه؛ وهو غير سام.
ويعد ليلي المعيشة، ويتغذى على القوارض والسحالي الصغيرة، وهو من الحيوانات المتوطنة والنادرة؛ حيث يوجد بأعداد قليلة في مناطق انتشاره؛ لذا يخشى عليه من الانقراض؛ وبخاصة أن لونه يغري بصيده واقتنائه.
- الثعبان الصخري (Coluber rhodorachis):
الثعبان الصخري من عائلة الثعابين الحقيقية (ColubridaeK)؛ وهو ثعبان طويل نسبيًا؛ حيث يصل طوله إلى أكثر من 1م، ولون الجسم رمادي أو وردي بشكل عام، ولون الرأس رمادي مسود مع وجود خطوط سوداء على جانبي الرأس، وهو غير سام.
يعيش هذا النوع من الثعابين في المناطق الصخرية كما يشير الاسم، ويوجد في الأودية والمناطق الجبلية من المملكة، وهو نهاري المعيشة يتحرك بسرعة فائقة بين الصخور باحثًا عن فرائسه، ويتغذى على السحالي والبرمائيات والقوارض، وهو غير ضار، ولا يشكل خطرًا على الإنسان، وربما يكون موجودًا بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره.
- الثعبان شبيه القط (Telescopus dhara):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، ومن الثعابين النادرة في المملكة؛ إذ يصل طوله إلى 1م، وهو ذو لون محمر أو صدئي، وقد توجد ألوان أو بقع على الجسم عند بعض الأفراد؛ ما يعطيه لونًا مميزًا، كما أن العين لها بؤبؤ بيضوي تشبه عيون القطط؛ ومن هنا جاء الاسم، وللثعبان أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان لقتل فرائسه.
ويعيش الثعبان شبيه القط في المناطق الصخرية والأودية؛ وهو ما يفسر لون الجسم، وينشط ليلاً للبحث عن الفرائس، حيث يتغذى على القوارض والسحالي والطيور، ويتكاثر عن طريق البيض. وهو قليل الانتشار، ولا يُرى إلا نادرًا، ويخشى أن أعداده قليلة في مناطق انتشاره.
- الصِّلُّ الأسود (Walterinnesia eagyptia):
من عائلة الصلال (Elapidae)، وهو أحد نوعين من هذه العائلة في المملكة، وينتشر في مناطق عدة منها، ويصل طوله إلى 1م، ويعد من أخطر الثعابين من حيث درجة السُّمِّية، وتحدث الوفاة من كمية قليلة من السم
يعيش الصل في البيئات الصحراوية المفتوحة وبخاصة البيئات التي توجد بها الضبان؛ حيث يستعمل جحورها مأوى له، وقد يتعرض كثير من صيادي الضبان للدغه في أثناء البحث في جحورها. وخلال النهار يستقر في الجحور، وينشط ليلاً باحثًا عن الغذاء، ويتغذى على القوارض والسحالي وبخاصة الضب، ويدخل في سبات خلال فصل الشتاء، ويعد من الأفاعي الشرسة التي يمكن أن تهاجم الإنسان إذا أحست بالخطر.
ويعد الصل من الأفاعي قليلة الانتشار في المملكة بشكل عام، كما أنه يتعرض للقتل من صيادي الضبان، ويجمع بكميات كبيرة من قبل بعض المؤسسات التي تعمل في مجال عرض الحيوانات وإنتاج الأمصال؛ ما قد يؤدي إلى انقراضه من بيئات المملكة.
- الثعبان الأسود (الأبتر) (Atractaspis microlepidota):
الثعبان الأسود من عائلة الأبتر (Atractaspidae)، وهو النوع الوحيد في المملكة من هذه العائلة، ويمتاز الحيوان بجسم أسود لامع، ورأس صغير لدرجة عدم تمييزه من الذنب، ويصل طول الجسم إلى 80سم تقريبًا، وذيله قصير، ويعيش هذا الثعبان في المناطق الجبلية بشكل عام وفي الأودية، وينتشر بشكل رئيس في المناطق الغربية من المملكة، ويوجد في بعض مرتفعات طويق.
وهو ليلي المعيشة يبحث عن الغذاء خلال الليل، في حين يبقى في الجحور أو الشقوق خلال النهار، ويتغذى على القوارض والسحالي واللافقاريات. ويعد الأسود من الثعابين شديدة الخطورة لشدة سُمِّيته، كما أنه يمتاز بأن أنيابه لها القدرة على البروز إلى الخارج؛ ما يعرض من يمسكه إلى اللدغ بسهولة، ولا يعرف إلى الآن مدى انتشار هذا النوع في البيئات التي يوجد فيها، ولكن يعتقد أن أعداده قليلة، وربما يكون معرضًا للانقراض.
- الأفعى المقرنة (Cerastes cerastes):
وتسمى (الحية المقرنة)، وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، وتسمى المقرنة لوجود زائدتين في أعلى الرأس تشبهان القرنين، وتمتاز الحية المقرنة بجسم غليظ، ورأس مثلث، وهذه صفة شائعة في الأفاعي، كما أن الذيل قصير نسبيًا، ويصل طول الجسم من 60 - 80سم، ويشبه لونها لون البيئة الرملية التي تعيش فيها، والأفعى المقرنة من الثعابين السامة؛ حيث يحوي فكها العلوي زوجًا من الأنياب الأنبوبية المتصلة بغدة السم الموجودة على جانب الرأس.
توجد الأفعى المقرنة في البيئات الرملية بشكل عام، وتعد من أكثر الأفاعي انتشارًا في مناطق الكثبان الرملية، وتسير بحركة تموجية مميزة؛ لذا تسمى عند العامة بـ (أم جنيب)، وتستخدم الأفعى البيئة بشكل جيد في عملية الاختباء، حيث تدفن جسمها في الرمل، وتبقي الرأس خارجًا لمراقبة الفرائس وقنصها.
وهي ليلية المعيشة، وتنشط عند المساء، باحثةً عن الغذاء، وتتغذى على القوارض والسحالي بشكل رئيس، كما أنها قد تتغذى على حيوانات أخرى مثل الطيور، وتدخل في فترة كمون خلال الشتاء لاتقاء البرودة وقلة الغذاء، ولكنها قد تشاهد خارج الجحر عندما يكون الجو دافئًا.
وتشكل خطرًا كبيرًا لسميتها العالية، وانتشارها الواسع في المناطق الرملية، حيث تُعزى معظم الإصابات إليها. ويعتقد أن أعدادها كبيرة في مناطق انتشارها في المملكة في الوقت الحاضر.
- أفعى السجاد الشرقي (Echis coloratus):
أفعى السجاد الشرقي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، ولها رأس صغير مثلث الشكل على مؤخرته ما يشبه القلب، وهو مميز عن الجسم، ويصل طول الحيوان إلى 80سم، ويغلب على الجسم اللون المحمر، وتعلوه أشكال تشبه نقش السجاد من اللون الأبيض والبني القاتم. تعيش هذه الأفعى في المناطق الصخرية والوديان.
هذه الأفعى ليلية المعيشة؛ إذ تنشط عند الغروب، وتتغذى على القوارض والسحالي وبعض اللافقاريات الليلية. وهي أفعى سامة، وتؤثر كميات قليلة من السم على الشخص الملدوغ. وتوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشارها.